إنه الإرهابي الساحر الداهية الماكر بنيامين نتنياهو، لكنه يعود هذه المرة بثوب إرهابي جديد، سيكون أكثر تطرفا وأكثر عنصرية مما كان عليه بوجود عناصر أكثر يمينية وتطرفا منه سيكون طوقه بأيديهم.
الخطورة تكمن في حكومته اليمينية والأشخاص الأكثر تطرفا الذين يحملون مخططات واضحة تجاه المسجد الأقصى، حيث سيكون على الأردن مواجهة تلك المخاطر العالية التي تستهدف بالأساس تقويض دوره.
* * * *
بقلم: عبدالله المجالي
من أطرف ما سمعت وسأسمع من قادة وسياسيين عرب أن نتيجة الانتخابات في الكيان الصهيوني شأن داخلي، وأنهم سيتعاملون مع من يختاره “الشعب الإسرائيلي” زعيما له!
فعلا؛ فالعرب كانوا مجرد مراقبين للعملية الانتخابية في الكيان الصهيوني، ليس العرب فقط، بل العالم، ولم يكونوا ليجرؤوا على التدخل السافر؛ إعلاميا أو ماليا وسياسيا كما فعلوا في دول عربية أخرى!
خابت التوقعات وحدث الأسوأ، وتمكن اليمين الإسرائيلي من تأمين أغلبية مريحة عكس الانتخابات الأربع الماضية، ولذلك فإن اسم رئيس الوزراء الكيان الصهيوني معروف سلفا الآن، والعملية لن تحتاج إلى مخاض طويل، إنه الإرهابي الساحر الداهية الماكر بنيامين نتنياهو، لكنه يعود هذه المرة بثوب إرهابي جديد، سيكون أكثر تطرفا وأكثر عنصرية مما كان عليه بوجود عناصر أكثر يمينية وتطرفا منه سيكون طوقه بأيديهم.
ومع ذلك ربما لن تكون الهواجس واحدة في العالم العربي من الحكومة الصهيونية الإرهابية المتطرفة القادمة؛ فهناك من سيشعر بالارتياح لقدوم نتنياهو “الصلب” في مواجهة إيران، وعرب “أبراهام” تعاملوا مع نتنياهو وصنعوا معه اتفاقيات تطبيع.
ربما ستكون رام الله الأكثر قلقا وتوجسا من عودة نتنياهو وحكومته الإرهابية الجديدة، عليهم الآن أن يجلسوا في بيوتهم، ويتخلوا عن حلم الجلوس على مائدة وزير صهيوني.
لكن عمّان، في ظني، ستكون الأكثر قلقا وتوجسا، فالعلاقات مع نتنياهو ستكون كمن يشرب الدواء المر، ولن تستسيغ عمّان التعامل مع نتنياهو الذي عمل جاهدا على تهميش دورها في المنطقة وكذلك تعامل معها بكثير من العنجهية والصلف، لكن هذا ليس العامل الوحيد لقلق عمّان، وربما تستطيع التعامل مع نتنياهو على مضض، لكن الخطورة تكمن في حكومته اليمينية والأشخاص الأكثر تطرفا الذين يحملون مخططات واضحة تجاه المسجد الأقصى، حيث سيكون على الأردن مواجهة تلك المخاطر العالية التي تستهدف بالأساس تقويض دوره ووصايته على المقدسات.
أجل؛ الأردن سيكون مطالبا محليا وفلسطينيا بمواجهة الخطر الجديد على الأقصى، وعليه أن يرتب أوراقه من الآن، وأن يغير من سياسته السابقة المعتمدة على الإدانة الكلامية. على الأردن أن ينسق مع كل القوى المحلية والفلسطينية لحماية المقدسات، وعليه أن يعيد سياسته بالتعامل مع المرابطين هناك، كما عليه التنسيق مع الدول العربية وتركيا لتوضيح خطورة ما يحيق بالأقصى.
يجب أن يشكل الأردن غرفة عمليات للتعامل مع المخاطر التي تحيق بالمسجد الأقصى المبارك.
قد تكون هناك مؤشرات ألّا تستطيع حكومة نتنياهو العيش طويلًا؛ نظرًا للعلاقات المتوترة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن هذا لا يعني بحال من الأحوال التراخي، وعدم الاستعداد لمواجهتها.
*عبدالله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: