فضيحة أمريكية يعرفها الجميع .. فما هي؟
بين الحين والآخر، تفلت المجتمعات والمؤسسات وبعض الشخصيات في الولايات المتحدة الأمريكية، عبارات تصف ما تخفيه الحضارة الأمريكية تحت محاولات التعبير عن قبول الآخر واحترام الإنسان وحقوقه ومواجهة التمييز والعنصرية بكافة أشكالهم.
في إفلات جديد لما تحت السطح في المجتمع الأمريكي، وقعت شركة توظيف في خطأ عنصري فادح، حينما أعلنت عن وظيفة شاغرة، مشترطا أن يكون المتقدم من عرف محدد دون غيره، حيث أعلنت الشركة الأمريكية للتوظيف “Cynet Systems”، والتي يقع مقرها في ولاية فيرجينيا، عن حاجتها لمدير حسابات ولكنها اشترطت أن يكون المتقدم للوظيفة من عرق القوقازيين، وهو العرق الذي يتصف لون بشرتها باللون الأبيض دونا عن الأمريكيين من أصول إفريقية.
اكتشاف الفضيحة
ولاحظت تلك الفضيحة الأمريكية الناشطة الحقوقية هيلينا ماكابي، والتي تسائلت ردا على الإعلان، “هل تعتقدون أن هذا الأمر جيد؟”، وذلك في مسائلتها حول العنصرية التي تملأ الإعلان عن الوظيفة من أجل اختيار رجل أبيض دونا عن الأمريكيين أصحاب البشرة السمراء، في تمييز واضح ضد الأمريكيين السود.
وبعدها قادت الناشطة الأمريكية حملة انتقادات واسعة ضد الشركة، بينما شاركها فيها مئات النشطاء الذين تحدثوا عن مدى العنصرية التي يكنها الإعلان تجاه الأمريكيين غير ذوي البشرة البيضاء، داعين إلى التحلي بروح المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز ضد البشر.
الانتقادات الواسعة لم تتحملها الشرطة الأمريكية ما دفعها للإعتذار، حيث قدمت اعتذارا عن إعلان التوظيف وقامت بحذفه، كما أكدت على انها قامت بإقالة ناشر الإعلان محملة إياه المسؤولية كاملة عن حالة غضب أثيرت لدى الكثيرين، الذين وجهوا الانتقادات للشركة، مشيرة إلى أن الأمر جاء كتجربة تعليمية.
لكن موجة أخرى انتشرت منتقدة قرار الشركة، معتبرة أنها اتخذت قرارا تأديبيا انتقاميا وليس تعليميا، حيث اتخذت الموظف ككبش فداء من أجل الحفاظ على مصالح الشركة وإبعاد الهجوم والانتقادات عنها. فيما ذكرت تقارير أن الشركة ذاتها كان لها سوابق لم يدر لها بالا مسبقا، حيث نشرت عشرات الإعلانات التي تحمل عنصرية تجاه الآخرين، حيث نشرت العديد من إعلانات التوظيف تطالب فيه أن يكون المتقدم من جنس دون الجنس الآخر وغيرها.
اكتشاف فضيحة أمريكية سهل للغاية
الفضيحة الأمريكية يمكن مشاهدتها بشكل يومي، في الشارع ووسائل الإعلام، ولا تحتاج لقوة ملاحظة للتركزي مع لغة وشروط بعض الإعلانات التي تعلنها شركات التوظيف في الولايات المتحدة الأمريكية.
في المجتمع الأمريكي لا يمكن بأي شكل أن يلتفت نظر المواطن العادي لكم العنصرية التي تمارس من قبل البيض تجاه أصحاب البشرة السمراء من أصول إفريقية، سواء من قبل مواطنين عاديين يملكون أسلحة، أو من خلال الشرطة الأمريكية والسلطات التي تمارس العنف الممنهج ضد أصحاب البشرة السمراء.
لا يقتصر الأمر على العنصرية بين البيض ضد السود، بينما تصاعدت حدة العنصرية تجاه النساء، في ظل حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يوصف بكاره النساء، في ظل إبداءه لاحتقار النساء وحديثه عنهن خاصة خصومه.
الرئيس الأمريكي رأس الدولة لا يخجل في إبداء عنصريته تجاه الآخر، بداية من ذكره بشكل واضح وصريح، أن الدول الإفريقية مستنقعات قذرة وأوكار عفنة، وحتى حديثه عن الذات البيضاء صاحبة الفضل على الآخرين.
ترامب لديه مئات التصريحات العنصرية لكن أبرزها، عندما قال “أريد أن أحميكم من السود”بحسب ما نقلت تقارير صحفية عن اجتماعات لترامب مع مسؤولين في إدارته.
فضيحة ترامب هي الفضيحة الأكبر في الولايات المتحدة، إلا أن تلك الفضائح الصغيرة التي تظهر على السطح وتعطى تركيزا كبيرا من قبل النشطاء، يأتي من اعتبار الأمريكيين أن عنصرية الرئيس شئ عادي ومعروف لدى الجميع، وفي ظل عمق أزمة ترامب في عنصريته تنسى ولا يتم التركيز حولها.
موضوعات تهمك:
العنصرية الأمريكية ضد الطلاب العرب في الجامعة الأمريكية
الغائب في تصريحات بومبيو: ترامب هدية الرب
تدنيس القرءان الكريم.. محطات سوداء خطها الغرب بمداد من الطائفية
عذراً التعليقات مغلقة