في ما يبدو أنه اليأس من جيرانها الأوروبيين إندفعت إيطاليا إلى غرب المتوسط، طالة العون من أمريكي. حيث صرح مسؤول دفاعي أمريكي إن الحكومة الإيطالية وجهت نداءً مباشراً لوزير الدفاع، مارك إسبر، للحصول على مساعدات عسكرية أمريكية في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وأضاف المسؤول أن وزير الدفاع الإيطالي طلب من نظيره الأمريكي المساعدة في توفير معدات طبية حرجة مثل الأقنعة ومراوح التهوية.
وأضاف أن الحكومة الإيطالية طلبت من القوات الأمريكية المتمركزين في إيطاليا، مساعدة السلطات الإيطالية المحلية من خلال توفير أفراد طبيين ومستشفيات ميدانية لدعم القوات الإيطالية التي تعمل بالفعل على مواجهة انتشار المرض.
وكان وزير الدفاع الأمريكي قد أتاح مخزون وزارته من الأقنعة وأجهزة التهوية المتاحة، للمستشفيات المدنية في الولايات المتحدة للمساعدة في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، كما قام الجيش بتفعيل وحدات قادرة على بناء المستشفيات الميدانية للمساعدة في تخفيف العبء عن المستشفيات المدنية.
ويأتي النداء الإيطالي للمساعدة من حليفتها في حلف شمال الأطلسي ناتو، في الوقت ارتفعت فيه أعداد الوفيات في إيطاليا نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بمقدار 651 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي عدد الوفيات في البلاد منذ تفشي المرض إلى 5476 حالة وفاة، وفقًا لوكالة الحماية المدنية الإيطالية.
وبهذا الرقم تكون إيطاليا قد تصدرت معدلات الوفيات بفيروس كورونا المستجد في العالم، حتى مقارنة ببلد المنشأ الصين، إلا أن هذا المعدل اليومي الأخير يمثل انخفاضًا طفيفًا في معدلات الوفيات في البلاد، الذي بلغ في اليوم السابق 800 حالة وفاة.
وارتفعت أعداد الإصابات بالمرض في البلاد، التي تخضع لحجر طبي كامل وإغلاق كلي منذ نحو أسبوعين، بمقدار 5 آلاف و560 حالة إصابة جديدة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى 59 ألفًا و138 حالة إصابة.
الأمر الذي أثار جدلًا، وربما دفع إيطاليا لمطالبة الجيش الأمريكي بالتدخل، هو مصادرة حكومة التشيك شحنة مساعدات مرسلة من الصين إلى الدولة الموبوءة، حسبما قالت سلطات براغ، التي حاولت تدارك الأمر، رغم علمها بالوضع الصحي الذي بلغته إيطاليا من تفشي للوباء وحاجاتها الماسة للمساعدات الطبية.
وأفادت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، ليل الأحد، أن المساعدات التي تم توقيفها هي 100 ألف قناع طبي.
وفي بيانٍ لوزير الصحة التشيكي أكد مصادرة 680 ألف قناع واق للوجوه وآلاف أجهزة التنفس الاصطناعي من تجار تلاعبوا بالأسعار، ليتضح في وقت لاحق أن جزءً من هذه المعدات كانت مساعدات صينية متهجة إلى إيطاليا، التي أصبح يطلق عليها “مقبرة كورونا في العالم” لفداحة الخسائر التي لحقت بها من جراء الفيروس.
وبعدما ذكر مسؤولون في التشيك أن ضباط الجمارك بمدينة لوفوسيس، صادروا مئات الآلاف من الأقنعة، الذي اكتشف فيما بعد أن جزءً منها كانت مساعدات صينية مرسلة إلى إيطاليا، حاولت سلطة التشيك تدارك الأمر، حيث صرح متحدثها الرسمي أن التشيك تعمل مع الدولتين الأخريين، لضمان عدم خسارة إيطاليا أي جزء من المساعدات المقدمة لها.
وأضاف وزير الخارجية التشيكي إنه سيتم إرسال 100 ألف قناع طبي إلى إيطاليا من مخزون التشيك الخاص، في وقت تستمر به الشرطة في التحقيق بالقضية. ويوازي هذا الرقم عدد أقنعة الوجوه التي تمت مصادرتها في التشيك. وقال بيان الخارجية التشيكية إن الشحنة سيتم إرسالها قبل أن تنهي الشرطة تحقيقاتها “في ضوء الحاجة المتزايدة للإمدادات الطبية في إيطاليا”.
والجدير بالذكر أنه حتى صباح اليوم، الإثنين 23 مارس، أصاب الفيروس أكثر من 345 ألف شخص في العالم، ونجم عنه حوالي 15 ألف وفاة من المصابين، أغلبهم في البلدان المتضررة، إيطاليا والصين وإسبانيا وإيران وفرنسا والولايات المتحدة، وتعافى ما يزيد عن 99 ألفا.
اقرأ أيضًا:
عذراً التعليقات مغلقة