جون بولتون “ديك تشيني” إدارة ترامب
وصفت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها، الأربعاء، مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، بالرجل الذي يقود الولايات المتحدة للحرب وأي حرب ممكنة، في التقرير الذي حمل عنوان: “جون بولتون.. الرجل الذي يقود الولايات المتحدة في اتجاه الحرب.. أي حرب”.
وقال تقرير الصحيفة أن الولايات المتحدة تفتح خط المواجهة حاليا على ثلاثة جهات، فنزويلا وإيران وكوريا الشمالية، مشيرة إلى أن بولتون على رأس قيادة الجبهات الثلاث التي قد تتحول أيا منها إلى حرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون أصبح اليوم في داخل المؤسسة الأولى لوضع سياسات البلاد بعد أن كانت بعيدة عنه في فترة باراك أوباما والتي كان فيها ضيفا دائما على البرامج لتنفيث الغضب على الإدارة الديمقراطية للبلاد.
ولفت التقرير إلى أن بولتون لعب دورا في إفشال القمة الثانية التي عقدت بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية، بصياغة قائمة متطرفة من الشروط، ما دفع بزعيم كوريا الشمالية الذي كان ينتظر درجات متتالية من التفاوض إلى إعادة تجارب الصواريخ مجددا.
وبشأن المواجهة الثانية، أشار التقرير إلى أن بولتون جاء متصدرا التصعيد على فنزويلا -خلال دعم الولايات المتحدة للانقلاب الذي يقوده زعيم المعارضة خوان غوايدو ضد الرئيس نيكولاس مادورو-.
وأكدت على أن بولتون أصبح يتحدث باسم الولايات المتحدة ساعيا لدعم الانقلاب على النظام في فنزويلا، وبعد الفشل في ذلك اتجه لدعوة مساعدي مادورو العسكريين للانقلاب عليه، فيما حرض دول أمريكا الجنوبية لاتخاذ خطوات عدائية ضد فنزويلا.
أما بالنسبة للجبهة الثالثة، إيران، فأشارت الصحيفة إلى أن بولتون تصدر المشهد بدعم بدء الانتشار العسكري الأمريكي في الخليج، من أجل مواجهة طهران مما أثار غضب المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” كما أغضب وكالة الاستخبارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون قام بالفعل نفسه الذي قام به، ديك تشين، نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، بالاجتماع في وكالة الاستخبارات المركزية، كما فعل الأول إبان حرب العراق.
وأكدت الصحيفة على أن إيران بدأت الاستعداد العسكري تحسبا لأي هجوم أمريكي، وليس بناءا على سجل الرجل الأمريكي المتشدد، والذي كانت تعليقاته إبان دبلوماسية أوباما، “قصف إيران”، “قنبلة إيران”، “أوقفوا إيران”.
التقرير أشار إلى تاريخ جون بولتون السياسية، الذي بدأه بدعم الولايات المتحدة في حربها ضد فيتنام، حيث كان أول المنادين بالحرب، لكنه لم يشارك في تلك الحرب كجندي.
وكان بولتون أحد أقوى المدافعين عن الجمهوريين، فيما سافر إلى ولاية فلوريدا إبان الانتخابات الرئاسية لدعم بوش، مشيرة إلى أنه تقدم إلى تفكيك الدبلوماسية في وزارة الخارجية الأمريكية، متخذا الموقف الأكثر تشددا في كل موقف.
يذكر التقرير أن بولتون كان يشغل قبيل غزو العراق منصب وكيل وزارة الحد من التسلح، واصفة إياه بالرجل الذي كان يفرض سياسته.
في فبراير/ شباط 2002، واشنطن الغاضبة من اقناع مدير وكالة حظر الأسلحة الكيميائية، خوسيه بستاني، ليبيا والعراق بالتوقيع على اتفاقية الأسلحة الكيميائية، والذي كان اتفاقا من شأنه تقويضا إمكانية شن الحرب العراق، دفعت ببولتون ليكون مفوضها لإقصاء الدبلوماسي البرازيلي الذي تخطى ما يريده ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش.
ويشير التقرير إلى أن بولتون قد تنقل في وظائفه غير الحكومية بأجر مرتفع للغاية، حيث عمل في معهد إنتربرايس الأمريكية، والذي وصفه التقرير بمركز ثقل المحافظين في واشنطن، مشيرة إلى أنه أيضا كان ضيفا دائما على قناة فوكس نيوز الأمريكية، ليكون متحدثا باسم منظمة “مجاهدي خلق” الإيراني المعادية لنظام طهران، بالرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كانا يصنفانها كمنظمة إرهابية.
وأكد التقرير على أن إمكانية العودة للحوار ونبذ الاتجاه للحرب بين واشنطن وطهران، تكمن في طرد الرئيس الأمريكي لبولتون من منصبه.
وكشفت الصحيفة عن أن ترامب قد أبلغ مسؤولين وزعماء دوليين، أن بولتون يريده أن يدخل الحرب، -إلا أنه في وقت سابق أكد ترامب على أنه لا يرغب في الحرب-، بينما قال في مؤتمر صحفي، يوم الخميس، أنه يعشق جون بولتون معتبرا إياه بالرجل الرائع.
ويضيف التقرير أن السخرية تكمن في أن ترامب قد أصبح يخاف الاتجاه الذي يقوده بولتون إليه.
ونقل التقارير عن مساعد سابق لبولتون، قوله أن مستشار الأمن القومي الأمريكي كان له نفوذ كبير لدى الرئيس ترامب، إلا أنه في الشهر الأخير تضائل ذلك النفوذ بعد مراهنته الخاسرة على قوة المعارضة في فنزويلا.
ويضيف مساعد بولتون السابق، جرومبريدج، أن الأزمة تكمن في الرئيس المزاجي، والذي قد تجده يستيقظ في الرابعة فجرا ليعلن طرده جون بولتون!
موضوعات تهمك:
النووي بين السادية الأمريكية والماسوكية الإيرانية
عذراً التعليقات مغلقة