مدير المخابرات السودانية يستعين بالموساد للأطاحة بالبشير بمخطط عربي
تفاصيل مخطط الإمارات وقوش وإسرائيل للإطاحة بالبشير
كشفت مصادر أن لقاء رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني السوداني اللواء “صلاح قوش” برئيس الموساد الإسرائيلي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انعقد الشهر الماضي كان بترتيب إماراتي.
وأكدت تلك المصادر أن اللقاء تم بالفعل، رغم النفي السوداني الرسمي، وأنه جرى بدون علم الرئيس “عمر البشير” ضمن ترتيبات إماراتية تهدف لإقناع “واشنطن” بـ”قوش” كبديل لـ”البشير”.
المحتويات
أقرأ/ي أيضا: قطر تقود مفاوضات جديدة بالسودان
كان موقع بريطاني، قد كشف أن مصدر عسكري سوداني كبير قوله إن رئيس المخابرات السودانية صلاح قوش أجرى محادثات سرية مع رئيس الموساد في ألمانيا، الشهر الماضي، وذلك “في إطار مؤامرة دبرها حلفاء إسرائيل في الخليج لرفعه إلى الرئاسة عندما يتم إسقاط عمر البشير من السلطة”.
وبحسب موقع “ميديل إيست آي”، قال المصدر “إن قوش رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطني التقى يوسي كوهين على هامش مؤتمر ميونخ للأمن في اجتماع نظمه وسطاء مصريون بدعم من السعودية والامارات”.
أقرأ/ ي ايضا: “منظمة التعاون الإسلامي” تدعو لموقف حاسم ضدا قرار اسرائيل إنهاء عمل بعثة المراقبين
ووفقا للمصدر، لم يكن البشير على علم بالاجتماع “غير المسبوق” بين قوش وكوهين في ميونخ، والذي كان هدفه تسليط الضوء على قوش كخليفة محتمل للبشير، وإدخال إسرائيل في الخطة لتأمين دعم الولايات المتحدة.
وبحسب الموقع فالسعوديون والإماراتيون والمصريون يرون أن قوش هو “رجلهم” ، كما قال المصدر، “في صراع على السلطة خلف الكواليس يدور الآن في الخرطوم بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي يراها الكثيرون الآن على أنها بداية نهاية حكم البشير لمدة ثلاثة عقود”.
أقرأ/ي أيضا: بعد تسامح الأمارات مع الفاتيكان…فهل تتسامح مع شعوب الجوار؟
حيث تسعى الإمارات -حسب المصادر ذاتها- إلى الاستفادة من حالة الزخم الشعبي السوداني المعارض لـ”البشير” واستغلالها للإطاحة به، شريطة أن يكون “قوش” هو البديل القادم.
وأشارت إلى أن “قوش” توطدت علاقته بشكل لافت مع السعودية والإمارات، وأن ذلك بات معلوما بالضرورة في الواقع السياسي السوداني، ولم يعد مفاجئا أو سرا.
وتبرر الإمارات أفضلية “قوش” على “البشير” بأنه سيؤدي إلى وجود حزام في منطقة القرن الإفريقي وشمال إفريقيا يوالي واشنطن، ويرتبط بعلاقات جيدة مع (إسرائيل).
اقرأ ايضا: من الذي باع أراضي فلسطين لليهود ؟ سمسار اسرائيلي يؤرخ ويروي الأسماء
ويشمل ذلك الحزام المزعوم إماراتيا كلا من مصر وليبيا (اللواء خليفة حفتر) بالإضافة إلى السودان حال الحصول على موافقة أمريكية والإطاحة بـ”البشير”.
وتأتي المساعي الإماراتية رغم تحسن علاقات “البشير” مع دول الخليج، وسعيه لتنميتها، وهو ما بررته تلك المصادر بأن أبوظبي لا تستطيع تجاوز علاقات “البشير” القوية بكل من تركيا وقطر وتعاونه العسكري والاقتصادي الواضح معهما.
كما أن حكام الإمارات كذلك لا يزالون ينظرون إلى “البشير” باعتباره ذا مرجعية إسلامية، وحليفا لجماعة “الإخوان المسلمين” أو متقاربا معها في وقت من الأوقات، وهم لا يمكنهم عبور هذه النقطة.
فضائح جنسية لرموز اسرائيل
لكن المصادر لم تفصح ما إذا كان الأمريكيون قد اقتنعوا بذلك المشروع المروج إليه إماراتيا أم لا، ورفضت تأكيد أو نفي الأنباء الواردة عن اعتبار واشنطن “قوش” البديل المحتمل الأول حال سقوط “البشير”.
كما رفضت تلك المصادر الرد عما إذا كانت القاهرة مقتنعة بذلك المشروع وتساعد على إتمامه أم أنها لم تعد تمانع فقط في الإطاحة بـ”البشير”، مكتفية بالقول: “ليس ذلك واضحا بعد”.
لكنها نفت أن تكون الحالة الشعبية في السودان مفتعلة، لافتة في الوقت ذاته إلى أن هناك أطرافا تحاول أن تستغلها وتقوم بتوظيفها وزيادة زخمها بشكل متعمد لزيادة الضغط على “البشير”.
اعرف اكثر: : سلمان العودة في محاكم التفتيش السعودية وبابا الفاتيكان يتمختر في جزيرة العرب
كان جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني نفى أنباء “قوش” برئيس الموساد الإسرائيلي، قائلا إن الخبر “عار عن الصحة”.
النفي السوداني جاء في أعقاب نشر موقع “ميدل إيست آي” أن لقاء سريا عقد بين “قوش” ورئيس الموساد، الشهر الماضي.
وأضاف الموقع، نقلا عن مصدر عسكري سوداني كبير، أن اللقاء تم في إطار سعي دول خليجية متحالفة مع (إسرائيل) إلى تنصيب “قوش” رئيسا بدلا من “البشير”، الذي يواجه خطر الإطاحة به من السلطة، خلال الفترة المقبلة.
وأوضح التقرير، الذي أعده كل من “ديفيد هيرست” و “سايمون هوبر” و “مصطفى أبو سنينة”، أن اللقاء تم بتنظيم من وسطاء مصريين، وبدعم سعودي إماراتي.
اقرأ/ي أيضا: هل زيارة البابا للإمارات هي استمرار لأساسيات وسياسات الحروب الصليبية الغربية
وأكدت مصادر مقربة إن “هناك إجماع على أن البشير سيخوض، في إطار الحزب الحاكم والجيش، المعركة التي تدور حول من سيأتي بعد ذلك”.
كما كشفت مصادر أعلامية بريطانية، أن “قوش لديه روابط قوية مع السعوديين والإماراتيين والمصريين، إنهم يريدون إبعاد البشير، ووضع رجلهم في مكانه”.
وأكد متحدث باسم مؤتمر ميونخ أن قوش وكوهين حضرا المؤتمر هذا العام، كما التقى قوش برؤساء الاستخبارات الأوروبية في فترة انعقاد المؤتمر من 15- 17 فبراير.
هل يشتري ولي عهد السعودية مانشستر يونايتد من مالكيه اليهود؟
وقد لعبت الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، دور وزارة الخارجية في التعامل مع المسؤولين في الدول التي ليس لديها معاهدة سلام مع إسرائيل، وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقال مسؤول إسرائيلي للقناة 13، في تقرير حول تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين “يُستخدم الموساد كوزارة خارجية في التعامل مع جميع الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل”.
رجل الـ”سي آي إيه” في الخرطوم
قوش معروف في واشنطن حيث اكتسب سمعة طيبة خلال العقد الأول من القرن الماضي كرئيس للتجسس يمكن أن تعمل معه وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) في “الحرب على الإرهاب” ضد تنظيم القاعدة ، حتى أنه زار الولايات المتحدة في عام 2005 عندما تم إدراج السودان من قبل وزارة الخارجية الأمريكية كدولة راعية للإرهاب، كما هو الحال الآن.
فضيحة جديدة رئيس جهاز الاستخبارات السعودية يعرض على صهيوني الزواج من عربية
وقال تقرير لموقع “أفريكا إنتيليجنس”، الشهر الماضي، إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حددت أن قوش هو الخليفة المفضل للبشير إذا أصبح موقف الرئيس السوداني غير مقبول.
ونقلاً عن تقرير لسفارة دولة خليجية في واشنطن، ذكر الموقع أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لم تكن تعمل على تغيير النظام لأن الحكومة السودانية كانت تقدم معلومات قيمة عن حركة الشباب في الصومال وليبيا والإخوان المسلمين.
رنا هويدى مذيعة ال ام بى سى فى فيديو جديد مع خالد يوسف
لكن تقرير السفارة قال إن وكالة المخابرات المركزية ستعمل على ضمان وضع قوش مكان البشير إذا لم يتم احتواء الاحتجاجات.
سعى البشير إلى تأكيد سلطته في الأيام الأخيرة من خلال ترقية ضباط الجيش إلى المناصب العليا وأعلن حالة الطوارئ لمدة عام بموجب مرسوم رئاسي في محاولة لوقف الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
وجاء التعديل الحكومي بعد أن أبلغ قوش المراسلين في الخرطوم، يوم الجمعة، أن البشير سيتنحى عن منصبه كزعيم لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ولن يخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2020.
اقرأ/ي أيضا: سبب خيانة أسماء الأسد الاخرس لزوجها “رئيس المافيا الحاكمة في سوريا”
وعيّن البشير وزير دفاعه، اللواء عوض بنو، كنائب أول للرئيس، كما عين 16 ضابطاً في الجيش واثنين من ضباط جهاز الأمن الوطني حكاما للمحافظات الـ 18 في البلاد.
وأمس الخميس، سلم البشير قيادة حزب المؤتمر الوطني إلى نائبه المعين حديثا، أحمد هارون. وقال الحزب، في بيان، إن هارون سيخدم كرئيس بالنيابة حتى يتم انتخاب رئيس جديد في المؤتمر القادم للحزب.
نظام بشار الأسد مافيا طائفية تحكم سوريا تعرف على نقاط قوتها
البشير و“عسكرة” الدولة
وفقا لمحللين في الخرطوم فإنه يبدو أن البشير يتحرك نحو “العسكرة الكاملة” للدولة والقضاء على كل المعارضة داخل الحزب الحاكم.
لكن مصدر موقع “ميدل إيست آي” قال إن الجيش لا يزال حذرا من قوش والنفوذ السعودي والإماراتي في البلاد. وأشار إلى التغطية المتعاطفة للاحتجاجات في وسائل الإعلام المدعومة من السعودية والتي عادة ما تعارض “التغيير الشعبي”.
وأضاف أن “وسائل الإعلام مهتمة جدا بهذه الاحتجاجات”، مشيرا إلى أن ذلك “لن يحدث بدون ضوء أخضر”.
اقرأ/ي أيضا: مزاعم التفرد الصهيونى الإجرامى المقدس
ترأس قوش جهاز الأمن والمخابرات الوطني بين عامي 2004 و2009 ، عندما عينه البشير مستشارًا للأمن القومي. تم تمت إقالته في عام 2011 واعتقل بعد ذلك للاشتباه في تورطه في مؤامرة انقلاب، ولكن تم الإفراج عنه مع عفو رئاسي في عام 2013.
وأعيد تعيينه كرئيس لجهاز الأمن الوطني في فبراير 2018. وقد اعتبرت عودته بمثابة تحرك من قبل البشير للقضاء على المعارضة حيث واجهت البلاد مشاكل اقتصادية متفاقمة واحتجاجات ضد التقشف، وكذلك لبناء جسور مرة أخرى مع الولايات المتحدة مرة أخرى بعد رفع العقوبات في أواخر عام 2017.
مفاجأة مدوية.. تبادل الزوجات في حفلات مغلقة تهز الكيان الصهيوني
ووفقاً لمصدر “ميد إيست آي” ، فإن عودة قوش إلى جهاز الأمن والمخابرات دُعمت أيضاً بالوعود السعودية بالدعم المالي للاقتصاد السوداني المتعثر.
في يناير، قال وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي خلال زيارة للخرطوم إن الرياض قدمت 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار) للسودان خلال السنوات الأربع الماضية.
عذراً التعليقات مغلقة