“الانتخابات النصفية هي الفرصة الوحيدة التي يحكم خلالها الشعب الأمريكي على أداء الإدارة”.
“من هم مستاؤون ويريدون الاحتجاج يتحفزون للتصويت أكثر ممن هم راضون عن أداء الرئيس خلال السنتين الماضيتين”.
تشير النتائج إلى خسارة الحزب الديمقراطي الأغلبية في مجلس النواب وبقاء حظوظه الهشة قائمة في مجلس الشيوخ.
“الحزب الحاكم عادة يخسر الانتخابات النصفية رغم استثناءات حصلت لهذه القاعدة، في أعوام 1934 و1998 و2002، ربح خلالها الحزب الحاكم”.
* * *
بقلم: علي سعادة
للمرة الثالثة على التوالي، فازت الفلسطينية الأصل رشيدة طليب في انتخابات “الكونغرس” الأمريكي عن ولاية ميشيغان، وفازت إلهان عمر من أصل صومالي بعضوية “الكونغرس” لتمثيل ولاية مينيسوتا.
وتمكنت الفلسطينية رؤى رمان من الفوز بعضوية برلمان ولاية جورجيا مرشحة عن الحزب الديمقراطي.
وفي ولاية الينوي فاز الفلسطيني عبد الناصر رشيد، بعضوية برلمان ولاية الينوي مرشحا عن الحزب الديمقراطي.
ويترقّب ملايين الأمريكيين نتائج انتخابات التجديد النصفي، في ظل دفاع للديمقراطيين عن أغلبيتهم بمجلسي النواب والشيوخ، وسط قلق الرئيس جو بايدن من تسبب ذلك بعرقلة برامجه وسياساته، وبأن يزيد من حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024.
وتشير النتائج إلى خسارة الحزب الديمقراطي للأغلبية في مجلس النواب وبقاء حظوظه الهشة قائمة في مجلس الشيوخ.
ورجح المؤرخ السياسي، أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في واشنطن، ألان ليشتمان، في مقابلة مع “الحرة” أن “الحزب الحاكم في البيت الأبيض عادة ما يخسر الانتخابات النصفية على الرغم من استثناءات حصلت لهذه القاعدة، في أعوام 1934 و1998 و2002، ربح خلالها الحزب الحاكم”.
ليشتمان يؤكد أنه “خلال الانتخابات الحالية لا أعتقد أن الحزب الديمقراطي سينجح في الاحتفاظ بالأغلبية”، وأضاف أن “الانتخابات النصفية هي الفرصة الوحيدة التي يحكم خلالها الشعب الأمريكي على أداء الإدارة”، مبينا أن “من هم مستاؤون ويريدون الاحتجاج يتحفزون للتصويت أكثر ممن هم راضون عن أداء الرئيس خلال السنتين الماضيتين”.
وتشير العديد من استطلاعات الرأي إلى تراجع بشعبية الرئيس بايدن، وهو ما قد يؤثر على حظوظ الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية.
وقال محللون إن الجمهوريين يمكنهم أيضا الحصول على المقعد الوحيد الذي يحتاجونه للفوز بالسيطرة على مجلس الشيوخ.
ويلقي الجمهوريون باللوم على إدارة بايدن في ارتفاع الأسعار وزيادة الجريمة، وهما من أهم مخاوف الناخبين، لكن عشرات المرشحين رددوا أيضا اتهامات أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب دون أساس بأن التزوير هو سبب هزيمته في انتخابات 2020.
وقد ينتهي الأمر ببعضهم حكاما أو مسؤولي انتخابات في ولايات حاسمة ويلعبون دورا مركزيا في السباق الرئاسي لعام 2024.
خسارة حزب الرئيس غالبا ما يحوله إلى بطة عرجاء، وإلى رئيس عاجز عن تنفيذ سياساته ووعوده، لأن غالبية القرارات الرئاسية تحتاج إلى موافقة مجلس النواب ومجلس الشيوخ على تلك القرارات ، كما أنهما من يقر التعيينات في المناصب القيادية في الإدارة الأمريكية.
وبالتالي سيكون بايدن شبه مشلول فيما تبقى من فترته الرئاسية.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: