أطلقت الأمم المتحدة الجمعة نداء استغاثة لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين ضمن خطة تمويل تتطلب خمسة مليارات دولار، ولا سيما أنها توقعت أن يصبح نصف سكان سوريا بحاجة لمساعدة قبل نهاية العام
الحالي. وعقب ذلك دعا مجلس الأمن للسماح بدخول منظمات الإغاثة للأراضي السورية.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة إن المساعدات الإنسانية المطلوبة الآن لغوث لاجئي سوريا يصل مجموعها إلى خمسة مليارات دولار، مشيرة إلى أنها تتوقع أن يصبح نصف سكان سوريا في حاجة إلى مساعدات عاجلة قبل نهاية العام الحالي.
وتتضمن الخطة تخصيص 2.9 مليار دولار للاجئين و1.4 مليار دولار للمساعدات الإنسانية و830 مليون دولار للأردن ولبنان أكثر دولتين استقبالا للاجئين السوريين.
وطالبت المنظمة في تقريرها الذي جاء بعنوان “خطة إقليمية للتعامل مع لاجئي سوريا” بخطوات عاجلة لحماية اللاجئين، كما حثت الدول المجاورة لسوريا على مواصلة فتح حدودها في وجه الفارين من الحرب.
وأبدى المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرز خشيته من أن يرتفع عدد اللاجئين السوريين بنهاية هذا العام إلى أكثر من ثلاثة ملايين.
ودعا في مؤتمر صحفي مع مفوضة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في جنيف فاليري أموس المجتمع الدولي لزيادة دعمه من أجل تنفيذ الخطة الخامسة لتلبية احتياجات اللاجئين.
وقال غوتيرز إن “الأموال التي نطلبها هي مسألة بقاء للسوريين الذين يعانون، وهي مسألة وجودية للدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين”.
من جانبها قالت آموس إن المنظمة وجهت أكبر نداء إغاثة في تاريخها لمساعدة سوريا، لأن ثلث الشعب السوري بحاجة لمعونات عاجلة.
بيان مجلس الأمن:
وعقب المناشدة الأممية، أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا طالب فيه السلطات السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية إلى مدينة القصير الواقعة في ريف حمص.
وأعربت البلدان الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن عن “قلقها العميق” للوضع الإنساني في القصير، وطلبت من جميع الأطراف في سوريا “القيام بكل ما في وسعها لحماية المدنيين، وتجنب الخسائر المدنية”، مذكرة بـ”المسؤولية الأولى للحكومة السورية في هذا الإطار”.
ودعا المجلس الحكومة السورية إلى “تأمين الوصول الفوري والآمن ومن دون عراقيل … للعاملين في المجال الإنساني، ومنهم الأمم المتحدة إلى المدنيين في القصير الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة، خاصة الطبية”.
واللافت في هذا البيان الذي يعد الأول من نوعه منذ أشهر، أن روسيا -التي عرقلت جميع القرارات التي تتعلق بالنظام السوري- سمحت بصدور هذا القرار الذي وصفه السفير البريطاني مارك ليال غرانت رئيس المجلس بأنه مؤشر على أن مجلس الأمن ربما يعود إلى وحدته بشأن القضية السورية، على حد قوله.
الوضع الانساني بحمص:
من جانبها رصدت وكالة رويترز الوضع الإنساني في حمص التي قالت إن مدارسها تحولت إلى مأوى للنازحين من مناطق أخرى.
وتنقل عن الهلال الأحمر العربي السوري قوله إن حوالي أربعة ملايين شخص نزحوا داخل البلاد بسبب الأزمة السورية التي اندلعت منذ أكثر من عامين.
وقال أطباء متطوعون إن من الصعب الحصول على طعام طازج وإن أعراض نقص الفيتامين بدأت تظهر على بعض الأطفال، بينما تعاني الأمهات من نقص شديد في حليب الأطفال.
وتحدث الأطباء عن أن المرض بات يمثل تهديدا آخر لحياة السوريين، مشيرين إلى ارتفاع في معدل الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، وتفشي مرض الليشمانيا، وهو مرض طفيلي تسببه لسعات ذباب الرمال.