نتنياهو لا يملك حلولاً يقدمها لحلفائه بأوروبا وأمريكا أو شركائه في المنطقة.
تركيز نتنياهو سينصب على تجنب توسع المواجهة والتصعيد في الضفة الغربية وغزة والاقليم.
وحل الائتلاف الحاكم الذي غرق فيه نتنياهو سيتحول إلى شلل سياسي، ومستنقع انتخابي وحكومي إسرائيلي لا قاع له!
شنّ “حملة عسكرية في الضفة الغربية لمواجهة عمليات المقاومة، سيفضي فقط إلى انفجار أوسع لا يخدم مصالح إسرائيل”.
وصفة نتنياهو لن تمنع التصعيد بالضفة الغربية، ولن تجنب حكومته العزلة التي ستعاني منها إقليميا ودولياً.. المهم أن لا تمتد أيادي عربية لسحبه من المستنقع.
عملية القدس المزدوجة أعادت الجدل بقوة لمستقبل الاوضاع الامنية والعلاقة المقبلة مع السلطة الفلسطينية، في ظل تآكل نفوذ ومكانة السلطة في رام الله.
* * *
بقلم: حازم عياد
توقع الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تامير هايمان أن “تواجه إسرائيل خطر اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، لم يسبق لها مثيل”، مشيرا إلى حالة التذمر الكبيرة في صفوف “شبيبة حركة فتح” من أداء السلطة والتنسيق الامني.
وقال هايمان، المدير الحالي لمركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، في تحليل نشره موقع القناة 12 العبرية، اليوم السبت، إن “الشباب الفلسطيني الذي ينتمي إلى حركة فتح تحديداً، هم الأكثر صخباً في توجيه الانتقادات لأداء أجهزة السلطة الأمنية”، معتبراً أن “هذا الواقع أفضى إلى ولادة تنظيمات مسلحة مستقلة، مثل مجموعة عرين الأسود (مجموعات مقاتلة شمال الضفة)”.
في مقابل ذلك؛ توقع رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) الأسبق، عامي أيالون، أمس الجمعة، أن البلاد، والضفة الغربية، والقدس بشكل خاص، تتجه إلى تصعيد أمني خطير وأوسع من الوضع الحالي، وتطرق إلى عملية التفجير المزدوجة في القدس أول من أمس، وفشل الشاباك في منعها.
أيالون في حديثة لإذاعة 103FM عارض هايمان في توصيفه للقادم، إذ قال “إننا في حالة تصعيد. وينبغي أن ندرك الاتجاه، وباعتقادي أننا نتجه إلى تصعيد كبير جداً، ولا أعلم إذا كان ينبغي تسمية ذلك انتفاضة، فالانتفاضة هي هبة شعبية، وهي ليست عنفاً بلا خلفية. والوضع ليس بهذا الشكل حالياً”.
وفي الوقت الذي أكد فيه رئيس الشاباك السابق أيالون حتمية شن عمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية؛ فإن هايمان رئيس جهاز “أمان” السابق التابع للجيش؛ حذر من أن شنّ “حملة عسكرية في الضفة الغربية لمواجهة عمليات المقاومة، سيفضي فقط إلى انفجار أوسع لا يخدم مصالح إسرائيل”.
المسؤولون الأمنيون السابقون والحاليون يؤكدون أن الضفة الغربية مقبلة على مواجهة وتصعيد غير مسبوق؛ فهي خلاصة التقدير الذي قدمه ورنين بار رئيس الشاباك الحالي لرئيس الحكومة الملف بنيامين نتنياهو الاسبوع الفائت، إذ قدم ملخصاً لا يبدو أن نتنياهو أولاه كبير اهتمام؛ إلا أن عملية القدس المزدوجة التي تبعت اللقاء الذي جمعه بـ”بار” أعادت الجدل بقوة لمستقبل الاوضاع الامنية والعلاقة المقبلة مع السلطة الفلسطينية، في ظل تآكل نفوذ ومكانة السلطة في رام الله.
نتنياهو ورغم التحذيرات، ورغم الوقائع اليومية على الأرض؛ غارق في وحل الحكومة، خصوصاً بعد توقيعه على اتفاق مع ايتمار بن غفير زعيم حزب (قوة اليهود) اليميني، يفضي إلى تعيينه وزيرا للأمن الداخلي بصلاحيات تتيح له تشكيل مليشيا للمستوطنين والاشراف عليها مباشرة، معتبرا الاتفاق تنازلاً مناسباً للضغط على سموتيرتش زعيم حزب الصهيونية الدينية الذي يطالب بوزارة الدفاع، فعملة الحكومة الاسرائيلية ذاتها على الوجهين، سواء كانت سموتريتش أو بن غفير.
وحل الائتلاف الحاكم الذي غرق فيه نتنياهو سيتحول إلى شلل سياسي، ومستنقع انتخابي وحكومي إسرائيلي لا قاع له، فنتنياهو لا يملك حلولاً يقدمها لحلفائه في أوروبا وأمريكا أو شركائه في المنطقة، وجل تركيزه سينصب على تجنب توسع المواجهة والتصعيد في الضفة الغربية إلى قطاع غزة والاقليم، وهي وصفة لن تمنع التصعيد في الضفة الغربية، ولن تجنب حكومته العزلة التي ستعاني منها إقليميا ودولياً.. المهم بعد ذلك كله أن لا تمتد الايادي العربية لسحبه من هذا المستنقع.
*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: