أطلقت منظمات تُعنى بالطفولة صرخة استغاثة لإنقاذ أطفال سوريا من العنف المتواصل والمتفاقم، والنزوح المتزايد، والتدمير الذي شمل خمس المدارس، والبنى التحتية والخدمات الأساسية للسكان.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسف) إن أكثر من مليوني طفل سوري تضرروا من النزاع القائم هناك منذ أكثر من عامين.
وحذرت المنظمة -فى تقرير لها بمناسبة دخول الثورة السورية عامها الثالث- من أن جيلا كاملا من أطفال سوريا سيكون مشوها مدى الحياة في ظل العنف الذي لا يهدأ، وتدفق ونزوح العائلات السورية. ووفق المنظمة، فإن نصف عدد اللاجئين السوريين بالخارج -الذين تعدوا عتبة المليون- من الأطفال.
وكشف المدير التنفيذي لليونيسف أنطوني لايك أن “خطر خسارة جيل بأسره يزداد كل يوم يتدهور فيه الوضع”. وأضاف أن ملايين الأطفال في سوريا والمنطقة يرون ماضيهم ومستقبلهم “تحت أنقاض هذا النزاع الذي طال أمده”.
وقال إن الأطفال يتعرضون لمخاطر كبيرة وللقتل والتشوه واليتم جراء النزاع. وأوضح أن العديد من الأطفال يعانون من صدمات نفسية لأنهم شاهدوا أفرادا من أسرهم يقتلون أو فصلوا عن أهلهم أو شعروا بالخوف بسبب القصف المستمر.
وأوضحت المنظمة أنه في حال لم يتحسن الوضع فإنها ستضطر -بحلول نهاية الشهر الجاري- إلى وقف “العمليات الرامية لإنقاذ أرواح الأطفال في سوريا”.
وقال التقرير إن المنظمة ستكون “عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال مثل الخدمات الصحية وحملات التلقيح ضد شلل الأطفال والحصبة والعمليات الجراحية للرضع والمساعدة الطبية العاجلة”.
حرب الأطفال والنساء:
وفي السياق ذاته، قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” الخيرية إن الأطفال السوريين قد يكونون أكبر ضحايا الصراع في بلدهم، مع تعرضهم لإطلاق النار والتعذيب والاغتصاب على مدى عامين من الثورة السورية.
وأضافت أن مليوني طفل يواجهون سوء التغذية والأمراض، والزواج المبكر للفتيات، والصدمات النفسية الحادة، مما يجعلهم ضحايا أبرياء لصراع دموي أزهق أرواح أكثر من سبعين ألف شخص.
ووصف المدير التنفيذي للمنظمة جوستن فورسيث -خلال زيارته لبنان الذي يحتضن مئات آلاف اللاجئين- ما يدور في سوريا بأنه “حرب النساء والأطفال… هم الضحية الأكبر فيها”.
وأشار تقرير المنظمة إلى بحث جديد أجري بين اللاجئين السوريين في تركيا، وجد أن واحدا من بين كل ثلاثة أطفال قال إنه تعرض للضرب أو أطلق الرصاص عليه.
وفرّ ملايين السوريين من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانا داخل البلاد أو إلى دول مجاورة، وتقول منظمة “أنقذوا الأطفال” إن ثمانين ألف شخص يعيشون في مخازن للحبوب ومرابض للسيارات وكهوف، وإن الأطفال يعانون للعثور على ما يكفيهم من الطعام.
ووُجهت اتهامات إلى كل من القوات الحكومية وقوات المعارضة باستهداف المدنيين وارتكاب جرائم حرب، ويقول لاجئون إن جنود الأسد يستهدفون الأطفال بشكل مباشر.
الاغتصاب والزواج:
وقال فورسيث إنه التقى طفلا أبلغه أنه كان في زنزانة بالسجن مع 150 شخصا، بينهم خمسون طفلا. وأضاف أنه كان يُؤخذ “خارج الزنزانة كل يوم ويوضع في عجلة عملاقة ويحرق بالسجائر، كان عمره 15 عاما”.
وتقول المنظمة إن جماعات مسلحة تستخدم -أيضا- بعض الفتية حمالين وناقلين للرسائل ودروعا بشرية، مما يجعلهم قريبين من خط الجبهة.
وقال فورسيث إن الاغتصاب يستخدم كوسيلة لعقاب الناس، مضيفا أن عدد الحالات التي يجري الإبلاغ عنها أقل من العدد الفعلي بسبب حساسية هذه المسألة خصوصا بين المجتمعات المحافظة.
ووفقا للتقرير، فإن الخوف من العنف الجنسي كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الأسر للفرار من منازلها.
وتتحدث المنظمة عن تقارير تفيد -أيضا- بقيام أسر بتزويج بناتهن في سن مبكرة، في محاولة لتقليل عدد الأفواه التي يتعين عليها إطعامها، أو على أمل أن يكون بمقدور الزوج تقديم قدر أكبر من الحماية من خطر العنف الجنسي.
وتعمل منظمة “أنقذوا الأطفال” في الدول المجاورة وداخل سوريا، لكن دمشق تقيد حركة وكالات الإغاثة، خصوصا في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.