تصنيع الكبتاغون وتهريبه والاتجار به بات مصدر دخل رئيسياً للنظام السوري ولتأمين القطع النادر بصفة خاصة.
رعاية التهريب وتسهيله وحمايته تتورط فيه الفرقة الرابعة التي يقودها عملياً ماهر الأسد الشقيق الأصغر لرئيس النظام السوري.
النظام السوري الذي استباح سوريا شعباً وأرضاً وعمراناً، ولم يتورع عن استخدام كل أسلحة الدمار والإبادة بما في ذلك الكيميائية والجرثومية، لن يجد رادعاً يحول دون تلويث البلد وتسميم الجوار العربي والأجنبي في إطار بحثه المحموم عن تأمين الموارد المالية اللازمة لتغذية الاستبداد وتمكين الفساد.
****
أعلن الجيش الأردني أن قوات حرس الحدود تمكنت من إحباط عملية تهريب مصدرها الأراضي السورية، تحتوي أكثر من 3 ملايين حبة كبتاغون و8773 «كف» حشيش وزن الواحد منه 200 غرام من المادة المخدرة. وفي أواسط شباط/ فبراير الماضي كانت السلطات الأردنية قد ضبطت كمية أكبر من المخدرات، لتبلغ محاولات التهريب أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون هذا العام، بما يزيد عن الكميات التي ضُبطت خلال سنة 2021.
وبالتزامن كان مجلس النواب الأمريكي قد صوت على قانون ميزانية الدفاع الوطني للسنة المالية المقبلة، والذي تضمن بنداً يخصّ «تعطيل وتفكيك شبكات إنتاج المخدرات والاتجار بها» المرتبطة بالنظام السوري كما جاء في المشروع، وتكليف وزارات الدفاع والخارجية والخزانة، مع إدارة مكافحة المخدرات ومكتب المخابرات الوطنية، والوكالات الفيدرالية الأخرى بتنفيذ القرار. وكان النائب في الكونغرس فرينش هيل قد قال عبر بيان صحافي: «أنا فخور بهذا الإنجاز، وسأواصل العمل بلا كلل لمنع نظام الأسد من تعزيز نفوذه عبر نشر الكبتاغون دولياً».
وليست جديدة المعلومات التي صدرت عن جهات إعلامية ومراكز أبحاث ذات مصداقية، وأجمعت على أن تصنيع الكبتاغون وتهريبه والاتجار به بات مصدر دخل رئيسياً للنظام السوري ولتأمين القطع النادر بصفة خاصة. وأوضح تحقيق مطول لوكالة «فرانس برس» أن صادرات سوريا من الكبتاغون تجاوزت قيمة كامل صادرات البلاد القانونية، وأن كمية الحبوب التي ضُبطت في الأردن وبعض دول الخليج وتركيا وأوروبا تجاوزت 400 مليون حبة كبتاغون، والعوائد حسب تقديرات صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بلغت 5.7 مليار دولار خلال العام 2021 فقط.
وصحيح أن عمليات التهريب والاتجار تتولاها مجموعات لبنانية وعراقية وتركية إلى جانب الشبكات السورية، إلا أن تصنيع الكبتاغون يجري بصفة أساسية في سوريا وتحت إشراف جهات متنفذة وقريبة من النظام، وتفصّل تقارير فرنسية وألمانية، في وسائل إعلام مثل «لوموند» و«ميديا بارت» و«فيغارو» و«دير شبيغل»، دوراً مباشراً في رعاية التهريب وتسهيله وحمايته تتورط فيه الفرقة الرابعة التي يقودها عملياً ماهر الأسد الشقيق الأصغر لرئيس النظام السوري.
وقد يكون الأخطر من هذا أن تصنيع الكبتاغون في الداخل السوري يزيد من نطاق الإدمان على المخدرات في أوساط الشباب السوري من جهة أولى، كما يحرض على اللجوء إلى بدائل مخدرة ومهلوسة من المواد والعقاقير التي تنتجها شركات الأدوية التابعة للنظام، مثل الترامادول ومشتقاته، هذا عدا عن حقيقة أن ديثيل الأثير الذي تستورده مصانع الأدوية يدخل مباشرة في تصنيع الكبتاغون.
والنظام السوري الذي استباح سوريا شعباً وأرضاً وعمراناً، ولم يتورع عن استخدام كل أسلحة الدمار والإبادة بما في ذلك الكيميائية والجرثومية، لن يجد رادعاً يحول دون تلويث البلد وتسميم الجوار العربي والأجنبي في إطار بحثه المحموم عن تأمين الموارد المالية اللازمة لتغذية الاستبداد وتمكين الفساد، وكل هذا في سياق من تجويع الشعب السوري وتشريد السوريين والتمرغ أكثر فأكثر في إسار التبعية للراعي الإيراني والروسي، والسكوت المذل عن احتلالات شتى في طول البلاد وعرضها.
المصدر: القدس العربي
موضوعات تهمك:
بين الكبتاغون والميليشيات.. ماذا وراء “انقلاب” موقف الأردن تجاه إيران؟