العقل ما بين الواعي واللاواعي .. ويشير مفهوم العقل الباطن The Unconscious إلى مجموعة من العناصر التي تتألف منها الشخصية، بعضها قد يعيه الفرد كجزء من تكوينه ، والبعض الآخر يبقى بمنأى كلي عن الوعي. وهناك اختلاف بين المدارس الفكرية بشأن تحديد هذه المفهوم على وجه الدقة والقطعية، إلا أن العقل الباطن على الإجمال هو كناية عن مخزن للاختبارات المترسبة بفعل القمع النفسي، فهي لا تصل إلى الذاكرة. ويحتوي العقل الباطن على المحركات والمحفزات الداخلية للسلوك، كما أنه مقر الطاقة الغريزية الجنسية والنفسية بالإضافة إلى الخبرات المكبوتة. ويمثل العقل الباطن حوالي 90% فإن أي خلاف بين الواعي والباطن يكون غالبا لصالح العقل الباطن.
العقل الباطن يمثل بنك المعلومات والذكريات والرغبات والعادات والعقل الباطن قادر على تسجيل 50 لقطة في الوقت الواحد، على خلاف العقل الواعي الذي يدرك لقطتين في الوقت الواحد لا أكثر، وعلى سبيل المثال فإنك عندما تتحدث إلى آخر فإنك تركز “العقل الواعي” في كلامك أو كلامه وقد تكون اللقطة الثانية رؤيتك لعيناه، أما العقل الباطن فيسجل إضاءة الغرفة ودرجة حرارتها ولون ملابسه، وأي ضوضاء خارج الغرفة وغير ذلك، ومشكلة العقل الباطن هو ترتيب الأشياء بأي شكل أو دون منطق لذلك يكون أسهل للبرمجة والتغذية، ومن صفات العقل الباطن المهمة عدم قدرته على التمييز بين المعلومات الواردة، أي لا يملك مرشحات اختيارية بل يقبل كل ما ينقله له العقل الواعي فإذا وجهت عقلك الواعي إلى شيء فإن العقل اللاواعي يتحول تلقائيا لتسجيل كل ما احتواه عقلك الواعي ، ويكون تابعا له في الاستقبال.
وميز العلماء بين العقل الواعى واللاواعى وبما يبين من القدرات والإمكانات التي يتمتع بها العقل البشري المعجز : ـــ
1ــ العقل الواعي:
- يعي ما يحدث الآن.
- تركيزه محدود.
- يقوم ببرمجة العقل الباطن.
- منطقي ومحلل .
- مفكّر ومنطقي.
- ممكن يعطي تعليمات ناجحة أو غير ناجحة للعقل الباطن .
- ممكن أن يتغير للأحسن إذا اقتنع، وبالتالي يغيّر العقل الباطن للأحسن .
- يفكر بطريقة متابعة خطوة.. خطوة.
2 ــ العقل اللاواعي:
1. يخزن الذكريات ( غيّر ذكرياتك تتغير حياتك ( .
2. محرّك العواطف والمشاعر.
3. ينظّم جميع ذكرياتك.
4. يحرّك الجسم .
5. يحافظ على الجسم .
6. هو شيء أخلاقي ( يعتمد على الأخلاق والسلوكيات التي يتعلمها من مصادر البرمجة ) .
7. يحب أن يخدمك، يحتاج إلى خطوات واضحة المعالم ليتبعها .
8. يتحكّم ويصون جميع الحواس .
9. يصنع، يخزّن، ويوزّع الطاقة .
10. يصنع العادات ويحتاج التكرار ( من 6-21 مرة ) حتى تكون العادة ثابتة .
11. مبرمج على أساس الحصول على أكثر وأكثر ( هناك أشياء كثيرة ممكن اكتشافها ) تمتّع في حياتك بالاكتشاف اليومي .
12. هو متمثل بالرموز فهو يستخدم ويتفاعل مع الرموز ( أحلامك رموز ( .
13. يأخذ كل شيء شخصياً .
14. يعمل بقاعدة الأقل جهدا وهو طريقة الأقل معارضة .
15. لا يحرّك الأوامر السلبية ( كل ما لا تريد يجعله يعطيك ما لا تريد ( .
16. انه يعرف بشكل عفوي ما يفيد وينجح ويعرف ما لا يمكن ان ينجح.
17. انه يعطيك أفكارا تتجاوز المعلومات التي أخذتها من الخبرة، لأنها قدرة تتجاوز مجال الوعي في عقلك.
18. أنه يعمل 24 ساعة ويتابع الأمور التي أخذها من العقل الواعي.
19. انه يعمل بقوة الأهداف ، وما لم يأت الدافع من أهداف تهمنا فلا تعمل هذه القدرة.
20. انه يطلق طاقة تكفي لبلوغ الهدف .
21. انه يستجيب لتأكيدات ايجابية قوية … كلما قلت: أنا راض عن نفسي، وأنا في روح معنوية رائعة، يذهب هذا الكلام إلى العقل الباطن ويحركه لصالحك .
22. انه يحل كل العقبات بشكل آلي حتى تصل إلى الأهداف .
23. انه يعمل على أحسن ما يكون كلما قل اجتهاد العقل ، لا تحاول إجبار عقلك على الإبداع . كن هادئاً مسترخياً، الأفكار المبدعة والحلول تأتيك مع الاسترخاء.
24. يصبح أنشط كلما وثقنا به وكلما استخدمناه أكثر .
25. يعطينا القوة اللازمة للصبر على تعلّم الدروس اللازمة حتى نحقّق الأهداف.
26. يعجل كل كلماتنا وسلوكنا تتناسب مع أهدافنا وتقربنا نحو الأهداف على شرط وضوح تلك الأهداف، إن الأهداف إذا وضحت تماماً فإننا قد نصل إلى حال يستحيل أن نقول أو نفعل ما يضر بتحركنا نحو الهدف، ويحدث في حالات تزايد النجاح أن سلسلة من الحوادث تحدث بحيث تخدمنا في تحقيق الهدف، حتى أننا نشعر كأن الحوادث تتفق لتحقيق نجاحنا.
27. يعمل أحسن ما يعمل في حالتين، حينا يكون عقلنا مهتما بأمر ما إلى أقصى حد ، وحينما لا نفكر بالأمر على الإطلاق، يقدح الحل في عقلنا كالشرارة ونحن نقود السيارة أو نستمع إلى الإذاعة.
إن العقل الباطن الفائق لا يعمل حينما نكون في حالت التحسر (التفكير السلبي) على عدم وصولنا إلى حل.
وظائف كل من العقل الواعي والعقل اللاواعي:
1 ــ العقل الواعي:
انّ الوعي أو( العقل ) هو المظهر العقلي المألوف لنا أكثر من غيره من المظاهر العقلية، وظيفته الرئيسة تتلخص بالتالي:
1 إدراك المعلومات الواردة من البيئة المحيطة ومن داخل الإنسان.
2 ربط المعلومات المأخوذة من البيئة عن وظائف الجسد بأخرى ماضية أو التخزين من المعلومات المصنفة في ملفات الذاكرة الموجودة في اللاوعي أو في العقل الواعي، وإذا لم يكن الشيء المدرك موجودا في الملفات القديمة في الذاكرة، فإن الوظيفة الوحيدة التي تتم في تلك اللحظة هي تخزين المعلومات الجديدة.
3 تقييم الربط (الوظيفة 2) بما يتناسب مع مصلحة الشخص على أفضل وجه.
4 اتخاذ القرارات باتجاه الفعل أو اللافعل.
وكما نلاحظ فإننا نقضي ساعات اليقظة متنقلين بين هذه الخطوات الأربع السابقة: الإدراك, الربط, التقييم, اتخاذ القرارات… والعملية تتصف بالسرعة المذهلة والدقة المتناهية اعتمادا على المعلومات المعطاة.
وهذه العملية تهدف عموما إلى مصلحة الفرد ولا يمكن أن تؤدي إلى عكس ذلك إلا في حالتين:
الأولى:عدم القدرة على إدراك الشيء وهذا تقصير في الحواس ووسائل الاتصال بالبيئة.
الثانية: المعلومات المعطاة مغلوطة، سواء من المصدر الخارجي، أو ملفات الذاكرة في اللاوعي، وتعتمد هذه على دقة عمل العقل اللاوعي وظيفياً..
2 ــ اللاوعي (العقل الباطن):
للعقل الباطن وظيفتان:
1 ــ التحكم في جميع الوظائف التلقائية في الجسد ( الوظائف اللاإرادية)،حتى لو غاب الوعي بفعل النوم أو الإغماء أو التنويم بأنواعه المغناطيسي والإيحائي،فإنه يستمر في تشغيل مختلف وظائف الجسم اللا إرادية.
2 ــ تخزين كل ما يحدث للفرد في شكل ذاكرة وكجزء من هذه المقدرة على التخزين فإن باستطاعة العقل الباطن دفع أفعال الفرد وأفكاره بصورة تلقائية أو مبرمجة في أنماط سلوكية تسمى العادات. (6)
المراجع
دانيال J. سيجل، Mind, Brain and Relationships، الطبعة الثانية 2012.
موضوعات تهمك: