رامز جلال مجنون رسمي كيف يروج للنظام الإماراتي والسعودي؟

عبد الرحمن خالد26 أبريل 2020آخر تحديث :
رامز جلال مجنون رسمي

رامز جلال مجنون رسمي يثير الجدل كما يحدث كل عام، إلا أن هذا العام يثير الضجة الشديدة حوله وحول برنامجه الجديد رامز مجنون رسمي، وخلال أقل من أسبوعين تصدر رامز صاحب برامج المقالب الشهير محركات البحث وعلى رأسها عملاق البحث جوجل عدة مرات في وقت قصير جدا، وكان الأكثر شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث حل في تريندات موقع تويتر عدة مرات خلال الفترة الأخيرة.

وإن كان البرنامج قد لاقى حفاوة كبيرة بل إن البعض كان قد تحدث عن أن البرنامج من أفضل البرامج التي صنعها رامز جلال، إلا أن البرنامج لاقى انتقادات لاذعة بسبب عدم التجديد أو التكرار، إلا أنه يمكننا اعتبار ان البرنامج هذا العام مختلف تماما عن محتواه في وقت سابق وسنشرح لماذا.

أولا المتابع الجيد لبرامج رامز جلال قبل برنامج رامز جلال مجنون رسمي على مدار السنوات الماضية منذ نحو 10 سنوات، يعرف أن البرنامج الهدف الأساسي منه صناعة المقالب في نجم مشهور يحب الجمهور أن يراه في حالة غير منمقة بالمرة تصل إلى حالة الجنون وتعبيراته ومدى حقيقته، الأمر بدء بمقلب خفيف عن النجم يدخل إلى عمارة ويركب اسانسير ليجد أمامه أسد ولا يستطيع الفرار منه ويظهر البرنامج مدى السادية في التلذذ في رؤية رعب الضيف، الأمر تطور بعد عام ليكون في مقبرة فرعونية فيها أفعى وزواحف أخرى مرعبة، لكن بعدها نضج البرنامج ليصنع المقلب في شقة تحترق، ثم بقدرة قادر ينتقل إلى دبي.

الكثير من التقارير تحدثت عن أن البرنامج يعد الميزانية الأضخم في موسم رمضان ويكفي أن نقول أن البرنامج تكلفت ميزانيته عام 2017 تحت مسمى رامز تحت الأرض نحو 100 مليون جنيه مصري، دون وجود لمعلومات حول تكلفة البرنامج هذا العام وهو الذي تطورا كثيرا تقنيا وأيضا من جهة الضيوف وهو ما قد تشير التكهنات لكون المبلغ المدفوع هذا العام أضعاف المبلغ المذكور، وهو ما يعني أن الجهة المنتجة وهي قناة إم بي سي مصر ربما لن تكون الدافعة الوحيدة، ولابد أن نعرف ببداهة عوضا عما كشفته تقارير عن يد للاستخبارات السعودية والإماراتية في تمويل مثل ذلك البرنامج.

المتابع قد يعرف سريعا الهدف من وراء تلك الأموال التي تضخ في برنامج لن يغطي تكاليفه من الإعلانات غالبا، حيث أن السعودية والإمارات بشكل غير معلن وربما شبه معلن، يعملون على تسطيح المحتوى العربي قدر الإمكان ومحاولات خلق الفرقعات التي تجذب نظر أكبر عدد ممكن من الناس وصرفهم عما هو جدي لأطول فترة ممكنة، لكن إضافة إلى هذا الهدف هل هناك أهداف أخرى؟

رامز جلال مجنون رسمي والنظام الإماراتي

رامز جلال مجنون رسمي

البرنامج هذا العام  يختلف كثيرا عما كان عليه سابقا، فلم يعد رامز جلال يقوم بالتمتع وإمتاع مشاهديه بمشاهد التعذيب النفسي الذي يعاني منها ضيوفه، بل أصبح الأمر متطورا أكثر، فقد أظهرت الحلقتين الأولتين للبرنامج التي استضاف فيهما الممثلة المصرية غادة عادل ولاعب النادي الاهلي التونسي علي معلول، أن رامز يلعب دور السادي.

يعمل جلال خلال برنامجه ليس على ترويع ضيوفه فقط، ولكن أيضا يعمل على التلذذ في تعذيبهم، والاستمتاع بعملية إذلالهم وإن كان رمزيا ولكن كل ما يفعله تظهر حقيقيته في اعين ضيوفه التي يملأ الرغبة في أخذ حقهم لكنهم مكبلين الأيدي والأقدام تصعقهد الكهرباء إذا ما حاولوا فك قيدهم.

التعذيب ليس فقط جسدي فهو خفيف لحد كبير بالمقارنة بتعذيبهم نفسيا وترويعهم وهم مكبلوا الأيدي، فإلى جانب ترويعهم بالحركة السريعة للجهاز الذي يربطهم فيه، مثل فكرة الملاهي إلا أن الملاهي تكون إراديا لكن في هذه المرة تكون الضحية مكبلة مجبورة وغير ممكن فكاكها، ثم يستمر في ضحكه وإلقاء النكات السخيفة أحيانا والجيدة أحيانا أخرى، لكن الأمر يبوخ منه ويسخف أكثر من مرة إلى أن تتوتر الأجواء وهو محتفظ بضحكته وسخريته، مجبرا ضيوفه على المدج فيه والغناء له أثناء تعذيبهم!

هل يذكركم هذا بشئ؟ هل يذكركم بالتقارير الحقوقية التي تؤكد جرائم النظام الإماراتي والسعودي بحق المعارضين والمفكرين وأصحاب الرأي؟ ألا يذكركم بما ذكره نجل الشيخ سلمان العودة عن تعذيبه وهو رجل مسن؟ أم عن التقارير التي تتحدث عن إمكانية إعدامه بدم بارد؟ أم عن جمال خاشقجي؟ وغيرهم وغيرهم الكثيرين المحتحزين أسفل الأرض بعيدا عن عالمنا في كلا الدولتين الخليجيتين أصحاب المال والمنشار.

غير أن الاختلاف الواضح هو الجدية فالرجل يفعل كل ذلك ليجعل الضحك على التعذيب ممكنا، ليرسخ للفكرة التي نعرفها جميعا وهو أن يقتل أكثر من ألف إنسان في ميدان اعتصام بدبابات نفطها إماراتي ورصاصها بمال سعودي، ويخرج المئات ليتراقصوا ويزغردوا على تلك الجرائم.

يروج رامز جلال مجنون رسمي للانظمة المجنونة رسميا ولكن بجدية وحق وحقيق تبكي الآلاف من ذوي الضحايا وتدميهم وتقهرهم في فلذات أكبادهم وقرة عيونهم، ثم يعمل رامز لأن يروج لتلك الديكاتاتوريات ليجعل الضحك على التعذيب والسادية ممكنا وراسخا ومستمرا في نفوس الناس، فهل تعمل الإمارات على أن تجعل أهل الضحايا يضحكون هم أيضا وهم مقهورون ومقتولين نفسيا ومغتالين نفسيا؟

موضوعات تهمك:

جمال خاشقجي العدو الوجودي للطغاة العرب!

لماذا لم تفرج السعودية عن سلمان العودة حتى الآن؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة