ما بين الشباب الصهيونى وتصريحات نيتانياهو
ليس غريبا على مجتمع الكيان الصهيونى العنصرى أن تكون الأكثرية من شباب هذا الكيان تنتمى إلى اليمين الصهيونى كما أفادت إستطلاعات الدراسات الصهيونية حول اتجاهات شباب هذا الكيان العنصرى نحو اليمين حيث تم من خلال البحث الإستطلاعى أن ما يقارب 64% من اليهود الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم من 18إلى34 عاما أنهم يمينيين.
ومقارنة بـ 47% للفئة العمرية 35 عاما وما فوق فقد وجد استطلاع معهد الديمقراطية الإسرائيلي الذي أجري قبل أسبوع واحد فقط من هذه الانتخابات الصهيونية التى أجريت يوم الثلاثاء السابق ارتباطا مباشرا بالمثل بين العمر وتأييد ودعم رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو حيث أن 65% من اليهود الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عاما وأن 53% من هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 25-34 عاما وقفوا بقوة لفوز نتنياهو، وفي حين أن 17% و33% على التوالي فضلوا منافسه الأكثر وسط، بيني غانتس.
ولاشك أن هذا يأتى ضمن الإيمانات العقائدية الصهيوينة الى ترتكز على أن أرض فلسطين حقا ووعدا إلهيا من الرب لهم ,انهم شعب الله المختار المكلف بإفناء الآخر حتى تتحقق لحظة اللذة فى الكراهية والعنف والاستيطان والإحلال والإبادة والمحو ، كبرنامج إلهى يعاقب به الرب والشعب الشعوب الأخرى ويتأكد به اختياره ويتأكد به صفاء ونقاء وبقاء ووجود ” يسرائيل التوراة ” وثباتها وخلودها وأبديتها وسماويتها واستعلائها العنصرى والذى ينعكس فى العديد من التعبيرات التى تعكس الإيمان الحقيقى لدى اليهودى بحقارة أمم العالم مثل “جوى” الذى يشار بها إلى الشخص غير اليهودى وتعنى القذارة المادية والروحية والكفر، و”عاريل” ومعناها “الآقلف” أى غير المختتن الذى يبقى بدائياً فطرياً فيظل قذراً وكافراً فى آن واحد.
وكانوا يطلقونها على المسيحيين لعدم شيوع الختان بينهم ، و”ممزير” أى ابن الزنا وهى تدل فى أسفار العهد القديم على الشعب المختلط الأنساب وقد خصصها اليهود للمسلم ، نسبة إلى ما يعتقدونه من أن إسماعيل أبو العرب ولد من هاجر التى تعتبر فى نظرهم جارية أو أجنبية “وكما عبر الصهيونى الإسرائيلي حانوخ يرخوف : ” إن التغيير هو أننا نعرف كيف نقتل” وكما عبر يعبر الصهيونى شاؤول تشرنحوفسكى عن عن عنصريته الصهيونية الإجرامية وعنصرية الكيان الصهيونى الإجرامى الذى ينتمى إليه:
نرضع من أنهار الدم رشفة رشفة
قطرة قطر
نسكر من الحزن ونسكر من الآهات
حتى تراهم عيناى يرتجفون
وفى أخرى يكمل الصورة :
وأجعل سيفى يشرب فخورا من دمهم
وستستحم خطواتى فى دماء الصرعى
وتدوس قدماى على شعر رءوسهم
سأقطع من يمين وأحصد من شمال
فقد اشتعل غضبى وصار جحيماً
لقد ضايقنى كثيرون ولكننى لن
يبقى أحد بعد المذبحة
نعم سوف أفنيهم حقا
وفخرا بالجيش الإجرامى الصهيونى كانت تصريحات نتنياهو فى جلسة مجلس الوزراء الصهيونى الأسبوعية والتى عقدت صباح أمس فى القدس المغتصبة ، قرر اليوم إقامة معرضا خاص للحيش الصهيونى وكما قال: “إقامة معرض جيش الدفاع الخاص بنا في أورشليم، بحيث سيجسد ذلك المعرض أمام الجماهير مساهمة جيش الدفاع العظيمة في دولة إسرائيل وأمنها. إننا نعبّر عن بالغ تقديرنا لجيش الدفاع وليس هناك مكانًا أفضل للقيام بذلك من عاصمتنا أورشليم. وسأدعو مواطني إسرائيل للمشاركة في هذا المعرض، والأطفال الإسرائيليين ليأخذوا نفس الانطباع الذي أخذته أنا صغيرأ قبل عدة سنوات عن الجيش..”، متناسيا أن التاريخ الإنسانى لم يسجل ارتكاب الوحشية الإجرامية ضد الإنسانية أكثر إجراما من تلك التى مازال يرتكبها الجيش الصهيونى.
وهل تنسى الإنسانية العملية الإجرامية الرصاص المصبوب التى شنها هذا الجيش الصهيونى الإجرامى ضد غزة والتى بدأت فى 27 ديسمبر 2008 واستمرت على مدى 22 يوما وأدت إلى دمار هائل فى القطاع علاوة على سقوط 1315 شهيدا وأكثر من 6 آلاف مصاب ومليون كيلوجرام من القنابل والصواريخ والمتفجرات ألقاها العدو على قطاع غزة خلال 2500 غارة جوية شارك فيها نصف سلاح الجو الإسرائيلي ولا تشمل ما أطلقته المدفعية والدبابات والمدمرات والسفن مما يعني أن حجم ما ألقي من متفجرات على غزة يفوق عدة ملايين من الكيلو جرامات منها القنابل الفوسفورية والدايم وقنابل اليورانيوم المخصب وتسببت عملية “الرصاص المصبوب” خسائر مادية تجاوزت وفق التقديرات المبدئية ثلاثة مليارات من الدولارات دمر فيها أكثر من عشرين ألف منزل وستين مدرسة وثلاثين مركزا للشرطة و15 مقرا وزاريا علاوة على معظم شبكات المياه والكهرباء والاتصالات وأكثر من 1500 محل تجاري علاوة على الجسرين الرئيسيين في غزة.
واستخدم فيها “الدايم” وهو من الأجيال الجديدة من الأسلحة ذات التقنية العالية المصممة ليكون لها تأثير كبير على الأشخاص داخل منطقة صغيرة فبدلا من أن تكون القنبلة داخل غطاء من الفولاذ، تكون من ألياف الكربون تشبه الغطاء البلاستيكي وفي داخلها جزيئات صغيرة من معدن ثقيل مثل التانغستون يكون مثل حبات الرمل داخل المتفجرة، عند انفجارها تكون ذات تأثير قوي بمدى خمسة إلى عشرة أمتار ثم تسقط على الأرض لأنها عبارة عن أجزاء صغيرة وكل من يكون قريبا منها يتقطع إلى أشلاء والوضع الأسوأ هو لمن يكون ليس قريبا ليقتل بل لأن فيها شظايا صغيرة جدا للغاية بالنسبة للضحايا ومن ينجون يصعب على الأطباء أن يعالجوهم لأنه سيكون داخل أجسامهم مئات الشظايا تنبت داخل أجسادهم ومن المستحيل إجراء عملية لاستخراجها، وليس هذا النموذج الإجرامى إلا مثالا على التاريخ الإجرامى للكيان الصهيونى منذ إغتصاب فلسطين والمذابح التى ارتكبت فى حق الشعب الفلسطينى بالقرى والمدن التى تم اغتصابها وتهويدها، وليس سيادة هذا الفكر العنصرى الإجرامى لدى الشباب الصهيونى إلا استمرارا لإجرامية الكيان الصهيونى نحو مستقبل أكثر إجرامية يتم إعداد اطفال الكيان الصهيونى له كما ورد فى تصريح نيتانياهو اليوم بجلسة مجلس الوزراء الصهيونى.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة