مهاتير محمد الاقتصادي العتيد
بلغ من العمر تسعين عاما، أسس ماليزيا الحديثة، وحقق طفرة اقتصادية لبلاده وجعلها في مصاف الدولة المتقدمة، إنه رجل الاقتصاد العتيد الذي لم يخسر سياسيا او اقتصاديا مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا.
ولد مهاتير محمد في 20 يونيو 1925 بولاية كيداه بماليزيا وتلقى دراسته بكلية السلطان عبد الحميد ثم درس الطب ب”كلية المالاي” بسنغافورة والتي كانت تعرف بكلية الملك إدوارد السابع الطبية وقام بدراسة الشؤون الدولية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1967.
بعد تخرج مهاتير عمل بالطب في عيادته الخاصة والتي كان يقوم بعلاج الفقراء بها مجاناً، كما عمل كضابط طبيب بسلاح الخدمات الطبية، عرف مهاتير باتجاهاته السياسية، فعرف بانتمائه لتنظيم اتحاد الملايو حيث تدرج فيه من عضو المجلس الأعلى لتنظيم اتحاد الملايو الوطني، ثم نائب رئيس له، ثم بعد ذلك رئيس له عام 1981
شغل عدد من المناصب منها، مندوب ماليزيا بالأمم المتحدة 1963، وعضو برلمان منتخب عن منطقة كوتا سيتار، عضو مجلس الشيوخ و عضو برلمان منتخب عن منطقة كوبانج باسو، ورئيس مجلس التعليم العالي الأول ورئيس مجلس الجامعة الوطنية في السبعينات، ثم وزيراً للتربية والتعليم من عام 1974 حتى 1981، ثم نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة والصناعة، رئيس الوزراء ووزير الشؤون الداخلية 1981
العتيد الاقتصادي في الحكم
تولى الرجل العتيد مهاتير محمد رئاسة الوزراء عام 1981م، حيث وصلت ماليزيا في عهده إلى ذروة مجدها وارتفع نصيب دخل الفرد فيها ارتفاعاً كبيراً، كما تم تقليص حجم البطالة فيها بشكل ملحوظ ، استطاع من خلال منصبه أن يتجه بالبلاد نحو نهضة اقتصادية عالية حيث حقق نسب عالية جدا في معدل النمو الاقتصادي للبلاد، ورسم الخطط بحيث تصبح بلاده بحلول عام 2020 بلد على درجة عالية من التقدم الصناعي.
أبو ماليزيا الحديثة اشتهر بقبضته الحديدية على الحكم، وإن كان لم يصل إلى مستوى بعض حكام دول جنوب شرقي آسيا الأكثر قسوة، لكنه حوّل ماليزيا من دولة مغمورة إلى واحدة من أحدث الدول الصناعية في العالم.
وخلال الأزمة المالية الآسيوية عام 1998 قام بمقامرة خطيرة في معالجة أزمة اقتصادية وسياسية مزدوجة ومخالفته لنصيحة صندوق النقد الدولي بفرض قيود على رأس المال والعملة لإنقاذ اقتصاد البلاد.
ووصفه المستثمر البارز جورج سوروس ذات مرة بأنه «يشكل تهديداً لبلاده». وسخر مهاتير من سوروس قائلاً، إنه «أحمق» في إطار انتقاده المتعاملين في العملات الأجنبية أثناء الأزمة المالية الآسيوية عام 1998.
و انتشرت الجسور والطرق السريعة الواسعة في مختلف أرجاء البلاد، وتُوجت الحملة بإقامة عاصمة إدارية جديدة وبناء برجي بتروناس أطول مبنى في العالم آنذاك.
القبضة الحديدية
استمر نفوذ مهاتير محمد داخل حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو حتى بعد أن تخلى عن السلطة في عام 2003 على إثر إعلانه الاحباط من سيطرة اليهود على العالم بالوكالة وهو الأمر الذي انتقده فيه جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة الأمريكي الأسبق.
وبعد الاستقالة أيّد نجيب، ابن ثاني رئيس وزراء لماليزيا، في سعيه لرئاسة الوزراء عام 2009، لكنه في عام 2015 حث نجيب على التنحي بسبب فضيحة صندوق حكومي للاستثمار. بعدما أعلن للعالم كله.
ولم تنحسر الأضواء عنه خلال فترة تقاعده. فقبل عامين عاد للعمل السياسي النشط لكنه كان هذه المرة في صفوف المعارضة، وتعهد بالإطاحة بنجيب عبد الرزاق.
وفي إطار حملته، استقال مهاتير من حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو الذي شارك في تأسيسه، وتخلى عن جميع أدواره الاستشارية للحكومة، وكان رأس الحربة في الإطاحة برئيس الوزراء الفاسد، لينتخب مجددا رئيسا لوزراء ماليزيا.
موضوعات تهمك:
اقترحها مهاتير محمد من أنقرة.. آلية التعاون الثلاثي يمكن تحقيقها
Sorry Comments are closed