المرأة المصرية ستظل مقاومة

أحمد عزت سليم30 أبريل 2020آخر تحديث :
المرأة المصرية ستظل مقاومة

المرأة المصرية ستظل مقاومة .. كتب هيرودوت المؤرخ الإغريقيً اليونانيً في القرن الخامس قبل الميلاد والذى إعتبره الكثير من المؤرخين وكما أطلق عليه شيشرون الروماني أنه The Father of History “أبو التاريخ” عن مصر بعد زيارته لمصر ، ومع رفض الكثير من علماء التاريخ المصرى لذلك تماما ومن منطق منهجى موضوعى وكما أكد العالم وسيم السيسى بأن ذلك أكبر خدعة في التاريخ ، وأن ما كتبه لم يكن تاريخا وكان شواهد على الحياة المصرية ومن الأقوال الشهيرة له في هذا السياق: “مصر هبة النيل” (Egypt is the gift of the Nile).

وفى إطار ذلك كتب هيرودوت: يبدو أن المصريين قد عكسوا الممارسات العادية للبشرية .. تحضر النساء إلى الأسواق ويعملن في التجارة، بينما يبقى الرجال في المنزل ويقومون بالنسيج.. يحمل الرجال في مصر أحمالًا على رؤوسهم والنساء على أكتافهن .. النساء يمررن الماء واقفين والرجال يجلسون .. لتخفيف أنفسهم، يذهبون إلى الداخل، لكنهم يأكلون في الخارج في الشوارع ، على أساس نظرية أن ما هو غير لائق، ولكن ضروري، يجب أن يتم بشكل خاص ، وما هو غير لائق يجب أن يتم علانية.

أليس يشاهد العالم هذه الحقيقة الحياتية القائمة إلى الأن في أحياء مصر الشعبية والأسواق وفى القرى والنجوع وفى الحدائق العامة ..

وكما أكدت الباحثة دوجلاس ج. بروير:  كانت الأسرة النووية جوهر المجتمع المصري وتم ترتيب العديد من الآلهة في مثل هذه التجمعات، وكان هناك فخر هائل في عائلة المرء، ويتم تتبع النسب من خلال كل من خطوط الأم والأب، كان احترام الوالدين هو حجر الزاوية في الأخلاق ، وكان الواجب الأساسي للابن الأكبر (أو أحيانًا الابنة) هو رعاية والديه في أيامهم الأخيرة والتأكد من تلقيهم دفنًا مناسبًا.

وكما تشير قوائم الأنساب التي لا تعد ولا تحصى إلى مدى أهمية الروابط الأسرية ، ولكن مصطلحات القرابة المصرية تفتقر إلى كلمات محددة لتحديد أقارب الدم خارج الأسرة النووية المصرية ، على سبيل المثال ، الكلمة المستخدمة لتسمية ” الأم ” كانت تستخدم أيضًا لـ “الجدة”، وكلمة “الأب” كانت هي نفسها ” الجد”؛ وبالمثل، فإن مصطلحات “الابن ” و”الحفيد” و”ابن الأخ” (أو “الابنة” و”الحفيدة” و”ابنة الأخ”) متطابقة، كما تم تسمية “العم” و”الأخ” ( أو ” الأخت ” و ” العمة ” ) بنفس الكلمة، لجعل الأمور أكثر إرباكًا للعلماء المعاصرين، غالبًا ما يستخدم مصطلح “الأخت” في مصطلح ” الزوجة”، فإن ذلك يشير إلى قوة العلاقة بين الزوجين في المجتمع المصرى وقوة العلاقة الأسرية ومنذ تاريخه الممتد عبر وطوال الزمن البشرى.

وطوال التاريخ كان هناك إعتزازا كبيرا بدور المرأة المصرية وعلى عكس ما يروج البعض فإن المرأة المصرية بقوة وبقناعة وطنية شعبية أن تشغل وظائف مهمة في المجتمع المصري القديم بما في ذلك المناصب رفيعة المستوى مثل الكاهنات والمشرفين والإداريين، بل لقد وصلت المراة المصرية إلى أعلى المناصب في الأرض ، فقد أصبحت حتشبسوت واحدة من أقوى الفراعنة في مصر ، وإستمرارا للإعتزاز المصرى بدور المرأة فقد تولت في العصور الحديث مناصب كبرى كالمناصب الوزارية كوزيرات للتأمينات والشؤون الاجتماعية (وزارة التضامن الاجتماعي حاليا) ووزيرات للبيئة والبحث العلمي وووزيرة التعاون الدولي والقوى العاملة ، ووزيرة للاقتصاد، ووزيرة للصحة، ووزيرة للتجارة والصناعة  ووزيرة للقوى العاملة والهجرة ووزيرة للأسرة والسكان ووزيرة للتطوير الحضارى ووزيرة للإعلام ووزيرة للصحة ووصولا إلى العمل كمستشارة للأمن القومى مثل الدكتورة فايزة أبو النجا منصب وزيرة الدولة للتعاون الدولي ووزيرة للثقافة ووزيرة للتخطيط ووزيرة للسياحة ووزيرة للإستثمار  ووزيرة للعمل، ولا ينسى المجتمع المصرى أبنة قرية “نزالى جانوب” الصعيدية حكمت أبو زيد إبنة ناظر بالسكة الحديد التى عملت كأول سيدة تتقلد منصب وزيرة فى مصر وكوزيرة للشئون الاجتماعية في 25 سبتمبرعام 1962.

والتى تمكنت من الحصول على الدكتوراة من إنجلترا وكمثال مقاوم ورائد للفتاة المصرية المناضلة من أجل  العلم والمعرفة والمجتمع المصرى، حيث إلتحقت عام 1940 بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول “جامعة القاهرة”، وتنبأ لها الدكتور طه حسين عميد الكلية آنذاك بمكانة رفيعة لرؤيته قدرتها العالية وقد حصلت على درجة الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950 ثم درجة الدكتوراة فى علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا عام 1955 ثم عينت بكلية البنات بجامعة عين شمس وانضمت لفرق المقاومة الشعبية حتى حرب 1956 وأقدمت على التدريب عسكرياً مع الطالبات وذهبت إلى بورسعيد مع سيزا نبراوي وإنجي أفلاطون، وقد نقلت نشاط وزارتها من القاهرة إلى أغلب القرى والنجوع المصرية لتصل إلى أربعة آلاف قرية حيث كانت تستيقظ مبكرا قبل ساعة الفجر وتذهب إلى هذه المناطق لتقدم خداماتها لأفراد الشعب المصرى من كل الطوائف في هذه المناطق، وظلت مثالا للمرأة المصرىة المقاومة حتى توفاها المولى عز وجل في عام 2011 ، وبعد معاناة طويلة مع المرض.

هكذا كانت المرأة المصرية مقاومة وستظل كذلك مقاومة ومدافعة عن شعبها المصرى ومهما كانت الإنظمة السلطوية.

موضوعات تهمك:

ستظل المرأة العربية حصن الحياة

ستظل المرأة العربية مقاومة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة