الأسماء الشعبية تعبر عن العقلية المصرية وممارساتها
تعبر الأسماء المصرية والألقاب وأسماء العائلات المصرية بكل تنوعاتها ومغايراتها ومفارقاتها التى تصل إلى درجة التناقض والتنوع عن خصوصيات الثقافة المصرية الشعبية وبتنوعها الاجتماعى والقيمى والطبقى وإيماناته العقائدية وحياته التاريخية وذاكرته الحية والموروثة جيلا بعد جيل والنتاج الجماعى لمخزونه الحياتى ولكل فاعليات الإنسان المصرى فى هذه الخصوصيات وشمولية مماراساته الحياتية وكلية تراكباتها وبتنوعاتها المختلفة وبما يمثل هوية الموروث الشعبى وطموحات المصرى بل وإحباطاته فى الواقع المصرى الحياتى المعاش بأبعادة ومرجعياته المتنوعة العميقة والممتدة والمتوقعة وما رسخته فى العقلية المعرفية المصرية والاستمرارية كتراث حى وموروث .
كما قد تعبر الأسماء الشعبية المصرية عن التوازن الاجتماعى والبيئى أو الصراع والسخرية والتهكم والإفراط العاطفى والحالة الوجدانية الشعبية المصرية وما تشمله من ترابط وتآلف وتواصل نفسى وسلوكى مع الآخر والقريب والبعيد والفردى والجمعى والتنوع الطبقى والمصلحى والوظيفى والإيمان الدينى والانتماء المهنى والاجتماعى والاقتصادى والجذور العائلية الأجنبية التى استقرت فى مصر أو تعبيرا عن البئية المعاشة الحية والحاجات الإنسانية، ووصولا للتعبير عن إيمان المصرى ببعض المعتقدات والموروثات الشعبية مثلما من يسمى إبنه”الشحات” خوفا من الحسد، وبما تكشف الأسماء والألقاب المصرية عن الحراك الاجتماعى الآنى والتعايش الإنسانى والمؤثرات التى تعتريه وتشكله ومثلما يظهر فى التأثر بالأسماء الأجنبية المتداولة بانتشار فى وسائل الاتصال الجماهيرى والتواصل الاجتماعى أو من خلال التأثر من خلال العمل فى الدول الأجنبية أو التواجد الحياتى للأجانب فى بعض الأوساط المصرية أو بسبب العلاقات القرائبية والقبائلية الممتدة عبر التاريخ والواقع أو من تأثيرات القوى الاجتماعية والاقتصادية والطبقية للأسرة والجماعة ، وبما تعبر عن دينامياتها الدلالية المتداولة والفلسفة الشعبية السائرة المعبرة عن التناقضات الحياتية وتنوع المواقف البشرية السائرة الجمعية والفردية والوطنية .
وكما تعبر الأسماء المصرية على قوة حرص المصرى بالارتباط بخصوصياته العائلية والعقائدية وتطلعاته الحياتية وآماله وكما يتبدى فى الأسماء المركبة ورغم أن البعض دينيا أعدها من المكروهات والمناهى على اعتبار أنها تؤدى إلى الإلتباس والاشتباه ورغم أن القانون يرفضها فهو يصر على مناداة الإبن بها وتعريفه بها حياتيا، إلا أن المجتمع المصرى جسد فى اختياره الحر للأسماء التى يسمى بها الأبناء والأحفاد والأولاد والبنات وبكل شرائحة الوظيفية والمهنية وطبقاته العليا والمتوسطة والدنيا وتكويناته العقائدية والتربوية والقيمية والتعليمية والمجتمعية وتفاعلاته وحراكه مع تطوراتها وتناميها وتقلباتها عبر تاريخه العميق الممتدة إلى واقعه الآنى، ومكنونات ومخزون الشعور واللاشعور والوعى واللاوعى الذاتى الفردى والجمعى، والتى لا تشكل فحسب ولكن تهيمن بسطوة على علاقة الفرد بالواقع الاجتماعى، وبالتالى تعبر عن النسق الإنسانى المصرى المكون للعقلية والنفسية ولتعبر عن ماهيته المشكلة للصورة الذهنية المتشكلة من إطاره الدلالى المرجعى، وصولا إلى التعبير عنها من خلال منطوقية ودلالية الأسماء التى تنقل المعنى وتعبر عن هذه الصورة المرجعية، وكما تعبر عن العلاقات التبادلية.
ولقد ذلك بقوة جسد الهوية المصرية وبكل آمالها وبكل ماهيتها ومظاهرها وسلوكياتها الحياتية الاجتماعية والسياسة والرأسمالية والثقافية والدينية والفكرية وارتباطه بأرض الوطن مصر والتى شكلت حياته.. نيلها وطينها ورملها وسمائها وعلى كل مستوياته الاجتماعية والطبقية والثقافية والاقتصادية والسياسية بل ووصولا إلى أن يصبح الأسم تعبيرا كليا عن ممارسات وفاعليات الشخصية المصرية عبر التاريخ والحاضر والحياة وتتبناه الأسرة المصرية كأسم “على” فى التسمى به والانتماء المتنوع والممارسة الحياتية مثل الاستنكار من تغييب الشخص (كنت فين يا على وامك بتدور عليك) أو للهجو (على يا على يا بتاع الزيت وشك ياعلى ملزوق عالحيط)، والحكاية الشعبية (على بابا وعلى الزيبق والشاطر على)، وفى الغناء واللعب (على عليوة ياللى .. ضرب الزميرة، حسن أبو على سرق المعزة والمعزة كانت سوده وصاحبها أبيض، على يا على يا بتاع الزيت بأحبك يا على وأحلف بالبيت والنبى يا على ما تسيب البيت)، وفى الأفراح الشعبية ( العلى على جانَّا العلى على إيه؟ على على جانا وعريسنا دخل الجنه ، وعلى على يا ويكا وعريسنا راح أمريكا)، وفى مظاهر الفرح عند المطر (علي يا أبو مخ .. خلي الدنيا ترخ .. علي يا أبومركب.. خلى الدنيا تكركب).
موضوعات تهمك:
الأمثال الشعبية نقد وتوصيف لحياة الوطن