ذات الموقف كانت قد اتخذته عشيرة الدلابيح، حيث رفضت كذلك تقبل عزاء الحكومة في ابنها.
“ما حدث من قتل لابننا الشهيد ما هو إلا انعكاس لسوء إدارة المشهد من قبل الحكومات المتعاقبة على الأردن”.
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
في موقف نادر ولافت، رفضت عشيرة الشهيد إبراهيم الشقارين الذي قضى في مداهمة لقاتل الشهيد عبد الرزاق الدلابيح في الحسينية بمعان تقبل العزاء من الحكومة، وأعلنت في بيان أنه “غير مرحب بكائن من كان من الحكومة والوزراء والأعيان والنواب لتقديم واجب العزاء في مصابنا”.
ذات الموقف كانت قد اتخذته عشيرة الدلابيح، حيث رفضت كذلك تقبل عزاء الحكومة في ابنها.
العشيرتان حَمَّلتا الحكومة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلد، وقالت عشيرة الشقارين في بيانها إن “ما حدث من قتل لابننا الشهيد ما هو إلا انعكاس لسوء إدارة المشهد من قبل الحكومات المتعاقبة على الأردن”.
قد تفسر تلك البيانات والتصريحات الغاضبة بأنها مجرد ردة فعل سريعة وارتجالية على الخبر الصادم الذي تلقوه، وربما يتم لاحقًا التراجع عنها.
ربما يكون التفسير صحيحا، لكن هذا التفسير يتجاهل أن ردة الفعل العفوية والارتجالية تعبر عن مكنون النفس، أكثر مما تعبر عنه ردود الفعل المحسوبة.
ولذلك يمكن القول بأن ذلك التفسير يتجاهل كم التغيرات التي حصلت على المشهد المحلي والعشائري على وجه الخصوص، طيلة السنوات الماضية.
إن تحميل المسؤولية للحكومة يعني أن الحكومات لم تعد قادرة على التعامل مع المشهد الداخلي، أما لماذا؟ فليس هنا مجال الإجابة عنه.
عدم الثقة بالحكومات لم يعد مجرد تخمين؛ فكافة استطلاعات الرأي التي يجريها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية يشير إلى ذلك.
الحكومات بشكلها الحالي يبدو أنها لم تعد مقنعة للشارع، وما تحمله بيانات العشائر السالفة الذكر هو أن غياب الحكومات وضعف أدواتها السياسية دفع بالأجهزة الأمنية إلى واجهة الأحداث، ما أدى إلى تلك الخسائر الفادحة بأرواح شبابنا من الأجهزة الأمنية.
* عبدالله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: