ما هو العقل الإنسانى

أحمد عزت سليم28 مارس 2020آخر تحديث :
ما هو العقل الإنسانى

ما هو العقل الإنسانى ارتبطت الحياة الإنسانية ارتباطا وجوديا فى كلية آلياتها وتفاعلاتها الخاصة والعامة المادية وغير المادية والروحية والعاطفية والميتافيزيقية وغير الميتافيزيقية والاجتماعية وغير الاجتماعية منذ بداياتها الأولية بالعقل الإنسانى والذى يحتويه الدماغ البشرى ، ولتتشكل الحياة الإنسانية بكل تطوراتها وخبراتها المتعددة والمركبة من خلال العقل الإنسانى ومكونا لفكرة ووعيه وإدراكه ومعرفته وهويته ونفسيته وأحاسيسه وتصوراته وعواطفه ومعتقداته وقيمه وأعرافه وتقاليده وعاداته وآماله وطموحاته وعلاقاته المتعددة والمركبة رأسيا وأفقيا ورجعيته ونكوصه وترديه وبما يشكل محتواه المرجعى للعيش والحياة والصور والقوالب النمطية والتى تتحكم فى فاعليات حياة الإنسان الوجودية وتعبر عن هويته ، ومن خلال هذه الفاعليات والآليات .  ومن خلال محتواها المتطور والمركب  يصير العقل الإنسانى منظما لتدفق الطاقة والمعلومات ومن خلال عمليات التجسد والعلائقية (that regulates the flow of energy and information ) وتعتمد هذه العمليات فى هذا الأطار على أن التدفق يتم فى الدماغ وبين العقول ، وأنه يتم داخل العمليات العصبية الداخلية والخبرات ذات العلاقة ، وبعبارة أخرى، فإن العقل هو العملية التي تخرج من الجهاز العصبي ووزعت لتمتد ولتشمل الجسم كله، وأيضا من أنماط الاتصال التي تحدث في إطار العلاقات وأنه يتم تحديد بنية ووظيفة الدماغ النامية في كيفية تبادل الخبرات، ولا سيما في العلاقات الشخصية، وتشكيل نضوج مبرمج وراثيا في الجهاز العصبي  ، وصولا إلى أنه مع العمليات المعقدة من تلقاء نفسها: أنه يحكم الكائن الكلي وتفاعله مع البيئة . One view of the mind parallels a dictionary definition of the psyche: “1. the human soul; 2. the intellect; 3. psychiatry—the mind considered as a subjectively perceived, functional entity, based ultimately upon physical processes but with complex processes of its own: it governs the total organism and its interaction with the environment.” .

والعقل هو أيضا العلائقية ، وليس المنتج الذي تم إنشاؤه في العزلة وهذه العلاقات تشمل الاتصالات للفرد مع الكيانات الأخرى في العالم، والناس لا سيما الآخرين ، ويبين المثلث التالى ماهية التجربة الإنسانية :ـ

MIND (regulation)

 

 

 

RE LATIONSHIPS ( sharing)                                Mechanism)          ) BRAIN

 

ويخلق نشاط الدماغ عملية ” التمثيل ” من أنواع مختلفة من المعلومات عن العالم الخارجي والداخلي ، على سبيل المثال، لدينا تمثيل الأحاسيس في الجسم، والتصورات من الحواس الخمس، من الأفكار والمفاهيم والكلمات، وبما تشكل هدفا مركزيا للعقل يتطور عبر مراحل العمر وما يخلق عملية ربط أجزاء متباينة في شكل كلي وظيفي ” التكامل ” والذى يمثل الصلة بين العقل والدماغ ويشير ” التكامل ” إلى طريقة العقل يربط أجزاء متباينة ، كما يحدد العقل شعور التماسك من خلال ربط حالات العقل عبر الزمن ، ومن خلال تنظيم الذات عبر الماضي والحاضر والمستقبل، يخلق دمج العقل شعورا من التماسك والاستمرارية ويعكس قدرة الفرد على الاندماج شعور متماسك بالذات، وبما يؤدى إلى أن العلاقات الإنسانية تعزز الصمود والعاطفية من خلال تسهيل قدرة التكاملية ، وكما تساهم التجارب اليومية فى تشكيل الدماغ  وبما يحقق تأثيرا على كيفية عمل العقل في جميع مراحل الحياة وتطوره ونموه وبما يمكن اعتبار الدماغ كنظام حي مفتوح وديناميكي ، واعتبر بعض العلماء وخاصة علماء الأعصاب أن العقل هو ” مجرد نتيجة ” من نشاط الدماغ، وأن الدماغ هو الأساسي، والعقل هو نتيجة لإطلاق العصبي ، وعلى نحو أخر رأى آخرون أن العقلية تسمح بالاختيار الواعى وليلعب الوعى العقلى دورا أساسيا فى وهاما في ما يسمى”وظائف تنفيذية” ، وتشمل هذه السيطرة الإنتباه، المرونة الإدراكية، تحديد الأهداف ، وتنظيم دفعة، ومعالجة المعلومات المعقدة، وكما يرى بياجيه فإن النشاط العقلي يميل دائماً لخلق الظروف المثالية لبقاء الكائن الحي في حالة اتزان تحت الظروف القائمة، ومن خلال الثوابت الوظيفية Functional Invariants التى حددها بياجيه كطريقة للتعامل مع البيئة والتى تتشكل من:

أ- التمثيل: Assimilation

يقول بياجيه ” الذكاء هو تمثيل بالدرجة التي يستوعب فيها كل بيانات الخبرة المعنية في إطاره الخاص ومعنى هذا أن العقل يتمثل أو يستوعب الخبرات الجديدة عن طريق التغيير فيها بحيث تلائم البيئة التي تم تكوينها ، وتسمى عملية الاستجابة للبيئة طبقا للبناء المعرفي للفرد عملية تمثيل أو استيعاب ” .

ب ـــ الموائمة  : Accomodation

هناك خبرات جديدة لم يمر الفرد بتمثيل لها من قبل ومن ثم فإن الأبنية العقلية الحالية لابد أن تغير من نفسها لكي يمكن تقبل هذه الخبرات الجديدة وهذه العملية هي عملية الموائمة أو الملائمة. ملائمة أو موائمة الأبنية العقلية للخبرات الجديدة وإذا كانت عملية التمثيل وظيفتها المحافظة على الوضع الراهن للبنية العقلية عن طريق تفسير المواقف الجديدة غير المألوفة في ضوء المعارف القديمة، فإن عملية الموائمة تعني تعديلا في بنية العقل ومعارفه عن العالم حيث يمكنه أن يستوعب الخبرات الجديدة ويقول بياجيه في ذلك : ـــ  ليس ثمة شك في أن الحياة العقلية عملية موائمة أو ملائمة مع البيئة، فالتمثيل لايمكن أن يكون نقيا، لأن الذكاء عن طريق استيعاب عناصر جديدة في الصورة العامة السابقة يعدل من هذه الصور لكي تكيف نفسها مع العناصر الجديدة وبمعنى آخر   فالموائمة هي عملية خلق المخططات الجديدة، أو تحوير المخططات القديمة ، وينجم عن كلا العمليتين تغير وارتقاء في البنى المعرفية ( المخططات ) وتعبر الموائمة عن الارتقاء  (تغير نوعي ،)  ويعبر التمثيل عن نمو ( تغير كمي)، وكلاهما يعبر عن تكيف فكري، وعن ارتقاء البنى الفكرية (الازيرجاوي:1991:320 ) هاتان العمليتان معا التمثيل- والموائمة تحدثان تكييف العقل مع البنية في الوقت المعين أثناء عملية النمو، وبواستطها يتم تعديل البنية العقلية بشكل مستمر لتصبح أكثر فأكثر تعقيدا، وهو ما يشكل جوهر النمو العقلي أو المعرفي عند الإنسان ، و يرى فليلهم فونت Wilhelm Wundt ارتكاز الآداء العقلى على الأفكار والصور والمشاعر ، ويؤكد ويندى هاسنكامب WENDY HASENKAMP أن المشاعر والقدرة على الاستدلال ودقة التعاطف وتبادل المشاعر تكشف عن أهمية الآداء العقلى فى الإدراك الاجتماعى وكعمليات فى الدماغ لها أدوارها فى العمليات العقلية الأخرى وبما يؤدى إلى تغير الدماغ مع الممارسات المتكررة واكتساب المهارات والمعرفة والسلوك .

موضوعات تهمك:

إعمال العقل في الأوطان العربية لمواجهة الطغيان

وظائف العقل البشري

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة