يبدو أن الحكومة في الأردن عاجزة عن قراءة المزاج الشعبي، أو أنها لا تريد ذلك.
هناك احتمالان؛ الأول أن رئيس الحكومة الغائب في السعودية، ولا ندري إن كان عاد أم لا، يرفض ما توصل له الاجتماع النيابي الحكومي الذي عقد أول أمس. والثاني أن هناك من خارج الحكومة من يضغط باتجاه عدم التجاوب.
هذا الارتفاع لا علاقة له بالأزمات الدولية، بل بإدارة الحكومة للملف وإصرارها على زيادة إيرادات الخزينة من هذا البند.
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
يبدو أن الحكومة في الأردن عاجزة عن قراءة المزاج الشعبي، أو أنها لا تريد ذلك.
حتى هذه اللحظة لم تجب الحكومة على اقتراحات اللجنة النيابية لحل أزمة إضراب الشاحنات، وهي إن لم تفعل ذلك فإنها تكون قد ألقت بأحد أهم دفاعاتها في وجه الأزمة وهو مجلس النواب، إذ سيجد النواب أنفسهم في حرج كبير، وسيضطرون إلى تصعيد مواقفهم تجاه الحكومة وتفعيل مذكرة حجب الثقة، وإلا فإنهم سيواجهون هجوما شعبيا شرسا.
أمام تأخر أو تلكؤ الحكومة تجاه إيجاد حل للأزمة احتمالان؛ الأول أن رئيس الحكومة الغائب في السعودية، ولا ندري إن كان عاد أم لا، يرفض ما توصل له الاجتماع النيابي الحكومي الذي عقد أمس. والثاني أن هناك من خارج الحكومة من يضغط باتجاه عدم التجاوب.
وبعيدا عن كل تلك الاحتمالات، فإن عدم الرد الحكومي، حتى اللحظة، سينظر له وكأنه إدارة ظهر لمطالب المضربين، وهي بالمناسبة مطالب تحظى بتأييد شعبي واسع، بل واستخفاف بالأزمة التي تؤرق كل القطاعات، ما يعني أن احتمالية تصاعد الأزمة ودخولها في أطوار جديدة أمر وارد جدا، وقد رأينا نذر ذلك في الإضراب الذي نفذه التجار في معان وانتقلت شرارته بسرعة إلى أكثر من منطقة في الجنوب.
ما لا تدركه الحكومة هو أن المزاج الشعبي غاضب من الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، وهو يعتقد أن هذا الارتفاع لا علاقة له بالأزمات الدولية، بل بإدارة الحكومة للملف وإصرارها على زيادة إيرادات الخزينة من هذا البند.
هذا المزاج الشعبي يؤيد مطالب المضربين ومستعد أن يصعد، وما حصل في معان والكرك ومادبا يمكن أن يكون مجرد بداية فقط.
* عبدالله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: