تقدير موقف للصدام الإيراني الأميركي
- مفهوم الردع النووي سيمنع سقوط طهران والصراع الحالي فرصة مناسبة لتفجير قنبلتها النووية بداعي الدفاع عن النفس.
- التسلح النووي يمنح موقف إيران الاستراتيجي دورًا محوريًا ويعيد تعريفها للخليج والعالم ويقرّب ساعة التفاوض من جديد.
- رفاهية الحياد الخليجي زالت بانضواء دول الخليج تحت مظلة “الناتو العربي” هذا إن تم فتح المظلة بالوقت المناسب!
- انسحاب مصر من الناتو العربي فُسر كدليل على حدوث حرب لا تريد القاهرة التورط فيها.
- إعادة انتخاب نتنياهو كشفت تأييد الناخب الصهيوني سياسات نتنياهو المتطرفة ضد أهلنا بفلسطين، والداعية لضرب إيران.
* * *
بقلم | ظافر محمد العجمي
من المعروف أن أفكاراً خيالية من وحي الروايات تحولت إلى أفلام خيال علمي، ثم تحولت إلى تقنيات عسكرية حقيقية، لتتحول إلى مدنية كشبكة الإنترنت.
لكن ما يخصنا اليوم هو مفهوم «تقدير الموقف» الذي يُدرّس كعلم عسكري طوال قرون ليمتد مؤخراً إلى مختلف مجالات الحياة، ومنها السياسية، حيث يأخذ المحللون هياكل هذا العلم لاستشراف تقلبات العلاقات الدولية، كما أمد لقرون عدة الجنرالات لاتخاذ القرار السليم حيال المعارك.
والصعوبة التي تواجهنا في استخدام «تقدير الموقف» للاطلال على حفلة قارعي طبول الحرب للصدام الإيراني الأميركي؛ تكمن في أن تقدير الموقف يتطلب أن نكون على إحدى ضفتي الخلاف؛ فرفاهية الحياد الخليجي قد زالت بانضواء دول الخليج الست تحت مظلة الناتو العربي؛ هذا إن تم فتح هذه المظلة في الوقت المناسب!
فـ«التقرير الاستخباري»، وهو الجزء الأهم في تقدير الموقف، يقول إن قارعي الطبول يؤلفون سيمفونية الأزمة عبر إيقاعات مختلفة هي مؤشرات منها:
– إدخال واشنطن الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب.
– تصعيد الطرف الإيراني للأزمة بتعيين اللواء حسين سلامي- المعروف بتهديداته- قائداً للحرس الثوري، وتهديده بإغلاق مضيق هرمز، وقذف الصهاينة في البحر.
– عزم إدارة ترمب اعتباراً من 2 مايو 2019 على الذهاب للمرحلة الأقسى بتصعيد غير مسبوق، حيث لم يحدث أن تم تصفير صادرات النفط الإيرانية.
– تشكل الناتو العربي كتحالف يُراد به مواجهة إيران بالدرجة الأولى، ثم انسحاب مصر منه خطوة فسرت بأنها دليل على حدوث حرب لا تريد القاهرة التورط فيها.
– إعلان حزب الله النفير للحرب والتعبئة العامة للموارد حتى وصلت إلى وضع صناديق التبرعات في الشوارع اللبنانية، وقيل وصول بعض فصائل الحزب قرب مضيق هرمز.
– ارتفاع وتيرة الحزم الخليجي تجاه إيران، وإشعال القريبين من إيران معارك إعلامية ضد بعض دول الخليج. وتسويق صمود إيران من باب أن الأنظمة السياسية لا تسقط جراء الهجوم بالخطابات، أو الحصارات أو هجوم فقط بالطائرات، وهو الشكل المتاح لواشنطن.
– إعادة انتخاب نتنياهو كشفت أن الناخب اليهودي يؤيد سياسات نتنياهو المتطرفة ضد أهلنا في فلسطين، والداعية لضرب إيران الآن قبل غد.
في «تقدير الموقف» ينحو النسق المعروف إلى وضع ثلاثة سيناريوهات للمتوقع من الغريم، وقليل ما يملك واضع «تقدير الموقف» رفاهية وضع ثلاثة حلول لكل «عمل ممكن» للخصم، لكن حيّز المناورة الإيراني يتمثل في ثلاثة أعمال ممكنة أولها:
1. إغلاق مضيق هرمز، وهي سابقة تعادل سابقة “تصفير” تصدير النفط الإيراني.
2. تحرك المكملات الاستراتيجية لإيران لضرب مصالح واشنطن وداعميها.
3. تفجير إيران قنبلتها النووية الأولى كآخر خندق تحتمي فيه، فقد أجمع أكثر من خبير على أن لدى إيران برنامجا نوويا عسكريا موازيا لما تتم المماحكات حوله في محادثات “5+1”.
مفهوم الردع بالقوة النووية سيمنع سقوط طهران، والصراع الحالي فرصة مناسبة لتفجير قنبلتها النووية بداعي الدفاع عن النفس، ومنحها دورًا محوريًا في موقفها الاستراتيجي؛ وإعادة تعريف نفسها للخليج والعالم، أو في أقل المكاسب تقرّيب ساعة التفاوض من جديد.
* د. ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
المصدر | العرب – الدوحة
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة