تقدم إيران مساعدة كبيرة لبشار الأسد لمساعدته في قمع الثورة المناهضة لحكمه وتترواح بين أجهزة مراقبة عالية التقنية وبنادق وذخيرة وطائرات من دون طيار بحسب مسؤولين أمنيين أميركيين وأوروبيين.
لكن هؤلاء المسؤولين يقرون بأن المساعدة الإيرانية ليست السبب الرئيسي في بقاء النظام بعد أكثر من عام على اندلاع الثورة -التي خلفت أكثر من ثمانية آلاف قتيل- بل لأن الأسد لا يزال ممسكا “بقوة” بالنظام، إضافة إلى أن معارضيه غير منظمين مما قد يرجح استمراره في القبض على زمام السلطة لسنوات.
وقال المسؤولون -الذين كانوا يناقشون قضايا مخابراتية شريطة عدم الكشف عن أسمائهم- إن المساعدة الفنية التي تقدمها طهران لقوات النظام تشمل أجهزة مراقبة إلكترونية وتكنولوجيا مصممة لإعاقة جهود المحتجين في التواصل عبر وسائل الإعلام الاجتماعية وطائرات إيرانية الصنع بدون طيارين.
وفي هذا الصدد أشار مسؤول أميركي إلى أنه على مدار العام الماضي قدمت إيران لدمشق مساعدات أمنية لدعم الأسد كما زودته خلال الشهرين الماضيين “بمواد فتاكة” تشمل بنادق وذخيرة وغيرها من العتاد العسكري لمساعدته في إخماد الثورة.
وأضاف أن طهران قدمت لدمشق أجهزة مراقبة لمساعدة النظام في قمع المعارضة زودتها بتقنيات عن مراقبة الإنترنت وتعطيله، موضحا أن الجمهورية الإسلامية أعطت النظام طائرات من دون طيارين غير مزودة بأسلحة تستخدمها دمشق بجانب ما لديها من تكنولوجيا لمراقبة قوات المعارضة.
طائرات بدون طيارين:
وعن هذا كشف موقع (أفييشنست) المتخصص بالطيران أنه تم رصد طائرة بدون طيار إيرانية في سماء حمص، يطلق عليها الإيرانيون اسم (بهباد) وتعني طائرة تعمل بجهاز تحكم عن بعد.
بدوره بث موقع (جوينت) المتخصص أيضا صورة مأخوذة من فيديو لأحد الناشطين تظهر طائرة أخرى في سماء سوريا تبين بعد التدقيق أنها ليست من الطراز الأميركي. وتوقع الموقع أن تكون الطائرة من صناعة إيرانية.
ولكن اللافت -في حال صحته- ما أورده موقع (واي نت) الإسرائيلي من أن مصانع وزارة الدفاع السورية تصنع طائرات من دون طيار شبيهة بمثيلاتها الإيرانية، ملمحا إلى أن القوات السورية تستخدم النماذج المصنعة محليا من هذه الطائرات. إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن بعض هذه الطائرات تأتي مباشرة من إيران.
ولم تقتصر المساعدة الإيرانية للنظام السوري على السلاح والتكنولوجيا بل تعدتها إلى تقديم النصح والمشورة من قبل مسؤولين أمنيين عن سبل مواجهة المنشقين بحسب أحد المسؤولين الأميركيين، وأضاف أن بعض هؤلاء الأمنيين الإيرانيين بقوا في سوريا لتقديم النصح لقوات الأسد.
ومع أن الظاهر أن المساعدة الإيرانية المتعددة المحاور لسوريا ساعدت نظام الأسد في حملته الدموية والبقاء في السلطة بعد عام من الثورة فإن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين قالوا إن بقاء النظام السوري لا يعتمد بشكل كامل على استمرار المساعدة من طهران.
قوة الأسد:
ويتفق مسؤولون أميركيون في أن سيطرة الأسد لا تزال قوية ويرون أن معارضيه غير منظمين مما قد يرجح استمرار الرئيس السوري في القبض على زمام السلطة لسنوات.
وأكد مسؤول أميركي أنه بالنسبة للمستويات الحالية فإن المساعدة الإيرانية مهمة ولكنها “ليست عاملا مغيرا لقواعد اللعبة في الصراع ككل”.
بدوره لفت مسؤول أوروبي إلى أن الإيرانيين يزودون وكالات الأمن السورية بأجهزة وبرامج إلكترونية لمساعدتها في تعطيل جهود تنظيم احتجاجات داخل سوريا وجهود عناصر مناهضة للنظام لنشر رسائلها إلى مؤيديها خارج البلاد.
وقال المسؤولون إن سوريا حصلت أيضا على بعض تكنولوجيا المراقبة من موردين أوروبيين.
وتعد الجمهورية الإسلامية منذ عقود راعيا لسوريا التي ساعدت بدورها في نقل مساعدات وأسلحة لحزب الله في لبنان.
وخلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها عام 2009 والتي تعد أكبر احتجاجات عامة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في 1979 عطلت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الاجتماعي وشبكات الهواتف المحمولة.
ومع تنامي الاحتجاجات ضد حكم الأسد العام الماضي كانت الولايات المتحدة أول من أثار احتمال حصول النظام السوري على مساعدات من إيران لقمع الاحتجاجات
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في يونيو/حزيران عقوبات اقتصادية على اثنين من كبار مسؤولي الأمن الإيرانيين بزعم مساعدتهما النظام في قمع الاحتجاجات.