لا خيار سوى استخدام أكوام صناديق الذخيرة التي خلفتها القوات الروسية المنسحبة حطباً للتدفئة هذا الشتاء.
“الحصول على ما يكفي من الخشب المقطّع أصعب شيء. هناك طابور كبير للحصول على الخشب الذي تبرع به متطوعون”.
“بكيت كثيراً. هذا المكان السادس الذي ننتقل إليه (خلال الحرب). يبدو أن الحرب تطاردنا في كل مكان نذهب إليه”.
تعرّضت القرية للقصف قبل أن يقتحم جنود مشاة ودبابات المنطقة، فيما كانت تتقدّم القوات الروسية إلى الجنوب من إيزيوم خلال الأيام الأولى من الغزو.
* * *
مع انخفاض درجات الحرارة في شرق أوكرانيا، يقول سيرغي خميل إنه لا خيار أمامه سوى استخدام أكوام صناديق الذخيرة التي خلفتها القوات الروسية المنسحبة حطباً للتدفئة هذا الشتاء.
يقول خميل إنه دون الخشب، سيتجمد على الأرجح وسط أنقاض قريته كاميانكا المدمرة.
ويوضح أن “الحصول على ما يكفي من الخشب المقطّع أصعب شيء. هناك طابور كبير للحصول على الخشب الذي تبرع به متطوعون”.
مع انهيار جزء كبير من منزله بسبب القصف، ما زال خميل يعمل من أجل تحويل مطبخه الصيفي إلى مكان إقامة شتوي موقت، مع ملئه ببطانيات وصناديق ذخيرة فارغة وفرن جُمع من أغلفة قذائف روسية.
ويضيف خميل: “أحتاج إلى تغطية الجدران بطبقة أخرى من المواد العازلة”، معرباً عن أمله في أن يتمكّن من استخدامها للبقاء خلال الشتاء.
في مارس/ آذار، تعرّضت القرية للقصف قبل أن يقتحم جنود مشاة ودبابات المنطقة، فيما كانت تتقدّم القوات الروسية إلى الجنوب من إيزيوم خلال الأيام الأولى من الغزو.
وبعد احتلال المنطقة، استقر الروس فيها. استولوا على المباني ونهبوا المنازل وسرقوا زجاجات الكحول وقادوا في حالة سكر، بحسب السكان.
ويقول فولوديمير تسيبوليا (53 عاماً)، وهو أحد السكان، خلال استراحة قصيرة من إصلاح سقف منزل شقيقته: “بدأوا اقتحام مواقف السيارات والمنازل والاحتفال وهم في حالة سكر طوال الليل”.
ويتابع: “اعتادوا إلقاء القنابل من أجل المتعة. أتيت إلى منزلي ووجدت حمامي مدمّراً بقنبلة يدوية”.
واستمر ذلك لأشهر عدة، حتى أدى هجوم خاطف شنته القوات الأوكرانية في سبتمبر/ أيلول إلى تدمير الجناح الشمالي الشرقي للجيش الروسي، ما أدى إلى هزيمة قواته وإرسالها إلى الشرق.
بعد انسحاب الجيش الروسي، تركت مجموعة من القرى المدمرة في حالة خراب، بما فيها كاميانكا في ضواحي إيزيوم.
في الأسابيع التي تلت استعادة السيطرة على المنطقة، سارع المسؤولون الأوكرانيون لإصلاح الضرر، فيما اكتشفوا مقابر جماعية وقيّموا الأضرار التي لحقت بالأراضي المحتلة سابقاً.
صرخة أوكراني: الحرب تلاحقنا
يقول نائب رئيس بلدية إيزيوم، ميخايلو إشيوك، إن الوضع مأسوي مع اقتراب فصل الشتاء، مع تدمير 30 إلى 40 في المئة من أسطح المنازل في المدينة بسبب القتال.
وأدى نقص مواد البناء والمعدات واليد العاملة إلى جعل الإصلاحات الضرورية أمراً غير ممكن مع حلول البرد، ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الأيام المقبلة.
ويقر ميخايلو إشيوك بأن الوضع في كاميانكا أسوأ. فهناك تقريباً كل أسطح المنازل والمباني البالغ عددها 550 في القرية تضررت أو دمرت بالكامل. ويضيف: “نحن نراقب الوضع من كثب”.
ويشير إلى الزيادة في انقطاع الكهرباء عقب سلسلة الهجمات الروسية على منشآت البنى التحتية في كل أنحاء أوكرانيا، التي تركت إيزيوم والمناطق المحيطة بها من دون كهرباء وتدفئة بشكل متزايد.
في كاميانكا، تتحدّث ليوبوف بيريبيليستيا عن الأهوال التي واجهتها في أثناء الاحتلال الروسي، وعن مخاوفها بشأن الشتاء المقبل.
وتقول هذه المرأة البالغة 65 عاماً وهي تبكي فيما تتحدث عن تدمير منزلها ونهب ممتلكاتها الثمينة: “نهبوا كل شيء حرفياً. إنه تصرّف مشين”.
غادر معظم سكان القرية البالغ عددهم 1200 نسمة المنطقة، لكن بيريبيليستيا وزوجها المريض سينضمّان إلى بضع عشرات آخرين قرروا تمضية الشتاء في كاميانكا، مهما حدث.
وتقول بيريبيليستيا: “بكيت كثيراً. هذا المكان السادس الذي ننتقل إليه (خلال الحرب). يبدو أن الحرب تطاردنا في كل مكان نذهب إليه”.
وتضيف: “لا أعرف كيف سنخرج من هذا الوضع. لا أعرف”.
المصدر: فرانس برس
موضوعات تهمك: