بعد مقتل خاشقجي أربعة تنازلات متوقعة من “بن سلمان”
- رفع إنتاج النفط المخصص للأسواق الخارجية كما طلب ترامب لخفض الأسعار.
- مراجعة سياسة السعودية الإقليمية كالتحالف مع أبوظبي ومقاومة الربيع العربي والحركات الإسلامية.
- التعجيل في المصالحة ورفع الحصار عن قطر.
- التعامل مع تركيا ورئيسها أردوغان شخصياً الذي قد يفرض على الرياض التخلي عن دعم الأكراد.
* * *
توقعت صحيفة روسية تقديم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 4 تنازلات لتخفيف الضغوط الدولية التي يتعرض لها بعد مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر الجاري.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت مساء اليوم إن الإدارة الأمريكية تنظر في عدة خيارات حول مقتل خاشقجي وأنها تدرس عدداً من الخيارات للرد على السعودية في ضوء تقرير الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وترى صحيفة “أوراسيا ديلي” الروسية أنه وبحسب وجهات نظر غربية وعربية تعد التصريحات الأخيرة لـ”بن سلمان” بشأن قضية خاشقجي محاولة “خرقاء” للتأثير على الرأي العام وللظهور في صورة ولي العهد الحداثي الذي يعمل على تطبيق الأفكار الأوروبية بمنطقة غارقة بالصراعات والنزاعات.
وكان بن سلمان قد أنكر في بداية أزمة اختفاء خاشقجي وجود الصحفي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول، قائلاً لوكالة بلومبيرج إنه غادر القنصلية حياً، وهو ما تأكد عدم صحته مؤخراً بسبب قوة الأدلة التركية، التي أجبرت الرياض على الإقرار باختطاف خاشقجي وقتله داخل القنصلية.
وبعد 18 يوماً من أزمة خاشقجي، أعلنت السعودية توقيف 18 سعودياً من بينهم 15 ثبت دخولهم تركيا لتنفيذ الجريمة، وإقالة أحمد عسيري نائب الاستخبارات العامة من منصبه، وسعود القحطاني المستشار برتبة وزير في الديوان الملكي، واللواء رشاد بن حامد المحمادي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة، واللواء الطيار محمد بن صالح الرميح مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات.
وفي ضوء التطورات المثيرة التي تشهدها قضية مقتل خاشقجي ، تقول الصحيفة الروسية إن بن سلمان قد يُجبر على تقديم العديد من التنازلات دون مقابل، مما يعني أن الأمور التي كان للسعودية حرية رفضها أو التفاوض بشأنها ستتحول الآن إلى تنازلات:
(1) ستضطر الرياض لرفع إنتاج النفط المخصص للأسواق الخارجية، علماً أن ترامب نادى بذلك قبل اغتيال خاشقجي، خاصة بعد الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على النفط الإيراني.
(2) بن سلمان سيكون مطالباً بمراجعة سياسة السعودية حيال مجموعة متنوعة من قضايا الشرق الأوسط، مثل المواجهة السياسية مع الإخوان المسلمين،
(3) التعجيل في المصالحة مع قطر.
(4) وسيكون على السعودية التعامل مع تركيا ورئيسها أردوغان شخصياً الذي قد يفرض على الرياض التخلي عن دعم الأكراد السوريين في الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث لا تزال إمكانية إقامة دولة “كردستان سوريا” واردة.
وعلاوة على ذلك ستطلب أنقرة من الرياض عدم التدخل في العلاقات التركية الإيرانية، وفيما يتعلق بحل الأزمة القطرية التي طال أمدها فستعمل الولايات المتحدة على أن تكون طرفاً في المصالحة.
وتقول صحيفة “أوراسيا ديلي” الروسية إنه يبدو من الواضح أن ولي العهد السعودي لا يحسن التعامل مع قضية مقتل جمال خاشقجي التي تلقي بظلالها عليه وتهدد مستقبله السياسي، بحسب “الجزيرة نت”، مساء يوم الإثنين.
“إن سماء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ملبدة بالغيوم في الوقت الراهن بعد الاعتراف السعودي الرسمي بقتل الصحفي جمال خاشقجي، والذي لم يكن مقنعاً لا للغرب ولا للعديد من وسائل الإعلام الغربية والعربية”، هكذا تقول “أوراسيا ديلي”، مؤكدة أن “الأهم من ذلك كله في هذه القضية هو موقف الشركاء الرئيسيين فيها، وعلى رأسهم الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان”.
وبالحديث عن موقف ترامب من هذه القضية، قالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي يود تصديق التصريحات السعودية التي تشير إلى أن مسؤولين أقل مرتبة من ولي العهد هم المسؤولون عن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
ورغم ذلك لم ينف ترامب إمكانية تورط كبار المسؤولين في المملكة بهذه الجريمة، حيث خلص إلى أن “الأمير محمد بن سلمان هو من يدير شؤون المملكة في هذه المرحلة، وبالتالي فهو المسؤول”.
ووصف ترامب يوم الأربعاء الماضي تعامل السعودية مع الجريمة وطريقة إخفائها لها بـ”الفشل الذريع”.
أما الرئيس أردوغان فقد تمسك بموقفه منذ البداية، واعتبر أن اغتيال خاشقجي مخطط له، كما أكد على ضرورة محاكمة مرتكبيه والمخططين له وتقديمهم للقضاء التركي. بيد أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رفض الطلب التركي، موضحاً أن محاكمة المسؤولين عن مقتل خاشقجي ستتم على الأراضي السعودية حصراً، بحسب “أوراسيا ديلي”.
وترى “أوراسيا ديلي” أنه من المحتمل أن أمراً ما تغير بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها محمد بن سلمان مع أردوغان في 24 أكتوبر الجاري، ومما لا شك فيه أن الرئيس التركي سيحاول -شأنه شأن ترامب- استغلال المأزق الذي وقع فيه ولي العهد السعودي لتحقيق جملة من الفوائد.
وبحسب الصحيفة، فمن الواضح أن كلاً من ترامب وأردوغان لا يدخران جهداً للسيطرة على محمد بن سلمان، في حين ينبغي على ولي العهد السعودي التفكير في أمور كثيرة، مثل الحفاظ على فرص توليه للعرش مستقبلاً، وعلى سمعته في العالم الإسلامي والساحة الدولية، وعلى الوضع داخل المملكة.
ومع ذلك، تتضاءل فرص ولي العهد في مقاومة الوضع والتغلب عليه، خاصة مع تزايد الضغط الخارجي الذي تمارسه تركيا والولايات المتحدة وأوروبا.
ووصل النائب العام السعودي سعود بن عبدالله المعجب إلى تركيا أمس والتقى المدعي العام التركي بإسطنبول.
وكشف مصدر في مكتب المدعي العام التركي بإسطنبول للجزيرة أن اجتماعه مع النائب العام السعودي وفريقه لم يكن مرضياً، في الوقت الذي سربت فيه معلومات جديدة بشأن منسق اغتيال جمال خاشقجي.
وأضاف المصدر أن سعود المعجب لم يقدم إفادات الـ18 متهما خلافاً لما كان ينتظره الجانب التركي.
وأكد المصدر أنهم رفضوا طلباً للنائب العام السعودي بالاطلاع على أدلة ومعلومات بحوزة الأتراك، مضيفاً أن “المعجب” لم يقدم أي معلومات للعثور على جثة خاشقجي.
وذكرت مصادر الادعاء العام أنه من المقرر أن يعاين المدعيان العامان مكان جريمة قتل خاشقجي في القنصلية السعودية، ومنزل القنصل بإسطنبول، في وقت لاحق.
وقد أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بعد انتهاء اجتماع النائب العام السعودي يوم الإثنين مع نظيره التركي عرفان فيدان في قصر العدل بإسطنبول بشأن قضية خاشقجي، أن “المعجب” اعترف بأن مقتل خاشقجي كان بنية مسبقة.
وسرّبت الأجهزة الأمنية التركية معلومات جديدة عن الشخص الذي يُعتقد أنه منسق عملية اغتيال جمال خاشقجي.
وذكرت التسريبات أن هذا الشخص هو المسؤول الأمني في القنصلية السعودية بإسطنبول أحمد المزيني، الذي رصدته الأجهزة الأمنية التركية عبر كاميرات المراقبة وهو يجري عمليات استكشاف في منطقة غابات بلغراد بإسطنبول قبيل مقتل خاشقجي، كما رُصدت مغادرته للسعودية في مساء اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي.
وفي السياق ذاته، تكثف الجهات الأمنية التركية بحثها في اتجاهات عدة للوصول إلى جثة جمال خاشقجي. وتشير المعلومات المسربة إلى أن الأجهزة الأمنية أخذت عينة من موقد في بيت القنصل السعودي لوجود احتمالات عدة يجري التحقق منها لكيفية التخلص من الجثة.
المصدر: الشرق + “أوراسيا ديلي”