حوار في الدوحة عن الحال العربي
- ما فائدة صرف أموال السعودية والإماراتية للاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها والتقرب للحضن الأمريكي عن طريقها؟
- أليس عند القادة العرب وشعوبهم غيرة على بعضهم كغيرة الزعماء الأفارقة الذين لا يسمحون لأي قوة دولية أن تمس مواطنيهم بإساءة؟
- الإدارة الأمريكية ودول خليجية تبذل جهودا لإيجاد شخصيات فلسطينية خارج نطاق السلطة ولديها وجهات نظر مختلفة عن رام الله.
* * *
بقلم | محمد صالح المسفر
انعقد في العاصمة القطرية الدوحة في الأسابيع الماضية عدد من المؤتمرات، وزيارات لشخصيات عربية وأجنبية مرموقة، وقدر لي اللقاء ببعض تلك الشخصيات المرموقة، ودارت أحاديثنا حول قضايا وهموم العالم العربي.
وكان على قمة تلك الهموم القضية الفلسطينية وما يحاك حولها من مؤامرات عربية وأجنبية لإنهاء ذلك الموضوع من جدول أعمال القيادات العربية والعالمية والكف عن الحديث عنها والى الأبد لصالح إسرائيل، مادة تلك المؤامرة على إنهاء هذه القضية كانت “صفقة القرن”.
➋
كثر الحديث عن هذا المشروع (صفقة القرن) لكن لم يبن أحد لنا ماهي مواد تلك الصفقة الخبيثة، إلى حد أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط خرج علينا في مقابلة تلفزيونية يقول إنه لا علم لديه بتفاصيل تلك الصفقة.
أحد المشاركين في تلك الجلسة الحوارية أخرج من جيبه ورقة مطبوعة قال إنها مستلة من تقرير نشره موقع استخباري إسرائيلي الأحد الماضي (ديبكا) تضمنت أهم بنود تلك الصفقة وهي كما يلي:
(1) ستقام دولة فلسطينية ذات سيادة محدودة على نصف الضفة الغربية وعلى كل قطاع غزة.
(2) تحتفظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية لمعظم أرجاء الضفة الغربية ولكل معابر الحدود.
(3) سيبقى غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية والسيطرة العسكرية.
(4) تنظم الأحياء العربية في القدس الشرقية إلى الدولة الفلسطينية، باستثناء البلدة القديمة، التي ستكون جزءا من “القدس الغربية”.
(5) “أبو ديس” هي العاصمة المقترحة لفلسطين.
(6) سيتم دمج غزة في الدولة الفلسطينية الجديدة بشرط موافقة حماس على نزع السلاح.
(7) لا تتطرق الخطة إلى اللاجئين الفلسطينيين، ولكن سيتم إنشاء آلية تعويض وإدارة من قبل المجتمع الدولي.
(8) تنص خطة ترامب (الصفقة) على الاعتراف بإسرائيل كوطن للشعب اليهودي، وفلسطين محدودة كوطن للفلسطينيين.
(9) ستشارك فلسطين والأردن المسؤولية الدينية عن الأماكن الإسلامية المقدسة في مدينة القدس.
يقول التقرير إن الجهود تبذل من قبل الإدارة الأمريكية وبعض دول الخليج العربي لإيجاد شخصيات فلسطينية تعيش خارج نطاق السلطة الفلسطينية التي لديها وجهات نظر مختلفة عن نخبة رام الله.
وستكون على استعداد لدعم صفقة القرن، وكأني بهم يقولون إن البديل المتوافر اليوم من الفلسطينيين خارج أرض فلسطين التاريخية هو محمد دحلان المطرود من حركة فتح وغزة.
وزعت تلك الوثيقة علينا في ذلك اللقاء وجرى نقاش مستفيض حولها وأجمع الكل على أنها كارثة ستحل بالوطن العربي ودول الجوار الإسلامية واخص بها إيران وتركيا اللذين يرفضان تلك المشاريع جملة وتفصيلا.
➌
أثار أحد المشاركين في ذلك اللقاء، وهو ليس عربيا وليس إسلاميا، تساؤلا مؤداه “نحن نسمع عن أموال عربية تبذل هنا وهناك لتكوين “لوبيات عربية” في الغرب عامة وأمريكا خاصة من أجل استعداء تلك الدول الغربية على بعض الدول العربية منها على سبيل المثال لا الحصر محاولة استعداء الدول الغربية وأمريكا على قطر تحت ذريعة تأييد الأخيرة للإرهاب وإيواء الإرهابيين وفشلوا في ذلك.
ونجحوا في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتستر على جرائم الإمارات والسعودية في حربهما في اليمن، وانتهاك حقوق الإنسان، وذبح الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول وتقطيعه بالمنشار، وتجاهله حصار قطر الحليف القوي لأمريكا.
واستمر القول: سمعنا الرئيس الأمريكي ترامب يخاطب جمهوره الانتخابي قائلا: السعودية صرفت 450 مليار دولار في السوق الأمريكي ولن أقاطعها وسأحميها رغم كل ما يفعلون، وقال ترامب السعودية ستسقط خلال إسبوعين إذا رفعنا حمايتنا عنهم، السعودية لا تملك غير المال ونحن في حاجة لأموالهم مقابل حمايتهم.
متحدث آخر قال ما معناه أليس عند القادة العرب وشعوبهم غيرة على بعضهم بعضا كما هي غيرة الزعماء الأفارقة الذين لا يسمحون لأي قوة دولية أن تمس أحد قادتها أو مواطنيها بأي إساءة كانت.
قال المتحدث هل تذكرون قبل عامين ما تفوه به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكلام لا يليق بالمهاجرين الأفارقة الأوائل إلى أمريكا، واجتمعت دول الاتحاد الأفريقي وأجبرت الإدارة الأمريكية على إعادة صياغة ما تحدث به الرئيس الأمريكي ترامب بما يرضي الأفارقة.
قال آخر لو صرفت السعودية هذه الأموال وكذلك الأموال التي تنفقها أبوظبي في أمريكا والغرب عموما من أجل إحقاق الحقوق العربية في فلسطين واستعادة جزر الإمارات العربية المحتلة من قبل إيران عام 1971 وصحراء أو غادين الصومالية المحتلة من قبل أثيوبيا وغير ذلك، أليس أفضل من صرفها من أجل الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها والتقرب إلى الحضن الأمريكي عن طريق إسرائيل؟
آخر القول: كان موقفنا نحن أهل الخليج في تلك الجلسة الحوارية محرجا، واجهونا بالحقائق والبراهين على ما يقولون، ولم نستطع إنكار الحقائق، وللحديث صلة.
* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر
المصدر | الشرق – الدوحة
موضوعات تهمك:
لماذا يفشل الرهان على إسقاط قطر؟
المأزق السعودي الجديد بين قطر والقضية الحقوقية
الاسباب الحقيقية لسخرية ضحية الخرفان في ضاحية الجنس من التجنيس في قطر؟
عذراً التعليقات مغلقة