هاري «خليفة أمه» ليس فقط لأنه، حتى قبل صدور مذكراته، محل متابعة دائمة من وسائل الإعلام التي تستهويها متابعة تفاصيل حياة المشاهير، وإنما أيضاً لأنه مثل أمه لم يعرف أن ينسجم مع البيئة الصارمة في المؤسسة الملكية التي ينحدر منها، ووجد نفسه محمولاً على مغادرتها، بحثاً عن حريته.
عن علاقته مع جدته الملكة السابقة إليزابيث الثانية، أورد ذكريات لا يخلو بعضها من طرافة، بينها طلبه الإذن من الجدّة للسماح له بألا يحلق لحيته في حفل زفافه.
* * *
بقلم: حسن مدن
على النجل الثاني للملك البريطاني تشارلز، الأمير هاري، ينطبق وصف «خليفة أمه»، الأميرة الراحلة ديانا، التي كانت محطّ وسائل الإعلام في بريطانيا وخارجها؛ بل إن ملاحقة كاميرات الصحفيين لها كانت سبباً في وفاتها في حادث سير مروّع في باريس.
وهاري «خليفة أمه» ليس فقط لأنه، حتى قبل صدور مذكراته، محل متابعة دائمة من وسائل الإعلام التي تستهويها متابعة تفاصيل حياة المشاهير، وإنما أيضاً لأنه مثل أمه لم يعرف أن ينسجم مع البيئة الصارمة في المؤسسة الملكية التي ينحدر منها، ووجد نفسه محمولاً على مغادرتها، بحثاً عن حريته.
في كتاب مذكراته الذي وصفته دار النشر بأنه «واحد من عناوينها الأكثر طلباً منذ 10 أعوام»، قال هاري إنه بكى لمرة واحدة فقط عند وفاة والدته عام 1997، وإنه وشقيقه الأكبر الملك القادم الأمير ويليام، كانا غير قادرين على إظهار مشاعرهما أمام المعزّين خلال جنازة والدتهما، لكنه ذكر أنه لم يتمكن من تجاوز فقدانه والدته، وأنه أصيب ب«اضطراب ما بعد الصدمة». وربما يفسر هذا ما أشار إليه عن توسله إلى والده لكي لا يتزوج من كاميلا، كما أبدى امتعاضه، وهو يتحدث عن لقائه الأول هو وزوجته ميغان مع والده وكاميلا، كيف أنه عندما ترك قصر كلارنس هاوس، حوّلت كاميلا غرفة نومه إلى غرفة لملابسها، مضيفاً أنه حاول ألا يعير اهتماماً لذلك، لكنه لم يستطع.
عن علاقته مع جدته الملكة السابقة إليزابيث الثانية، أورد ذكريات لا يخلو بعضها من طرافة، بينها طلبه الإذن من الجدّة للسماح له بألا يحلق لحيته في حفل زفافه، مشيراً إلى أن خطيبته لم تشاهده بدون لحية سابقاً، ولم يكن يريد أن تصل إلى الممر وتُفاجأ برؤية شخص غريب تماماً، وكيف أن الجدة تفهّمت طلبه ولم تعترض، خاصة أنها تذكرت أن «زوجها أيضاً كان يحب أن يطلق لحيته بين الحين والآخر».
ولم يخل آخر لقاء جمعه مع الجدة من طرائف أيضاً، حيث أشار إلى أن بعض ما جرى حوله الحديث معها، موضوع الجفاف الذي يؤثر في المملكة المتحدة، وحين مناقشة حالة العشب في الفيلّا التي كان يقيم فيها مع زوجته ميغان، جعل الجدّة تضحك حين قال لها إن العشب فيها «يشبه عشب قمة رأسي يا جدتي، صلع وبقع بنيّة».
*حسن مدن كاتب صحفي بحريني
المصدر: الخليج – أبو ظبي
موضوعات تهمك: