ابراهيم نصر النخيلي، أو صاحب الشخصية الأشهر في مصر في برامج الكاميرا الخفية، يرحل عن عالمنا بعد أن قضى عقودا في رسم الضحكة على اوجه المصريين والعرب، خاصة خلال الشهر الكريم في برنامجه الأشهر الذي حقق نجاحا لا يوصف وقتها ولا يزال حتى الآن علامة فارقة في تاريخ تلك البرامج.
هو الممثل الكوميدي المصري المولود بالعاصمة المصرية القاهرة عام 1950، لكن أصوله من محافظة أسيوط، والمتوفي اليوم وفي خلال شهر رمضان الذي صنع فيه البهجة للمصريين، خاصة وأنه غير معروف بالنسبة للكثيرين كون ابراهيم نصر غير مسلما، وهو مسيحي الديانة، ليكون قيمة قلما وجدناها حاليا في مصر والعالم أجمع.
جاء والد إبراهيم إلى القاهرة قبل ميلاده بسنوات لكي يعمل في المقاولات وأعمال التشييد والبناء، لكن ابنه كان له موهبة متفجرة منذ الصغر حيث لعب دور المقلد أو المضحك أو راسم البسمة على العائلة وأقاربها وكل من هم في دائرة الراحل، إلى أن جاءته الفرصة من خلال الشاعر بخيت بيومي الذي اصطحبه إلى مبنى الاذاعة والتلفزيون وجعله يشارك في برنامج المذيعة الشهيرة أماني ناشد، في برنامجها عزيزي المشاهد ومن هنا تفجرت موهبة ضخمة.
اعمال ابراهيم نصر
كانت اعمال الراحل بدأت في التلفزيون من خلال البرامج قبل الانتقال إلى السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، بينما شارك في عدد كبير من الأعمال، أبرزها في السنما هو فيلم شمس الزناتي مع الفنان عادل إمام ونخبة من الممثلين، وفيلم اكس لارج مع الممثل الكوميدي أحمد حلمي.
وفي المسرح كان أبرز أعماله مع سمير غانم وجورج سيدهم ودلال عبدالعزيز في مسرحية، اهلا يا دكتور، أما في الدراما فكان آحر الأعمال التي شارك فيها هو الأشهر مسلسل فوق السحاب مع هاني سلامة ونهال عنبر وعفاف شعيب.
أما آخر أعماله التي لم تخرج إلى النور بعد هو فيلم صاحب المقام من بطولة النجم آسر يس ويسرا وأمينة خليل وبيومي فؤادي تأليف إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل.
زكية زكريا
في تصريحات له سابقة قال الممثل الكوميدي الراحل وصاحب شخصية زكية زكريا الأشهر بين عالم برامج المقالب، أن بداية فكرة البرنامج عندما طلب منه الأستاذ محمد عبدالمنعم غالي، موزع الأشرطة والبرامج على جميع القنوات، صنع برنامج للضحك.
يحكي الراحل في حديثه لصفحة “الساحة” المختصة بالفن، قائلا: “قالي ابراهيم انا نفسي امنيتي تعمل حاجة تضحك، (..) قولتله طيب انا هعرض عليك حاجة تقولي يييه (لم يعجبه)، قولتله الكاميرا الخفية، قال يييه”. مضيفا أبلغته أنه كما قال له لم يعجبه، وهم بالرحيل، لكنه أقعده ليقول له فكرته.
تقول فكرة ابراهيم نصر أنه سيصنع حبكة ودراما وليس مجرد مقلب، مكون من بداية ووسط ونهاية من موضوع وعقدة وحل.
ويتابع نصر قائلا: “النجاح خضني وخض مصر كلها”.
في النظرة السريعة لأعمال ابراهيم نصر وخاصة برامج المقالب، تجده لا يخدع الجمهور، ولا الضيوف، لا يهين أحد ولا يقلل من شأنهم، بل إنه يحترم جمهوره، وعقولهم ليتجدث قائلا أنه تم عرض البرنامج لمدة ثلاثة سنوات، ليتم التغيير فيما بعد ويكون مفترق الطرق ليصنع شخصية السيدة “زكية زكريا”.
لا يعمل ابراهيم نصر لجهات خارجية أو داخلية، ولا يهمه سوى أن يرسم الضحكة على الوجوه خلال شهر رمضان، أن يسعد الناس وفقط، ولا تسيطر عليه استخبارات هنا أو اعلام موجه هناك أو يقوم بتلميع الأذى وجعله ممكنا أن يمر على الاسماع والعيون دون تحرك، الرجل بسيط للغاية يصنع “مقلب” لا يؤذي أحدا، بل إن ضيوفه يخرجون من الحلقة سعداء (نذيع؟ ذيع).
الرجولة عند ابراهيم نصر
يقول ابراهيم نصر في لقاءه مع برنامج الساحة: “التمثيل حالة من حالات الاحساس، انك تكون حاسس بكل مشاعر الناس”، متابعا: “أنا ممكن وأنا ماشي في الشارع اشوف منظر يبكيني، ما تستغربوش يعني ما تقولوش اخس في رجولة كدة؟” ليتابع مؤكدا: “آه في رجولة كدة ده هو دا اساس الرجولة.. دي قمة انك تبكي، وقمة الرجولة انك تضحك وقمة الرجولة انك تعيش لحظة.. دي الرجولة”.
“أنا كل هدفي ان اعمل حاجة الناس تنبسط بيها، ترضى عني فيها.. دراما كوميدي تراجيدي ترضى عني”.
موضوعات تهمك: