يهود أميركا يهددون حكومة نتنياهو-سموتريتس-بن غفير بمظاهرات أم السفارة الإسرائيلية في واشنطن.
معطيا قوة دفع جديدة لدعوات المقاطعة والملاحقة لقادة الاحتلال على جرائمهم في فلسطين كما يُفقِد التطبيع زخمه بالعالم العربي والاسلامي.
المواجهة والتصعيد بين يهود أميركا والحكومة الفاشية بالكيان الصهيوني تطور يعكس شرخا داخل الكيان الصهيوني يمتد أثره ليهود أوروبا والعالم.
برز تحدي يهود أميركا ليغدو مدخلا مهما في تقديرات أمنية دعت الى احتواء التحولات في اميركا خوصا بعد انتخابات الكونغرس في نوفمبر الفائت.
هدد مجتمعون بسفارة إسرائيل بواشنطن بـ”إرسال مئات الأشخاص بطائرات إلى الكيان للتظاهر في القدس” احتجاجا على إمكانية إجراء تعديلات على “قانون العودة” و”قانون التهود” واستهداف الشواذ!
* * *
بقلم: حازم عياد
هدد أميركيون يهود حكومة الاحتلال بمظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن للاحتجاج ضد الحكومة التي تضم في اركانها بتسلئيل سموتريتش عن حزب الصهيونية الدينية وإيتمار بن غفير عن حزب عظمة يهودية وحزب”نوعام” آفي ماعوز.
لا يقتصر التهديد الخروج في تظاهرات في واشنطن اذ حذر المجتمعون في السفارة الاسرائيلية بواشنطن وفق ما نقل تقرير نشره موقع “واللا” الإلكتروني الإسرائيلي وموقع “أكسيوس” الأميركي وعدد من المواقع العربية “من ارسال مئات الأشخاص بطائرات إلى الكيان المحتل للتظاهر في القدس”؛ احتجاجا على إمكانية إجراء تعديلات على “قانون العودة” و”قانون التهود” واستهداف الشواذ من قبل زعيم حزب ” نوعام”.
لن يتظاهروا دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني ولكن المزاج العام بين يهود أميركا خصوصا الشباب بات أقل تقبلا للاحتلال ودولته على أرض فلسطين؛ وأقل حماسة لدعمها واسنادها؛ تحدي يتعاظم يوما بعد الآخر؛ ليضيف بعدا جديدا في الزمان و المكان للتحديات التي يواجهها الاحتلال؛ فبعد تعاظم مقاومة الشعب الفلسطيني في أراض 1948 في الاعوام 2021 و2022 الذي عالجته التقارير الامنية وتقارير مراكز البحوث في الكيان وعلى راسها معهد الامن القومي في جامعة تل ابيب في تقريرها بداية العام الحالي 2022؛ برز تحدي يهود اميركا ليتحول الى مدخل مهم في التقديرات الامنية التي دعت الى احتواء التحولات في اميركا خوصا بعد انتخابات الكونغرس في نوفمبر تشرين الثاني الفائت.
يهود أميركا تحدي جديد للكيان الصهيوني سيشغل مؤسساته السياسية وخصوصا وزارة الخارجية للاعوام المقبلة؛ ورغم التوصيات التي قدمتها تقديرات سابقة في معهد دراسات الأمن القومي ( INSS) لاحتواء الظاهرة وتجنب الصدام مع المجتمع اليهودي في اميركا وضرورة التعايش مع هذه التحولات؛ الا ان يهود أميركا ذاهبون نحو الصدام والمواجهة ورفض الاحتواء من خلال التهديد بتنظيم الاحتجاجات امام سفارة الاحتلال في واشنطن ونقلها الى الكيان الاسرائيلي في القدس؛ بحسب ما كشفت المصادر سابقة الذكر والتي قالت ان اجتماع السفارة في واشنطن اتسم بالتوتر.
لقاء مندوبون المنظمات من التيار المركزي لليهود في الولايات المتحدة جاء بدعوة من رئيسة دائرة “الشتات” في وزارة الخارجية الإسرائيلية، شولي دافيدوفيتش قبل اسبوعين في محاولة لاستباق و احتواء تداعيات تشكيل الحكومة الفاشية السادسة لنتنياهو؛ الا ان النتائج كانت صادمة بحسب ما سربت وسائل الاعلام الاسرائيلية.
المواجهة والتصعيد المحتمل بين يهود أميركا والحكومة الفاشية في الكيان الصهيوني تحتاج لقراءة معمقة للبحث في كيفية التعامل عربي وفلسطينيا مع هذا التطور الذي يعكس شرخا مجتمعيا داخل الكيان الصهيوني بابعاده القانونية والسياسية والتي يمتد اثرها إلى يهود أوروبا وأنحاء مختلفة من العالم؛ معطيا قوة دفع جديدة لدعوات المقاطعة والملاحقة لقادة الاحتلال على جرائمهم في فلسطين كما يفقد التطبيع زخمه في العالم العربي والاسلامي.
*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: