العلاقات البرازيلية الإسرائيلية.. تحت شعار “المصلحة أولًا”
جمعت بين البرازيل والكيان الصهيوني (إسرائيل) مصالح كبيرة على المستوى الاقتصادي في الفترة الأخيرة، رصدتها أخر احصائيات بقيمة 1.12 مليار دولار بين العامين 2016 و2017، و قام الكيان الصهيوني بتصدير بضائع بما يقرب من 288 مليون دولار تقريبًا، كما عملت البرازيل من جهتها على توفير المناخ المناسب للشركات الإسرائلية هناك، ومحاولة الاستفادة من العلاقات المشتركة قدر المستطاع.
المحتويات
لقاءات تبحث سبل التعاون بينهم
التقى وزير الاقتصاد والصناعة ايلي كوهين، في القدس مع ماركوس فيريرا، وزير الصناعة والتجارة والخدمات في البرازيل، باحثين طرق تطوير المشاريع والمبادرات والتعاون الاقتصادي بين إسرائيل والبرازيل، وتم الإعلان عن إطلاق دعوة جديدة في إطار خطة التعاون في البحث والتطوير الصناعي، يمكن من خلالها للشركات الإسرائيلية والبرازيلية التقدم بطلبات لتمويل مشاريع البحث والتطوير المشتركة.
وأشار كوهين، أن “أسواق أمريكا الجنوبية والبرازيل بشكل خاص، تشكل تحديًا أمام الشركات الإسرائيلية وتفتح إمكانيات كبيرة أمام التعاون، اتفاقية التجارة من عام 2010 تجعل إسرائيل الدولة الوحيدة خارج أمريكا الجنوبية التي تتمتع بأفضلية خاصة في السوق البرازيلي وهذا الأمر إلى جانب الرغبة المتبادلة للدولتين بزيادة التعاون بينهما يشكلان قاعدة مهمة تنطلق منها الشركات الإسرائيلية”.
وتساعد وزارة الاقتصاد والصناعة الشركات الإسرائيلية على اختراق الأسواق الدولية من خلال إزالة العوائق وخلق الفرص التجارية وبناء العلاقات مع شركاء محتملين في الأسواق المستهدفة.
فتح أسواق جديدة أمام الشركات الإسرائيلية
في أعقاب قرار الحكومة من عام 2014 الهادف إلى تطوير وتوسيع العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وأمريكا الجنوبية، تستثمر وزارة الاقتصاد والصناعة بالبرازيل جهودا كبيرة لفتح هذا السوق أمام الشركات الإسرائيلية، ولهذا قامت الوزارة في السنوات الأخيرة إلى جانب أمور أخرى بافتتاح ممثليات جديدة لها في بوغوتا وريو دي جنيرو وليما وسنتياغو.
وشاركت عشرات الشركات الإسرائيلية في معارض محلية في المجالات المذكورة وحققت نجاحًا كبيرًا، ومن الفروع الأخرى التي تشكل فرصة أمام الشركات الإسرائيلية: الطاقة المتجددة، حلول في مجال النفط والغاز، الماء، الزراعة، التعليم وغيرها.
أرقام تكشف حجم الاستثمارات
بلغ التبادل التجاري بين إسرائيل والبرازيل عام 2016 حوالي 1.2 مليار دولار، صدّرت منها إسرائيل بضائع بقيمة 686 مليون دولار واستوردت ما قيمته 425 مليون دولار، في الأشهر كانون الثاني وحتى أيار 2017 صدّرت إسرائيل بضائع بقيمة 288 مليون دولار، وهو ارتفاع بنسبة 31% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي (معطيات وزارة الصناعة والتجارة البرازيلية). تصدير الخدمات من إسرائيل إلى البرازيل ارتفع بشكل منتظم في السنوات الأخيرة. وبحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية تم تسجيل صادرات بقيمة 154 مليون دولار في العام 2015.
صفقات تدور حول نقل السفارة للقدس المحتلة
وذكرت تقارير إسرائيلية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حاول خلال زيارته للبرازيل إقناع بولسونارو، بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وستقوم إسرائيل في المقابل بتزويد البرازيل بخبرات ومعلومات وعتاد في مجال الأمن الداخلي.
ونقلت صحيفة “هآرتس”، عن مسؤول سياسي إسرائيلي رافق نتنياهو في زيارته للبرازيل، قوله بإن إسرائيل بحثت مع لبولسونارو بيع البرازيل طائرات مسيرة صغيرة وكبيرة، وأن إسرائيل لن تقيد البرازيل باستخدام هذه الطائرات في المجال المدني، مثل الشرطة.
وقال المسؤول نفسه إنه “تحدث في البرازيل جرائم قتل أكثر من إسرائيل بثلاثين مرة”.
قلق الرئيس البرازيلي إزاء تأثر صادرات بلاده
كما أعرب الرئيس البرازيلي عن قلقه إزاء تأثر العلاقات بينه وبين الدول العربية مما قد يكون نتيجة لتأثر صادرات بلاده إلى الدول العربية والتي تقدر بمليارات الدولارات، وأنها قد تتعرض للضرر حال نقل السفارة إلى القدس، وقال بولسونارو، وفقًا لمزاعم مصدر القناة العاشرة، إن مسؤولين أمنيين برازيليين حذروه من أن نقل السفارة يمكن أن يؤدي إلى تنفيذ هجمات من قبل الجماعات الإسلامية ضد أهداف برازيلية.
وأشارت القناة إلى أن لبولسونارو أوضح أنه منذ قامت كلٌ من الولايات المتحدة وغواتيمالا بنقل سفارتيهما إلى القدس المحتلة، لم تنفذ ضدهما هجمات إرهابية من قبل “داعش” أو منظمات أخرى.
اقرأ/ي أيضًا: “البرازيل” بين علاقتها بالكيان الصهيوني ومكاسبها العربية
عذراً التعليقات مغلقة