الأردن يعول كثيرا على الاتفاقات مع العراق لمعالجة مشاكله الاقتصادية، لكن موازين القوى تغيرت في بغداد، فعل سيؤثر ذلك في تلك الاتفاقات؟
بعد صراع مرير كاد يفضي لحرب أهلية في البيت الشيعي نفسه ولدت حكومة السوداني، وهي حكومة مقربة من قوى الإطار التنسيقي المتحالف مع إيران.
الإطار التنسيقي الذي جاء بحكومة السوداني لم يكن راضيًا عن اتفاقيات الكاظمي لكن السوداني لم يقرر إلغاءها لكنه قد يلجأ لمراجعتها أو تجميدها.
وقع الأردن ومصر والعراق اتفاقات اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية حول الطاقة والتجارة والاستثمار وشكلت آلية لمتابعة المشاريع والاتفاقات بين الدول الثلاث التي عقد زعماؤها أربع قمم.
بعض الإطار التنسيقي كانت يناصبه العداء ويعتبره عميلا لأمريكا، وبعضها اتهمه بالتواطؤ في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد العراقي أبو مهدي المهندس.
* * *
بقلم: عبد الله المجالي
استثمر الأردن كثيرا في علاقاته بالحكومة العراقية السابقة بقيادة مصطفى الكاظمي، لكنه اليوم يجد نفسه مضطرا للانتظار حتى تفصح الحكومة العراقية الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني عن سياستها الخارجية.
بعد مخاض عسير وصراع مرير كاد أن يفضي إلى حرب أهلية في البيت الشيعي نفسه، ولدت حكومة السيد محمد شياع السوداني، وهي حكومة مقربة من قوى الإطار التنسيقي المقربة من إيران، والتي لم تكن على وفاق مع حكومة الكاظم.
بل إن بعض فصائل الإطار التنسيقي كانت تناصبه العداء وتنظر إليه على أنه عميل لأمريكا، وبعضها اتهمه بالتواطؤ في عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد العراقي أبو مهدي المهندس.
حقق الأردن ومصر وحتى السعودية علاقات متقدمة مع حكومة الكاظمي، ووقع الأردن ومصر والعراق اتفاقات اقتصادية مشتركة، وأخرى ثنائية تتمحور غالبا حول الطاقة والتجارة والاستثمار.
وشكلت الدول الثلاث آلية مؤسسية لمتابعة المشاريع والاتفاقات بين الدول الثلاث التي عقد زعماؤها أربع قمم خلال ثلاثة أعوام.
الأردن يعول كثيرا على تلك الاتفاقات لمعالجة مشاكله الاقتصادية، لكن موازين القوى تغيرت في بغداد، فعل سيؤثر ذلك في تلك الاتفاقات؟
ينقسم محللون حيال ذلك إلى قسمين، فمنهم من يرى أن حكومة السوداني لن تقدم على التنكر لتلك الاتفاقات، والعلاقات المتينة التي نسجتها حكومة الكاظمي مع الدول العربية؛ لأنها حينها سوف تتهم بأنها صنيعة إيرانية، هذا من جانب. ومن جانب آخر، فإن تلك الاتفاقيات والمشاريع تصب إستراتيجيًا لصالح العراق، خصوصًا فيما يتعلق بملف الطاقة والكهرباء.
في حين يرى آخرون أن الإطار التنسيقي الذي يقف وراء حكومة السوداني لم يكن راضيًا بالأساس عن تلك الاتفاقيات، لكن السوداني لم يعمل على إلغائها، لكنه قد يلجأ إلى مراجعتها أو تجميدها.
ولكن هناك من يرى في بقاء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في منصبه دلالة على أن حكومة السوداني ستحافظ على العلاقات المميزة مع الدول العربية التي صاغها الكاظمي، ويبقى أن ننتظر قمة ثلاثية خامسة لنتأكد إلى أين ستسير الأمور.
*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: