باحث إيطالي يطالب باقتصاد حرب

محمد الرحيمي23 مارس 2020Last Update :
باحث إيطالي يطالب باقتصاد حرب

دخل العالم من 3 أشهر نفق كورونا المظلم، الذي يبشر المتفائلون بانتهائه عما قريب، بينما يرى آخرون أنه لا يزال في بدايته بعد، وبين هذا وذاك خرجت نظريات كثيرة تحاول التعامل مع الأزمة، كان من بينها مقال كتبه جوشوا جانز، أستاذ الإدارة الاستراتيجية، يشغل كرسي جيفري س كول للإبداع التقني وريادة الأعمال في كلية الإدارة بجامعة تورنتو. وهو مؤلف ومؤلف مشارك لعدد من الكتب بينها معضلة التعطل، ماكينات التنبؤ، الإبداع والمساواة.

جاء المقال الذي حمل عنون “دك المنحنى”، والذي قام بترجمته موقع أنا أصدق العلم، ليصدمنا بأن الإنفراجة المنتظرة بعد الحجر الصحي الذي فرضه العالم على نفسه لمدة 14 يومًا، لن يحدث، بل على العكس ربما نجد أنفسنا في مواجهة كبرى مع الكورونا في جولة ثانية أعنف من سابقتها.

يفتتح جوشوا مقاله بنسف فاعلية تلك الإجراءات التي اتخذتها الدول، سواء التي طبقت حظر شامل عنيف كما في حالة الصين، منشأ الفيرس، أو التي تطبقه تدريجيًا أملًا في اكساب شعبها مناعة قطيع من الفيرس قائلًا “يفترض أن الأمر لن يتمادى كثيرًا وأن معظم البشر سيصابون بالعدوى ثم يكتسبون المناعة. المناعة من كوفيد 19 لا تزال محل شك، لكن دعنا نفترض أن هذا سيناريو محتمل. إذا خفضت معدل العدوى أكثر من اللازم فإن معظم السكان لن يصابوا بالفيروس، ما يعني أنه حين تتوقف سياسات التباعد الاجتماعي سيتمكن الفيروس من الانتشار مرة أخرى وسيكون علينا التعامل مع الأمر مجددًا”.

وأضاف أنه إذا لم تكن هذه الإجراءات قادرة على تقديم نتائج مفيدة للمسستقبل، ربنما نحتاج إلى توجيه الاقتصاد الدول فيما يشبه اقتصاد الحرب، ولكن بدلًا من جعل الأولية للمجهود العسكري، يجب تركيزه على إنتاج الأدوات الطبية والمستشفيات الميدانية والغذاء.

وقام في مقاله بتذكير المواطنين الذين عاصروا الحرب العالمية الثانية في أوروبا باقتصاد الحر قائلًا “الخبر الجيد أننا (وضمير الجمع هنا أقصد به الجيل الذي عاصر الحرب العالمية الثانية) قد فعلنا ذلك من قبل: اقتصاديات كاملة تحولت إلى الإنتاج العسكري، حدث هذا من خلال التخلي عن آليات السوق في توزيع الموارد ليحل محلها الاقتصاد المخطط. هذه المرة، سيتوجه الاقتصاد مؤقتًا وبشكل عاجل إلى زيادة السعة الاستيعابية لنظم الرعاية الصحية”.

وبناءً على ما سبق وقد قدمه في مقاله، طالب الباحث بالآتي:

  •  أن يكون الجيش مسؤولًا عن توسع الرعاية الصحية.
  •  التحكم في كل الأسرّة والأجهزة الطبية والقدرات الصناعية، ليس بالضرورة بشكل مباشر، لكن بشكل يسمح بإدارتها.
  •  اتخاذ إجراءات تسمح بتجنيد الأفراد الذين قد يكونون مفيدين للمهمة. التجنيد الإجباري كلمة قبيحة، لكنك لن ترسل أحدًا للحرب أو الموت وإنما للعمل. يمكن أيضًا إغلاق الجامعات، أدرك ما يقال عن التعليم عن بعد لكن دعنا نكون صريحين: يمكن للطلبة أن يقوموا بعمل آخر بقية العام وسنتمكن من تعويض ذلك، هذا العمل الآخر قد يكون العناية بالمعولين، وإفساح المجال للأفراد المؤهلين لتأدية عملهم.

والجدير بالذكر أنه حتى صباح اليوم، الإثنين 23 مارس، أصاب الفيروس أكثر من 345 ألف شخص في العالم، ونجم عنه حوالي 15 ألف وفاة من المصابين، أغلبهم في البلدان المتضررة، إيطاليا والصين وإسبانيا وإيران وفرنسا والولايات المتحدة، وتعافى ما يزيد عن 99 ألفا.

اقرأ أيضًا:

حصاد الكورونا .. ملف 

إعلان حظر التجوال في العاصمة الهندية نيودلهي بسبب الكورونا

بعد بلوغها الـ 367 مصاب روسيا تأخذ الكورونا بجدية

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News