قال مسؤول أممي إن أكثر من أربعة ملايين شخص داخل سوريا سيكونون بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة مطلع العام المقبل إذا استمر القتال على وضعه الحالي، بينما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن نحو 11 ألف لاجئ سوري عبروا الليلة قبل الماضية إلى ثلاث دول مجاورة في أكبر موجة لجوء منذ أشهر.
وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جون جينغ إنه إذا استمر القتال في سوريا بوتيرته الحالية فإن عدد السوريين الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية سيرتفع من مليونين ونصف مليون حاليا إلى أكثر من أربعة ملايين أوائل العام المقبل.
وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد أعلنت الجمعة أن حوالي 11 ألف سوري لجؤوا إلى البلدان المجاورة (9 آلاف منهم إلى تركيا، وألف إلى الأردن، وألف إلى لبنان) خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أضخم عملية لجوء “منذ فترة من الوقت”.
وأوضح المسؤول في المفوضية العليا بانوس مومتزيس -خلال كلمة في المنتدى الإنساني السادس حول سوريا بجنيف- أن العدد الإجمالي للاجئين في البلدان الأربعة المجاورة لسوريا (تركيا ولبنان والأردن والعراق) يفوق 408 آلاف شخص.
ومن جهته، قال منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للمفوضية رضوان نويصر إن خطط الاستجابة لاحتياجات اللاجئين السوريين ما زالت تفتقر بشدة إلى التمويل المطلوب، حيث تلقت تمويلا بنسبة 45 % بينما لم يبق سوى شهر ونصف فقط قبل نهاية دورة العمل الحالية.
وأضاف أن هناك تحديات كبيرة، منها الوصول إلى المحتاجين، مشيرا إلى أن هذا التحدي لا ينجم عن العوائق الإدارية ولكن عن انعدام الأمن، وتابع “ما دامت أطراف الصراع لا تحترم حياد ونزاهة العاملين في المجال الإنساني فسيظل الوصول صعباً”.
تركيا قلقة:
ومع دخول تسعة آلاف لاجئ إلى تركيا في يوم واحد، قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن هذه الموجة تمثل “مبعث قلق” لبلاده، مضيفا أن تحقيقا أوليا أظهر أن تركيا قد لا تكون لديها قدرة كافية لاستضافة كل الوافدين الجدد، ولكنها تحاول استيعابهم جميعا.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن معظم هؤلاء اللاجئين عبروا الحدود إلى إقليم سنليورفا هربا من القتال بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في بلدة رأس العين بمحافظة الحسكة.
وكان الجيش الحر قد سيطر على البلدة أمس الأول الخميس، لكن المجلس الكردي -وهو ائتلاف من أحزاب كردية معارضة للرئيس بشار الأسد- طالب الجيش الحر بمغادرة رأس العين، قائلا إن الاشتباكات وكذلك الخوف من التعرض للقصف من الجيش السوري دفعا معظم سكان البلدة البالغ عددهم خمسين ألفا إلى الفرار، مشيرا إلى أن محافظة الحسكة يجب أن تبقى منطقة آمنة لآلاف اللاجئين الذين فروا إليها من مناطق أخرى.
وتزامنت تلك الأنباء مع إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها عاجزة عن مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسوريا، حيث وصفت الوضع بأنه سيئ للغاية، مشيرة إلى أن أعدادا كبيرة من السوريين لا يتلقون المساعدات اللازمة.
وقال رئيس الصليب الأحمر بيتر مورير إن الوضع الإنساني هناك يزداد سوءا، رغم أن اللجنة تعمل مع الهلال الأحمر السوري.