الصراع الأمريكى الصينى (استمرار المسرحية) 3
لمطالعة المقال الأول من السلسلة من هنا: الصراع الأمريكي الصيني (مسرحية الصراع) 1 والمقال الثاني من هنا: الصراع الأمريكى الصينى (تاريخ المسرحية) 2
وفى إطار إستمرارية الصراع يتصاعد التوتر الصينى الأمريكى ففى 30 مايو 2015 دعا وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الصين إلى وقف جهودها المثيرة للجدل بشأن استصلاح الأراضي في بحر الصين الجنوبي، قائلاً إن الولايات المتحدة تعارض “أي عسكرة أخرى” للأراضي المتنازع عليها وأكد المسؤولون الأمريكيون إن صور المراقبة البحرية الأمريكية تقدم أدلة على أن الصين تضع معدات عسكرية على سلسلة من الجزر الاصطناعية ، على الرغم من مزاعم بكين بأن البناء مخصص لأغراض مدنية بشكل أساسي، وتشير السلطات الأمريكية في يونيو 2015 إلى أن هناك أدلة على أن المتسللين الصينيين وراءالانتهاك الرئيسي على الإنترنت لمكتب إدارة شؤون الموظفين وسرقة البيانات من اثنين وعشرين مليون موظف اتحادي رسمي وحالي.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى 9 فبراير 2017 في اتصال مع الرئيس الصيني شي جين بينج إنه سيحترم سياسة الصين الواحدة وانقطع ترامب عن الممارسة المعتادة من خلال التحدث عبر الهاتف مع الرئيس التايواني تساي إنج ون والتشكيك في التزام الولايات المتحدة بسياسة الصين الواحدة ، ومع إحتفاظ الولايات المتحدة بعلاقات رسمية مع جمهورية الصين الشعبية فإنها تحتفظ أيضا بعلاقات غير رسمية مع تايوان، وفى الفترة من من 6 إلى 7 أبريل 2017 رحب الرئيس دونالد ترامب بالصينية شي جين بينج لحضور قمة تستمر يومين في منطقة مار لاغو في فلوريدا وروج لـ “تقدم هائل” في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ، وفي منتصف شهر مايو ، كشف وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس عن اتفاقية من عشرة أجزاء بين بكين وواشنطن لتوسيع تجارة المنتجات والخدمات مثل لحوم البقر والدواجن والمدفوعات الإلكترونية.يصف روس العلاقة الثنائية بأنها “تصل إلى مستوى جديد”، على الرغم من أن البلدان لا تعالج قضايا التجارة الأكثر إثارة للجدل بما في ذلك الألومنيوم وقطع غيار السيارات والصلب.
ولا يستمر ذلك ففى 22 مارس 2018 أعلنت إدارة ترامب عن فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية ، بقيمة لا تقل عن 50 مليار دولار استجابة لما يزعم البيت الأبيض أنه سرقة صينية للتكنولوجيا والملكية الفكرية الأمريكية. بعد تطبيق التعريفات الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، تستهدف التدابير السلع بما في ذلك الملابس والأحذية والإلكترونيات وتقييد بعض الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة. تفرض الصين تدابير انتقامية في أوائل أبريل على مجموعة من المنتجات الأمريكية، مما زاد المخاوف من حرب تجارية بين أكبر اقتصادات العالم. تمثل هذه الخطوة تشددًا في مقاربة الرئيس ترامب تجاه الصين بعد قمة رفيعة المستوى مع الرئيس شي في أبريل ونوفمبر 2017.
وللتصاعد الحرب التجارية الأمريكية الصينية فى 6 يوليو 2018 بفرض إدارة ترامب تعريفة جديدة بقيمة 34 مليار دولار على البضائع الصينية. حيث سيواجه أكثر من 800 منتج صيني في قطاعي الصناعة والنقل، بالإضافة إلى سلع مثل أجهزة التلفزيون والأجهزة الطبية، ضريبة استيراد بنسبة 25 بالمائة. ولترد الصين بتعريفاتها الخاصة على أكثر من خمسمائة منتج أمريكي. وتستهدف عملية الانتقام، التي تبلغ قيمتها حوالي 34 مليار دولار، سلعا مثل اللحم البقري، ومنتجات الألبان، والمأكولات البحرية، وفول الصويا.
يعتقد الرئيس ترامب وأعضاء إدارته أن الصين “تمزيق” الولايات المتحدة ، مستفيدة من قواعد التجارة الحرة على حساب الشركات الأمريكية العاملة في الصين . ولتنتقد بكين تحركات إدارة ترامب باعتبارها “بلطجة تجارية” وتحذر من أن الرسوم الجمركية يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات السوق العالمية. وفى 4 أكتوبر 2018 ألقي نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس خطابًا يوضح أوضح توضيح لسياسة إدارة ترامب تجاه الصين وتصلب كبير في موقف الولايات المتحدة. وقال بينس إن الولايات المتحدة ستعطي الأولوية للمنافسة على التعاون من خلال استخدام التعريفات لمحاربة “العدوان الاقتصادي”. كما أدان ما يسميه العدوان العسكري الصيني المتزايد، خاصة في بحر الصين الجنوبي، وانتقد الرقابة المتزايدة والاضطهاد الديني من جانب الحكومة الصينية ، وأتهم الصين بسرقة الملكية الفكرية الأمريكية والتدخل في الانتخابات الأمريكية. وقد شجبت وزارة الخارجية الصينية خطاب بنس باعتباره “اتهامات لا أساس لها” وتحذر من أن مثل هذه الأعمال قد تضر بالعلاقات الأمريكية الصينية.
وتزداد الحرب والصراع الاقتصادى فى 1 ديسمبر 2018مع إعتقال منج وانزهو، المدير المالي لشركة الاتصالات والإلكترونيات الصينية هواوي بكندا بناء على طلب الولايات المتحدة حيث زعمت وزارة العدل الأمريكية أن شركتي Huawei و Meng قد انتهكتا العقوبات التجارية ضد إيران وارتكبتا عمليات احتيال وطلبت تسليمها ووصف المسؤولون الصينيون إلقاء القبض على منج بأنه ” حادث سياسي خطير ” وطالبوا بالإفراج الفوري عنها وأكد المسؤولون الأمريكيون على وجود عملية قانونية غير متحيزة وغير سياسية ، وأشار الرئيس ترامب إلى أن تهم منج يمكن استخدامها كوسيلة ضغط في المحادثات التجارية الأمريكية – الصينية الجارية.
وفى 6 مارس 2019 ووسط إجراءات قانونية ضد منج، قاضت Huawei الولايات المتحدة في دعوى منفصلة لمنع الوكالات الفيدرالية الأمريكية من استخدام معدات شركة الاتصالات العملاقة. ويتصاعد الصراع بقوة مع مع بكين من أجل التفوق التكنولوجي بأطلاق إدارة ترامب حملة قوية تحذر الدول الأخرى من استخدام معدات Huawei لبناء شبكات 5G، مدعيا أن الحكومة الصينية يمكن أن تستخدم الشركة للتجسس، وفى العاشر من هذا الشهر 10 مايو2019 تصاعدت الحرب التجارية بكثافة وبقوة وبعد انهيار المحادثات التجارية، رفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية من 10 إلى 25 في المائة على البضائع الصينية بقيمة 200 مليار دولار وترد الصين بالإعلان عن خطط لزيادة الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار وليعلن الرئيس ترامب إنه يعتقد أن التكاليف المرتفعة التي تفرضها الرسوم الجمركية ستجبر الصين على إبرام صفقة مواتية للولايات المتحدة في حين صرحت وزارة الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة ستتحمل”توقعات باهظة” لتحظر بعد أيام إدارة ترامب الشركات الأمريكية من استخدام المعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية الصنع التي يمكن أن تهدد الأمن القومي وتحظر استخدام اجانب لها، وتستهدف هواوي كما أكد ذلك إضافة وزارة التجارة الأمريكية Huawei إلى قائمتها السوداء للقوائم الأجنبية المحظورة.
وفى إطار ساسيات التضاد والصراع والرضى والتحايل ومع تصاعد الحرب الدعائية بشدة بينهما فقد صعدت وسائل الاتصال والإعلام الصينية من لهجتها المتعلقة بالصراع الحالى ووجهت مباشرة رسائل للرئيسى الأمريكى مضمونها: “إذا كنت تريد التحدث، فإن الباب مفتوح” وليعلن مذيع تلفزيوني صيني شهير: “إذا كنت تريد القتال. فسنقاتل حتى النهاية”.
وفى المقابل يتلاعب الرئيس الأمريكى دونالد ترمب بالواقع الأمريكى والعالمى ويعلن تراجعه مباشرة ويصدر قرارا بمنح مهلة ثلاثة أشهر على حظر هواوي ، وكما يؤكد الخبراء فإنه من المتوقع بقوة إلغاء الحظر خلال هذه الثلاث أشهر بعد مراجعة الحكومة الأمريكية لحجم الضرر الذي سيتعرض له إقتصادها.
موضوعات تهمك:
بث الكراهية.. الخطوة الأولى نحو الحرب على الصين
الولايات المتحدة والهند وحقيقة الشراكة الاستراتيجية
عذراً التعليقات مغلقة