رسالة مهاتير محمد اليمنية للسعودية

محرر الرأي8 مارس 2019آخر تحديث :
رسالة مهاتير محمد اليمنية للسعودية
رسالة مهاتير محمد اليمنية للسعودية
  • هل تُوقظ رسالة مهاتير بن سلمان فيَستمع لنصائحها ويوقف حربه على الإسلاميين ومعالجة سياساته الخارجية من قطر إلى اليمن؟
  • المؤتمر وقفة إسناد للشعب اليمني وحمّل التحالف السعودي الإماراتي مأزق اليمن المتفاقم وهذه مسؤولية واضحة.
    توسّعت كارثة اليمن بعد قرار التهجير السعودي لمئات الآلاف من اليمنيين.
  • أي خلاف سياسي يطرأ في التنافس الداخلي الماليزي لا يغيّر وحدة موقف ماليزيا الذي مثله المؤتمر من حرب اليمن.
  • توسعت خريطة تشرد الشعوب وتَدخل سنويا نادي الأزمة دولة جديدة بسبب الاستبداد أو الفوضى العبثية المدعومة بالمال الخليجي

 

بقلم: مهنا الحبيل

مؤتمر مساندة اليمن، الذي نظّمته وزارة الخارجية الماليزية مؤخراً، وباهتمام خاص ورعاية من رئيس الحكومة الكتور مهاتير محمد، لم يدم أكثر من 6 ساعات.

ويعتقد في كولالمبور وفي أوساط واسعة، أن المؤتمر كان رسالة من الدولة الماليزية الحديثة، التي استعادت خيارها الديمقراطي، بعد فوز تحالف المعارضة بقيادة رجلي النهضة مهاتير محمد وأنور إبراهيم.

وأعتقد أن أي خلاف سياسي يطرأ على السطح، في التنافس الداخلي الماليزي، لا يغيّر وحدة هذا الموقف الذي مثله المؤتمر، للاتحاد الماليزي من حرب اليمن.

اقرأ/ي أيضا: جولة كوشنر.. التدشين لصفقة القرن وفق الرؤية الأمريكية

لكن قبل الاستطراد هناك قضية مهمة نحتاج للتذكير بها، وهي علاقة ماليزيا الإسلامية والحضارية الخاصة باليمن، فموقف ماليزيا اليوم ايجابي إلى حدٍ كبير، في ظل ما يُعانيه الشعب اليمني واللاجئين من تشرد واسع، فاقمته سنوات الحرب، منذ الهيمنة الإيرانية على اليمن، ثم توسّعت الكارثة بعد قرار التهجير السعودي، لمئات الآلاف من اليمنيين.

إثر تطبيق العهد السعودي الجديد، لسياسة الترحيل الممنهجة، عبر الضرائب التي فُرضت مؤخراً على المقيمين العرب والأجانب، إضافة إلى التورط السعودي الواسع، الذي أغرقت به أبوظبي ولي عهد المملكة الجديد.

فماليزيا تسمح بدخول المواطن اليمني بتأشيرة متاحة للجميع، وتسمح بحق الإقامة لآلاف من أبناء اليمن، لكن دون حق العمل، وهي بادرة ممتازة لكن تحتاج إلى التطوير، وإلى تنظيمها قانونيا.

اقرأ/ي أيضا: صفقة القرن “دولة واحدة بنظامين” بدل حل الدولتين

ولسنا في وارد لوم ماليزيا، على عدم تطوير هذا الموقف الذي يقوم أصلاً، على احترام الأمة الماليزية، لأهل اليمن الذين جاؤوها محبين لأهلها، ودعاة سلام وإسلام في نفر من التجار العرب، فدَخل الشعب المالاوي في إطار الأمة الإسلامية، والتي كانت رسالتها، وقود المقاومة للحرية والاستقلال، ثم الهوية الحضارية المدنية.

لكن الواقع العربي اليوم، الذي توسعت فيه خريطة تشرد الشعوب، فتَدخل كل عام إلى نادي الأزمة دولة جديدة، بسبب مشاريع الاستبداد أو الفوضى العبثية المدعومة من المال الخليجي، يُعزز هذه الكارثة التي يعيشها شعبنا العربي.

لذلك نأمل أن تكون مشاركة الإنسان اليمني، المعرف بمهارته ومبادرته العملية في الصناعة والتجارة، داعماً لتعزيز شراكة قطاعات من الشعب الماليزي اقتصادياً، وجذب سياحي عربي لماليزيا.

اقرأ/ي أيضا: لماذا بارك بن سلمان معسكرات اعتقال مسلمي الصين؟

المؤتمر هو وقفة إسناد للشعب اليمني بكل شرائحه، لكنه تضمّن فقرة في خطاب وزير الخارجية باسم رئيس الحكومة، إلى تحميل التحالف الذي تقوده الرياض مأزق اليمن المتفاقم، وهذه مسؤولية واضحة.
ولا يُعتقد أن ماليزيا، التي وقفت مع الشرعية، وتركت مساحة تمثيلها الدبلوماسي، تجهل دوافع الحرب التي جاءت عبر التدخل الإيراني الطائفي.

غير أن سياسة الرياض، في نزع قوة الشرعية اليمنية، لصالح مشاريع أبوظبي الاقتصادية، والفكرة المجنونة لإبادة اسلاميي العالم، كانت المأزق الكبير الذي يستنزف اليوم أبناء الشعب العربي في الجيش السعودي، وأبناء الشعب اليمني تحت مقصلة الحرب والمجاعة والفوضى.

اقرأ/ي أيضا: إلى متى سيتمكن الملك سلمان من حماية محمد بن سلمان؟

وفي تقديري أن هذه الرسالة، هي التي أراد أن يوصلها د. مهاتير محمد، ولن تتخلى كوالالمبور التي تتطور علاقاتها مع الدوحة، عن توازن الحد الأدنى مع السعودية، كطبيعة استراتيجية في تاريخ ماليزيا، ورجلها القوي مهاتير محمد.

لكنها رسالة لطبيعة سياسة ولي العهد التي استفزت مهاتير في علاقة الرياض بالدكتور نجيب عبد الرزاق، واعتمادها على البربوغندا والتغطية المالية، لخطايا السياسة السعودية التي لا تتوقف، فأراد مهاتير أن يُعطي رسالة لشخصية الإنسان الماليزي البسيط بأخلاقه، لكنه عميق في فكره.

اقرأ/ي أيضا: المقاومة السلبية: لماذا يعطل الموظفون في السعودية إصلاحات محمد بن سلمان

ورغم أن هذه الرسالة قد تُساهم في إيقاظ ولي العهد، وأن يمد جسوره مع كوالالمبور خاصة مع اختلاف طبيعة ماليزيا عن تركيا وموقفها السياسي، فيَسمع لنصائحها في وقف الحرب العالمية على الإسلاميين، ومعالجة سياساته الخارجية، من قطر إلى حرب اليمن.

وهي فرصة تاريخية له شخصياً، إلّا أن بقاء قراره عند أبوظبي لا يُعطي أملاً في ذلك، في ظل حرب مجنونة على الاصلاحيين والروح الإسلامية لشعبه، والتي تمثل ضميراً مشتركا مع ماليزيا بعلمانييها وإسلامييها.

اقرأ/ي أيضا: ابن سلمان.. لاعب الـ”جيمز” الفاشل

 

* مهنا الحبيل كاتب عربي مستقل مهاجر في كندا
المصدر: الوطن – الدوحة

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة