أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن ملف عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية سيكون حاضراً في المحادثات بين الرئيس دونالد ترامب وكل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل
الأردني الملك عبد الله الثاني الأسبوع المقبل. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أن مشاريع التوسع الاستيطاني التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية فجر أمس «اتُخذت قبل أن يبلور ترامب تصوره وتوقعاته في هذا الملف». وفي حين قالت السلطة الفلسطينية إن القرار يقوض الجهود الأميركية لإطلاق عملية السلام، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن خيبة أمل وانزعاج من القرار، مندداً بـ «جميع الأعمال الأحادية التي من شأنها أن تهدد السلام وحل الدولتين» .
وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة وافقت فجر أمس، على بناء مستوطنة جديدة في الضفة هي الأولى خلال 20 عاماً، كما أقرت بناء ألفي مستوطنة من مجموع 5700 أعلن عنها قبل شهرين، في وقت يتفاوض نتانياهو مع واشنطن في شأن قيود محتملة على النشاط الاستيطاني.
في هذا الصدد، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن «تود أن تلفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قام بهذا التعهد لمستوطني عمونه قبل أن يطرح ترامب توقعاته، وأكد أنه سيمضي قدماً بهذه الخطة». وأضاف: «مستقبلاً، عندما ندخل في نقاشات مفصلة في شأن التقدم بعملية السلام، فإن الحكومة الإسرائيلية قالت بوضوح إن نيتها تبني سياسة للاستيطان تأخذ قلق ترامب في الاعتبار».
وأكد أن «ترامب أعرب سراً وعلناً عن قلقه حيال المستوطنات»، مضيفاً: «إذا كان وجود المستوطنات لا يشكل في ذاته عائقاً أمام السلام، فإن توسيع هذه المستوطنات في شكل عشوائي لا يساعد في المضي قدماً بالسلام».
وأكد البيت الأبيض أمس أن ترامب «متحمس ويتطلع لاستقبال السيسي والبناء على الزخم في العلاقة بينهما منذ لقائهما الأخير في نيويورك» في أيلول (سبتمبر) الماضي. واعتبر أن زيارة السيسي الإثنين تعيد تأكيد أهمية مصر «كعمود أساس في استقرار المنطقة، وترامب يريد استمرار تحسين النبرة في العلاقة (عن أيام سلفه باراك أوباما)». وشدد على التزام مساعدة مصر في الإصلاحات الاقتصادية، وهزيمة الإرهاب في سيناء، وتحسين التعاون العسكري والتجاري.
وعن لقاء ترامب بالملك عبد الله الثاني للمرة الثانية في أقل من شهرين الأربعاء المقبل، أكد البيت الأبيض أن العاهل الأردني «شريك مهم، ونتطلع لاستضافته في المكتب البيضاوي على الغداء للبحث في شتى القضايا، وبينها أولوياتنا المشتركة في محاربة داعش، وتحريك عملية السلام، والبحث في الوضع في سورية، ودعم الأردن». وأكد أن إقامة نوع من المناطق الآمنة لأسباب إنسانية لاستيعاب اللاجئين، والبحث في الموقف من الرئيس بشار الأسد هما على الطاولة في المحادثات بين ترامب والملك عبدالله الثاني.
وفي إسرائيل، تباينت ردود فعل قادة المستوطنين على قرار بناء المستوطنة بين الترحيب والتخوف. ورأى مسؤول كبير أن قرار الحكومة لا يعني لجم الاستيطان «إنما تقليص هذا التوسع». وقال إن نتانياهو أوضح لوزرائه أنه لم يتم بعد التوصل إلى تفاهمات نهائية مع الولايات المتحدة في هذه المسألة، مضيفاً أن ما أعلنه أمام الوزراء ليس اتفاقاً مع الأميركيين إنما «تقييدات تأخذها إسرائيل على نفسها».
من جانبها، اعتبرت السلطة الفلسطينية أن قرارات التوسع الاستيطاني الجديد تمثل إعاقة للجهود الأميركية الرامية إلى إعادة إطلاق العملية السياسية. وقال مسؤول فلسطيني رفيع لـ «الحياة» في رام الله: «سننتظر لنرى، لكننا واثقون بأن نتانياهو لا يريد التزام أي تقليص للاستيطان ولو أدى ذلك إلى توتر مع الإدارة الأميركية».
الحياة