أنا وتلفزيون سوريا.. عنصرية أم ركاكة مهنية!
بقلم: محمد عانتبلي
لم أكن يوماً ضد تلفزيون سوريا، ولم أحاول أن أدخل في سياق الخلافات المشروعة على من يديره أو يرأس تحريره، هذا ليس من اختصاصي، وكل ما كان يعنيني بشأن هذه المحطة الجديدة، أن تكون سورية بامتياز، بعيداً عن أية كيدية سياسية من هذا الطرف أو ذاك.
أعلم أني أحياناً أستغرق في المثاليات، وعباراتي طويلة، لكن هذه ثقافتي وحقيقة مشاعري.
بدأت بهذه المقدمة لأواجه نفسي وأبوح لكم عن تجربتي الخاصة والبائسة مع ما كنا نحسبه تلفزيون سوريا، سأرويها لكم بأمانة واختصار:
قبل فترة حصل “مطعم الواحة” الذي أديره في لندن على شهادة محترمة نادراً ما تحصل عليه المطاعم العربية. لم أخفي فرحي بهذه الجائزة، فهي انجاز متواضع، وفرحة أتصور أنها مستحقة وسط الخيبات الكثيرة التي نعيشها كمنفيين داخل وخارج البلاد. شاركت صورة الشهادة على صفحتي الشخصية على الفيس بوك، وتفاعل معها مشكورين الأصدقاء والمحبين.
بعدها بأيام، وردني اتصال من السيدة “س” قدمت نفسها على أنها من تلفزيون سوريا، وطلبت مني الظهور على الشاشة للحديث عن الجائزة، لم أتردد بالقبول لاعتبارات كثيرة، أهمها أن أي نجاح لأي سوري هو برأيي نجاح لسورية التي نحلم بها. وفعلاً زودتهم بالكثير من التفاصيل حول المطعم وتاريخه، واتفقنا على أن يكون موعد البث الساعة 5:30.
وفي اليوم المحدد انتظرت اتصالهم طويلاً قبل البث، لكن لاجدوى.
بعد ذلك اتصلت بي السيدة “س” واعتذرت مني لأن محرر البرنامج غيّر رأيه بموضوع الاستضافة حين اكتشف أن المطعم لبناني !
هكذا وبكل بساطة التغت المقابلة .
لم يهتم المحرر بنجاحي كسوري. اكتفى بأن المأكولات لبنانية ليغض النظر عن استضافتي ونجاحي.
شعرت بالصدمة حيال الموقف البائس، وحيال جهل معد ومقدم البرنامج الذي لا يعرف شيء عن سوريا ولا عن لبنان، وربما حتى عن معنى الصحافة.
إلى القائمين على تلفزيون سوريا، هذا جانب من سيرتي وسيرة مطعم الواحة في لندن:
– تلقينا دعوة خاصة من ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، بعد فوزنا في عام 2005 بجائزة مويه شاندون، وتشرفت باللقاء بها، واعتبرت الملكة الاستقبال تقديراً وإنجازاً لمواطن بريطاني.
– مطعم الواحة أقرب إلى الملتقى الثقافي، حيث يزورنا باستمرار عدد من نجوم السياسة والفن ، من بريطانيا والعالم العربي- وهنا قائمة بأبرزهم:
ديفيد كامرون/ رئيس الوزراء السابق- آلان ريكمان – كولن فيرث- جاك بلاك- بات اوكنور- ماري إليزابيث ماسترانتينو- جون لينش- ستانلي توشي- مظفر النواب، اللاعب المصري محمد صلاح وآخرين.
– ديكور المحل مزين بالثقافة السورية الأصلية، ولوحات الصديق التشكيلي منير الشعراني تشهد على ذلك.
أخيراً وليس آخراً : حاولوا أن تتحدوا الواقع المرير، وتنافسوا إعلام النظام، حاولوا أن لا تخضع برامجكم لمزاج محرر عنصري. لا نريد أن يكون لدينا خطاب موازي لخطاب جبران باسيل، نستحق تلفزيون لا يخضع للعنصرية بل للسورنة الحرة .
* محمد عانتبلي
كاتب وناشط سياسي سوري
عذراً التعليقات مغلقة