الاتحاد الأوروبي فى إطار السياسات الإجرامية للصهيونى نتنياهو
وفى إطار ماهية العلاقات الأوربية مع الكيان الصهيونى لا يمكن أن تبدأ إعادة تأهيل للعلاقات بين إسرائيل ومؤسسات الاتحاد الأوروبي بسهولة وسرعة تنفيذية وإجرائية فمن المتوقع أن تكون تلك العملية طويلة وبعيدة المدى، وكما يرى الخبراء حتى يتم تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل تؤمن بالحقوق الفلسطينية فإذا كانت المبادئ الأساسية لأى حكومة إسرائيلية جديدة تشير إلى إستمرارية سياسات ضم الضفة الغربية للكيان الصهيونى، فستستمر العلاقات المتجمدة الحالية ، ومع ذلك، فإن طريق إعادة العلاقات تستلزم من الحكومة الصهيونية أنها تسعى جاهدة لتغيير الوضع الحالي من خلال البحث عن قرار مبني على فكرة قيام دولتين لشعبين وأن تكون قادرة على فتح صفحة جديدة في العلاقات ومن هذا المنطلق سيتعين على الاتحاد الأوروبي أيضًا تحديث مواقفه الأساسية بشأن الصراع واعتماد نهج من شأنه أن يحفز التقدم نحو حل كامل في الحلول الإضافية والجزئية، وقد تزايد المواجهة مع الاتحاد الأوربى بعد قرار محكمة العدل الأوروبية حول الإلتزامن بوضع وسم منتجات المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث أن القرار يوجب بوضع ملصقات على المنتجات الغذائية الإسرائيلية المصنعة في مستوطنات داخل مناطق تحتلها إسرائيل.
وقد أعلن سفير إسرائيل في ألمانيا، جيريمي إيزاخاروف فى الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر من هذا العام 2019 إن على الاتحاد الأوروبي أن يتجاهل قرار محكمة العدل الأوروبية الموجب بوضع ملصقات على المنتجات الإسرائيلية المصنعة داخل المستوطنات المقامة على أراض فلسطينية تحتلها إسرائيل، توضح مكان نشأتها ، وذلك في القضية التي رفعتها منظمة يهودية ومنتج نبيذ ضد قانون فرنسي، وقد تم إخطار المسئولين الإسرائيليين بالقرار قبل صدوره وأشار بعضهم إلى أنه ينطوي على معاداة للسامية ، وأصدرت وزارة الخارجية الصهيونية بناء على تعليمات عاجلة من نيتانياهو بيانا يدين هذه الخطوة التي ترى أنها مسعى لممارسة ضغوط على إسرائيل فيما يتعلق بسياستها الاستيطانية واستدعت سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل، وقالت الوزارة “نأسف لأن الاتحاد الأوروبي اختار لأسباب سياسية اتخاذ مثل هذه الخطوة الاستثنائية التمييزية بإيعاز من حركة المقاطعة”، وقال مصدر في المفوضية أن “هذا إجراء فني وليس سياسيا، الأرض المحتلة ليست جزءا من الدولة الإسرائيلية ذات السيادة ولهذا لا يمكن بيع السلع على أنها صنعت في إسرائيل”.
ومع السياسات الإجرامية الصهيونية التى يمثلها بقوة رئيس الوزراء الصهيونى نيتانياهو وكما أعلن في خطاب بثته قنوات التلفزيون الإسرائيلية على الهواء مباشرة “أعلن عزمي، بعد تشكيل حكومة جديدة ، تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت” فقد كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مساعيه ، إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية بشكل أحادي الجانب على أراضٍ فلسطينية ومستوطنات، في محاولة أخيرة لمنع إجراء انتخابات عامة ثالثة واستغلالاً لوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وقال نتنياهو خلال مؤتمر نظمته صحيفة “مكور ريشون” اليمينية، إنه حان الوقت لتطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وإضفاء الشرعية على جميع مستوطنات الضفة الغربية ( يهودا والسامرة بالإسم العبري الديني)، الموجودة في الكتل الاستيطانية وتلك الموجودة خارجها، مضيفا القول إنها ستكون جزءا من دولة إسرائيل.
وأشار رئيس الوزراء الإجرامى إلى أنه ناقش القضية مؤخرا ، مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دون تقديم خطة رسمية ، وأعلن بومبيو بعدها أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية ،وقد رحبت إسرائيل بالقرار الأمريكي .
وفى إطار الأزمة السياسية التى تواجه إسرائيل حاليا فى الإنتخابات بسبب الفشل في تشكيل حكومة بعد جولتي انتخابات للكنيست، والإتجاه إلى جولة انتخابات ثالثة ، ستجري في 2 مارس المقبل، إزدادت الساسيات الصهيونية فاعلية مع القلق من تدنى العلاقات مع الاتحاد الأوربى دعت التقارير الصهيونية إلى أنه بعد تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، لا بد أن يكون “المطلوب أن تعد وزارة الخارجية (الإسرائيلية) والمفوضية في بروكسل أجندة للقاء أولي بأرفع مستوى ، وأن يكون “جديرا أن تشمل تصريح نوايا بعزل شرط تطوير وتحسين العلاقات الثنائية بتقدم حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، حيث أن هذا ليس اللغم الوحيد في حقل العلاقات: فمع تقدم الحوار السياسي المتجدد ستكون هناك حاجة إلى بحث الخلاف بين إسرائيل والاتحاد الأوربى حول مسألة النووي الإيراني”.
كذلك حذرت هذه التقارير من خطوات نتنياهو بتعزيز العلاقات مع مجموعات دول داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يرى أن “ضعف المركز السياسي للاتحاد الأوروبي لا يبرر تجاهل إسرائيل له وتفضيل تطوير علاقات مع مجموعات دول أعضاء فيه على حساب العلاقات مع المؤسسات المركزية، وقد يتبين أن هذه السياسة (التي يتبعها نتنياهو) عديمة الفائدة عندما يتبنى الاتحاد الأوروبي طريقة تسمح لأغلبية نسبية بالمصادقة على قرارات في مواضيع الخارجية والأمن”.
ولا يتوقف الغرور الإجرامى الصهيونى الذى يمثله رئيس وزراء هذا الكيان عند ذلك بل يمتد إلى إعلانه بإدراك أوربا إلى ما أسماه “حماية إسرائيل لها” وقد نقلت هيئة البث الصهيونية الرسمية عن نتنياهو قوله، خلال زيارة لأحد الكنس اليهودية في العاصمة الليتوانية فيلينيوس: إن “إسرائيل هي التي تحمي أوروبا ولقد آن الأوان لكي تدرك أوروبا ذلك”، وقد أضاف نتنياهو أن “الزيارة إلى ليتوانيا تبرهن التغير الجذري والتاريخي الذي طرأ على الشعب اليهودي من غابات أوروبا التي امتصت دماء أبناء الشعب اليهودي إلى نهوض دولة اسرائيل التي يشارك فيه جميع أبناء الشعب اليهودي، وكانت صحيفة “دافار ريشون” العبرية، قد ذكرت أن السبب الحقيقي لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفيلنا، عاصمة ليتوانيا، هو توسط دول البلطيق الثلاث، استونيا ولاتفيا وليتوانيا ، لإسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي ، والحد مما أسماه رئيس الوزراء الصهيونى بـ” المواقف غير الصديقة” لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي.
موضوعات تهمك:
Sorry Comments are closed