لماذا يصر سياسيون بالغرب خاصة بريطانيا وأمريكا على تقزيم مواقعهم في خدمة السياسة الإسرائيلية والدفاع عن جرائم الاحتلال؟
سوناك ومكارثي وجهان سيئان لسياسة الغرب تجاه فلسطين وتجاهل عنصري لجرائم الاحتلال بفلسطين ولممارسات زعران الاستيطان.
ريشي سوناك يتعهد بعرقلة المساعي الفلسطينية للحصول على رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة.
زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي بإطلاقه وعدا بإقالة عضو الكونغرس إلهان عمر من مقعدها في لجنة الشؤون الخارجية إذا أصبح رئيسا لمجلس النواب.
* * *
بقلم: علي سعادة
لا تفهم لماذا يصر بعض السياسيين في الغرب وتحديدا في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية على تقزيم مناصبهم وتحويل أنفسهم إلى موظفين صغار في خدمة السياسة الإسرائيلية، والدفاع عن جرائم الاحتلال اليومية دون أي مراعاة للمعاناة وكارثة فلسطين وكأنهم لا يرون بشرا في فلسطين.
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتعهد بعرقلة المساعي الفلسطينية للحصول على رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة.
سوناك وقف ليقدم شهادة حسن سلوك في الاجتماع السنوي لما يسمى “أصدقاء إسرائيل من المحافظين”، حيث لفت إلى أنه سيزور دولة الاحتلال العام المقبل، مشيدا في الوقت ذاته بمواقف أسلافه تيريزا ماي وبوريس جونسون وليز تراس، بشأن ما وصفه بـ”التحيز ضد إسرائيل”، متعهدا بمواصلة الموقف ذاته.
وعلى نفس الخط ونفس اللحن، يغني زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي بإطلاقه وعدا بإقالة عضو الكونغرس إلهان عمر من مقعدها في لجنة الشؤون الخارجية إذا أصبح رئيسا لمجلس النواب.
ولأن تعهده بدا ممجوجا ومستفزا وينم على تعصب ظاهر وسوء فهم لمنصبه فقد انتقدت ثماني منظمات يهودية ليبرالية ما قاله مكارثي.
مكارثي قدم أيضا شهادة حسن سلوك أمام اللجنة اليهودية الجمهورية، حيث أكد أنه “لم ينس ما قالته إلهان عنه وعن إسرائيل.. لقد وعدت العام الماضي بأنها لن تكون في الشؤون الخارجية وسأفي بذلك”.
تزلف ونفاق أثار حتى حفيظة اليهود أنفسهم، حيث بدا مكارثي ملكيا أكثر من الملك، كما يقولون، وقالت المنظمات اليهودية في بيان مشترك: “قد لا نتفق مع بعض آراء عضو الكونغرس إلهان عمر، لكننا نرفض رفضا قاطعا إقصاءها من اللجنة”.
وعارضت إلهان عمر المساعدات العسكرية الأمريكية لـ”إسرائيل”، وانتقدت الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للضفة الغربية.
وأشارت المنظمات اليهودية إلى وعد لمكارثي بتجريد النائبين آدم شيف، وإريك سوالويل من منصبيهما في لجنة الاستخبارات.
وقالت إن “تهديداته ضد تعيينات المشرعين الديمقراطيين البارزين هي لأغراض سياسية بحتة. ومن الواضح أن هذه التعهدات تحركها الحزبية وليس المبادئ “.
كيفن مكارثي، وهو جمهوري من ولاية كاليفورنيا، يعد أحد أكبر المتنافسين على منصب رئيس مجلس النواب.
وفي تشرين الثاني الماضي جددت إلهان عمر هجومها على كيفن مكارثي، بسبب تأكيده لوعده بإقصائها من لجنة الخارجية، واصفة هجومه عليها بأنه “رهاب من الأجانب” و”كراهية تجاه المسلمين”.
وقالت إلهان عمر عبر حسابها على “تويتر”: “لم يقل كيفن مكارثي كلمة واحدة عن رئيسه دونالد ترامب الذي تناول العشاء مع معادي السامية والفاشي نيك فوينتيس، أو عن انضمام مارغوري تايلور غرين إلى فوينتيس في مؤتمر، إنه لا يهتم قليلًا بسلامة اليهود أو بأي أقلية دينية في بلدنا”.
سوناك ومكارثي وجهان سيئان للسياسة الغربية تجاه فلسطين وتجاهل عنصري لجميع جرائم الاحتلال اليومية في فلسطين وللممارسات زعران الاستيطان وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: