الممارسات الإجرامية الصهيونية الوحشية (3)
(نماذج إجرام الخلاص الصهيونى العنصرى)
المقال الثالث من سلسلة المقالات تحمل الإسم ذاته، ولمطالعة المقال الأول من هنا والثاني من هنا.
كما يتم الاعتداء حتى على المقابر كما تم الاعتداء على مقبرة مأمن الله مرات متعددة ، بخط الشعارات العنصرية عليها على النبي محمد عليه الصلاة، وتحطيم شواهد للقبور، كما تم الاعتداء على مسجد النبي داود بتكسير واجهاته ورخامه العثماني، كما تم تسجيل ثلاثة اعتداءات على كنائس، وهي “رقاد السيدة العذراء” و”الكنيسة البروتستانت” و”الكنيسة اللاتينية”، بخط شعارات عنصرية على النبي عيسى عليه السلام، وبتحطيم شواهد أكثر من30 قبراً في المقبرة المسيحية البروتستانتية في منطقة مقام قبر النبي داود، وقد اعتدت مجموعة من المستوطنين اليهود على الكنيسة اللاتينية في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بتكسير شواهد القبور وخط الشعارات العنصرية عليها.
اقرأ/ي أيضا: محاكم التفتيش الحديثة
كما قام قطعان المستوطنين بتنفيذ عدة اعتداءات على المقدسيين خلال أعيادهم، ففي عيد الشعلة تعمدوا اشعال النيران بالقرب من المنازل والممتلكات، مما ادى الى احتراق حدائق منازل وسيارات في حي الشيخ جراح، وسيارات تابعة للامم المتحدة في جبل المكبر، كما تم الاعتداء على المقدسيين خلال مسيرة للمستوطنين في ما يسمى “عيد الخراب،” و”عيد الاستقلال”، وخلال العام المنصرم تم طعن 4 مواطنين مقدسيين بالالات الحادة، تفاوتت اصابتهم بين بالغة وطفيفة، 23 مواطنا تعرضوا للضرب بالأيدي والحجارة والعصي والادوات الحديدية والزجاج، و10 مواطنين تعرضوا للرش بالفلفل، ومن بين المعتدى عليهم 7 أطفال (طلبة مدرسة أثناء توجههم الى المدرسة، وفتية)، و5 سيدات، و6 سائقي سيارات تكسي، كما تم تسجيل تخريب 65 سيارة للمواطنين المقدسيين، بحرق 3 سيارات، والبقية تم اعطاب عجلاتها ورش شعارات عنصرية عليها.
اقرأ/ي أيضا: خفايا الحملة الصليببية لترامب
من جهة اخرى استولت جمعية “عطيرت ليوشنة” على محلين تجاريين في طريق الهكاري بالقدس القديمة، بحجة انها املاك يهودية منذ قبل عام 1948، وحاول المستوطنون كذلك الاستيلاء على شقة سكنية لعائلة جابر في حي شعفاط من خلال التلاعب بقرار لمحكمة الصلح الإسرائيلية. ورصد خلال العام الماضي عدة اعتداءات نفذها المستوطنون الذين يعيشون في الاحياء المقدسية، في سلوان والطور والصوانة والشيخ جراح، حيث يتم مهاجمة السكان من قبل المستوطنين وحراسهم وتستخدم أحيانا الرصاص الحي بصورة عشوائية.
اقرأ/ي أيضا: حقيقة الكيان الصهيونى وفكره العنصرى
وفي سياق الاعتداء على الأراضي والأملاك صدر قرار اخلاء لعائلة صيام من منزلها في حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين، وتعيش العائلة فيه منذ ستينات القرن الماضي، في وقت يدعي حارس املاك الغائبين أن العائلة تعيش فيه منذ عام 1968 لإسقاط الحماية عنها، ويطالب القائم على حارس امل الغائبين بدفع مبلغ 40 الف شيكل لتجميد اخلاء العائلة، كما حاول مستوطنون الاستيلاء على منزل وقطعة أرض في حي الطور، اضافة الى محاولتهم الاستيلاء على عقار عائلة رويضي الكائن في منطقة العين بسلوان، حيث استأنف المستوطنين على قرار المحكمة المركزية الذي يؤكد ملكيتها لعقارها، وهو مؤلف من 3 طوابق (5 شقق سكنية) ويعيش فيه 30 شخصاً، وهو بإسم المواطن جمعة محمد سالم درويش رويضي..
اقرأ/ي أيضا: في وداع الردع.. لماذا يتجه العالم للحرب بدلا من تفاديها؟
وعلى صعيد الاستيطان الإحلالى الخلاصى .. فقد استمر الاحتلال في طرح المشاريع الاستيطانية واستمر في عملية البناء، حتى خلال فترة المفاوضات التي استأنفت منذ اربعة اشهر، حيث تمت الموافقة على بناء 2433 وحدة سكنية في مناطق مستوطنات (جيلو ورامات شلومو وتلبيوت)، خلال اشهر نيسان وآب وتشرين أول الماضي.
كما تمت الموافقة على بناء الوحدات الاستيطانية في ساحة باب المغاربة “موقف جبعاتي” المقام على مدخل قرية سلوان، وعلى انشاء “حديقة وطنية” على أراضي قرية العيسوية والطور، وذلك في شهر تشرين الثاني الماضي، وسيعمل المخطط على مصادرة 740 دونما من أراضي المواطنين وقد طرحت حكومة الاحتلال خلال العام الماضي عطاءات لبناء 2015 وحدة استيطانية في مستوطنات “بسجات زئيف” المقامة على اراضي بيت حنينا، و”هار حوماه” المقامة على اراضي بيت لحم، و”رمات شلومو” المقامة على اراضي شعفاط، و”جيلو” المقامة على اراضي قرية بيت صفافا ، مقاومة شعبية.. واستمرت فعاليات ونشاطات لجان المقاومة الشعبية في مدينة القدس، والتي قوبلت بصد من قبل الاحتلال الاسرائيلي، حيث قاموا هذا العام ببناء موقع “باب الشمس”، وحي” أحفاد يونس” تصديا لمحاولة مصادرة الارض لصالح المشروع الاستيطاني المعروف (أي 1).
اقرأ/ي أيضا: عداء اليهود وليس معاداة السامية
وبعد عدة ايام تم عملية الهدم والاخلاء، اضافة الى اعتقل كل ناشط تواجد فيهم. كما تم هدم أجزاء واحداث ثغرات في الجدار العنصري الذي يفصل بين مدينة القدس وقريتي العيزرية وأبو ديس، وبلدة بير نبالا، تأكيدا على حق المواطنين بالوصول الى مدينة القدس المحتلة.
والى ذلك هدمت القوات الاسرائيلية عدة مرات خيمة “صمود الزيتون” التي اقيمت على أرضي شعفاط المهددة بالمصادرة لصالح شارع 21 الذي يربط المستوطنات الاسرائيلية مع بعضها البعض. كما هدمت القوات الاسرائيلية خيمة الاعتصام في حي الشيخ جراح المقامة امام منزل عائلة شماسنة عدة مرات خلال شباط الماضي، كذلك تم هدم خيمة اعتصام في العيسوية تضامنا مع ابنها سامر العيساوي اثناء خوضه اضرابا مفتوحا عن الطعام. كما لاحقت سلطات الاحتلال النشطاء في خيمة الاعتصام التي اقيمت على أراضي قرية بيت صفافا، تحديا لشق شارع 4، الذي يُصادر أراضيها ويحرم السكان من التواصل.
اقرأ/ي أيضا: تحالف الجنرالات.. سفاحون في المشهد السياسي بإسرائيل
وتعمدت سلطات الاحتلال خلال العام الماضي قمع حرية الرأي والتعبير في القدس، بمنع كافة الفعاليات والنشاطات (ثقافية، رياضية، وطنية) التي كانت تنظم في مكان مغلق أو في الشوارع، حيث منعت تنظيم فعاليات تضامنية للأسرى، وفعاليات مناصرة للأقصى، ومسيرة ليوم المرأة، ويوم الأرض، وضد شق شارع بيت صفافا الذي يقسم القرية، وقانون برافر، وأسبوع الطفل الفلسطيني، وذكرى رحيل أبو عمار، واقامة مهرجان ربيع القدس، ومارثوان رياضي. وخلال العام الماضي تعمدت سلطات الاحتلال استهداف طواقم المسعفين والصحفيين، أثناء تواجدهم في اماكن الحدث، بملاحقتهم والاعتداء عليهم واعتقالهم، مما ادى الى اصابة العديد منهم بجروح ورضوض مختلفة.
اقرأ/ي أيضا: مجزرة المسجدين.. الغرب وتحدي الإرهاب اليميني
المسيرة التعليمية…. وتواصلت خلال العام الماضي المشاكل التعليمة في القدس، والمتمثلة بنقص الغرف الصفية، وعدم بناء مدارس جديدة من قبل بلدية الاحتلال للطلبة، مما اضطر الاهالي لتسجيل ابنائهم في اماكن بعيدة عن مكان سكنهم في ظل تخاذل وصمت البلدية. وقامت البلدية مع بداية العام الدراسي الجديد بإغلاق صف السادس في مدرسة “بئر أيوب الابتدائية” ببلدة سلوان لعدم وجود غرف صفية تكفي لاستيعاب الطلبة، ووزعت الطلبة على مدراس بعيدة عن سكنهم.
أما المدارس الاكثر تضررا عام 2013 ، فهي مدارس الاقصى الشرعية حيث تعطلت الدراسة فيها فيها الدارسة 6 أيام (4-12-18-25 أيلول)، و ( 7-5 أيار)، لتأمين اقتحامات المستوطنين اليه، علما ان الأقصى يضم 3 مدارس وهي (رياض الأطفال- المرحلة الأساسية، والثانوية الشرعية للبنات، والثانوية الشرعية للبنين – مرحلة أساسية أولى وثانوية)، ويوجد فيها حوالي 500 طالب ، كما تشوشت الدراسة في مدرسة دار الأيتام المطلة على أبواب المسجد الأقصى، عدة أيام وتم اقتحامها، لما انه تم القاء القنابل الصوتية باتجاهها.
اقرأ/ي أيضا: لن تتعب هذه الأمة من محاولة النهوض
وخلال العام الماضي اعتقلت القوات الاسرائيلية طالبين من مدرسة الزهراء والايتام اثناء تواجدهما أمام باب المدرسة، بحجة القاء الحجارة، وذلك في شهر تشرين الأول وكانون الأول . بدأت المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين قبل إعلان قيام دولة إسرائيل، فقد ارتكبت العصابات الصهيونية في فترة الانتداب البريطاني، مذابح بشعة، تبقى من أكثرها هولاً، مذبحة دير ياسين التي شهدها غرب القدس يوم 9 أبريل 1948، ونفذتها الجماعتان الصهيونيتان: الإرجون وشتيرن، أتت هذه المذبحة بعد أسبوعين فقط من توقيع معاهدة سلام بين أهالي القرية ورؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة، في خرق واضح للأعراف الحربية، بل إن مقاتلي الإرجون وشتيرن نفذوا العملية ليلاً والساكنة نيام، ورغم بسالة المقاومة، فالتعزيزات التي وصلت للقوات الصهيونية من القيادة، جعلتها تحكم قبضتها على هذه القرية، ففجّرت كل منازلها، وقتلت غالبية سكانها بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، لتكون الحصيلة ما بين 250 و360 ضحية.
اقرأ/ي أيضا: ماذا بعد مرور 40 عاما من حكم الملالى الإيرانى؟!
لم تكتفِ العناصر الصهيونية بالقتل، بل تجاوزتها للتعذيب البشع ولتقطيع الأطراف واغتصاب الفتيات أمام أهاليهنّ ، وقد بنى الصهاينة قرية جديدة فوق القرية القديمة التي احتلت منذ تلك السنة، كما أطلقوا أسماء مقاتلي الإرجون على شوارعها، عرفاناً لما قدّموه من ترويع للفلسطينيين تسبّب في نزوج الكثير منهم عن قراهم خوفاً من تكرار المجزرة.
عذراً التعليقات مغلقة