أثبتت المحاولات الإسرائيلية فشلها في الوصول إلى مشجعين في قطر.
النتيجة المستخلصة من قطر، باستخدام مصطلحات الرياضة: فلسطين (1) حملة تطبيع إسرائيل (0).
تنوّعت أشكال رفض الاستفزاز الإعلامي الإسرائيلي للمشجعين، ولكن بعضها كان ذا دلالة رمزية كبيرة!
حاولت إسرائيل إثبات ما لا يمكن إثباته: جماهير العرب المتواجدة سترحب بالإعلام الإسرائيلي وترد على أسئلته، كإعلام أي دولة «طبيعية» أخرى.
أسقط في يد بعض الصحافيين الإسرائيليين فاستشاطوا غضبا من مواقف الناس، معتبرين أن المشكلة هي في تلك الجماهير، وليس في تمثيلهم لإسرائيل.
* * *
توازت الحملة الشديدة في الإعلام الإسرائيلي ضد استضافة قطر لبطولة كأس العالم في كرة القدم (المونديال)، مع حملة أخرى تستغل السماح لحاملي الجنسية الإسرائيلية بدخول البلاد لمتابعة الفعالية الرياضية لإثبات أمر لا يمكن إثباته، وهو أن الجماهير العربية المتواجدة سترحب بوجود إعلام إسرائيلي وتشارك في الرد على أسئلته، كما لو كان إعلاما لأي دولة «طبيعية» أخرى.
انبنت تلك المحاولات، على ما يظهر، على فرضية مستقاة من الأمثلة التي حصلت في بلدان عربية أخرى احتفلت بالتطبيع مع إسرائيل، كما هو الحال في الإمارات، لكن تلك المحاولات أثبتت فشلها في الوصول إلى مشجعين في قطر. وقد تكررت الواقعة مرات كثيرة حتى أسقط في يد بعض الصحافيين الإسرائيليين فاستشاطوا غضبا من مواقف الناس، معتبرين أن المشكلة هي في تلك الجماهير، وليس في تمثيلهم لإسرائيل.
من المثير للسخرية، حقّا، أن الحملة الإسرائيلية المطالبة بعدم السفر إلى مونديال قطر، استخدمت مفردات حقوق الإنسان، واتهام الدوحة بصفقات «مشكوك فيها»، وأنها «تستخدم الرياضة والإعلام لتبييض صورتها»، وأنها تدعم «منظمات إرهابية»، مثل «حماس»!
رغم أن إسرائيل، هي دولة احتلال، تنهب أراضي الفلسطينيين، وتنتهك حقوق رجالهم ونسائهم وأطفالهم، وأن العديد من زعمائها صدرت بحقهم أحكام بجرائم فساد واغتصاب ورشاوى، في محاكم إسرائيل نفسها، وأن الأمم المتحدة، أعلنت ارتكاب إسرائيل (وليس قطر) جرائم حرب.
حين يتعلق الأمر بالرياضة، تعتبر إسرائيل أنموذجا في العنصرية، ويكفي التذكير بوجود فرق رياضية إسرائيلية مثل «بيتار القدس»، الذي يعتبر «أكبر ناد عنصري في العالم»، ضد العرب والمسلمين، على مستوى لاعبيه ومشجعيه، إلى درجة أن مهاجما فيه سجّل مرة هدف التقدم لصالح الفريق، لكن الجمهور بدأ مغادرة الملعب احتجاجا على تسجيل «لاعب مسلم» هدفا لصالح «الفريق اليهودي»، في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ كرة القدم!
وكان ذلك هو الموسم الأول والأخير للاعب الشيشاني زاوور سيداييف، وكان أنصار النادي، قبلها، أحرقوا قاعة البطولات احتجاجا على التوقيع معه، لأن النادي يجب أن «يبقى نقيّا»!
لا يبدو أن مسلسل الإجرام والاحتلال والاستيطان يدخل في حسابات الإعلاميين الإسرائيليين، الذين اعتبروا، على ما يظهر، أن صفقات التطبيع قادرة على محو تاريخ القمع الإسرائيلي للعرب والفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، المزاودة بمسائل حقوق الإنسان والنساء والعمال والأقليات الجنسية، ولكن النتيجة كانت فاضحة بكل المقاييس.
تنوّعت أشكال رفض الاستفزاز الإعلامي الإسرائيلي للمشجعين، ولكن بعضها كان ذا دلالة رمزية كبيرة، كما حصل مع شابين لبنانيين أوقفهما مراسل إسرائيلي وقال لهما إنه من إسرائيل فردا عليه: «اسمها فلسطين وليس إسرائيل»، وبعد أن رفض شاب قطري إجراء مقابلة انهال كثيرون على الشاب بالتحية لمشاعره الوطنية والعربية والإسلامية.
إضافة إلى رفض الحديث مع المراسلين، واجه بعض الصحافيين الإسرائيليين، مثل تال شورر، موفد «القناة 13»، خلال بث مباشر من الدوحة بتظاهرة احتجاجية رافضة للتطبيع ومساندة للشعب الفلسطيني، كما رفع مشجعون مغاربة، خلال مباراة بلادهم مع كرواتيا، علم فلسطين وصورة للإعلامية الراحلة شيرين أبو عاقلة، ولبس بعضهم الكوفية الفلسطينية، في مدرجات المباراة التي حضرها أمير قطر تميم بن حمد، وتكرر ظهور العلم الفلسطيني في مدرجات التشجيع العربية.
النتيجة المستخلصة من قطر، باستخدام مصطلحات الرياضة، كانت: فلسطين (1) حملة تطبيع إسرائيل (0).
المصدر: القدس العربي
موضوعات تهمك: