المواجهة مع الاحتلال تزداد سخونة وتعقيدا وتحتاج لإدارة ترقى لمستوى التحدي والفعل الميداني بمدن فلسطين.
أكدت مدن فلسطين وحدة الشعب الفلسطيني في مقابل غوغائية الاحتلال والفوضى التي تدب في صفوف قواته.
تتجاذب هياكل جيش الاحتلال قيادة ميليشيات المستوطنين الإجرامية وقيادة الجيش المتصارع عليها بين القادة السياسيين.
دعا لبيد لضرورة معاقبة المستوطنين والميليشيات التي اعتدت على الجنود ببلدة حوارة دون إشارة لأن المواجهة كانت بدعم ومساعدة جنود من ذات الوحدة!
وحدة ميدانية فلسطينية يقابلها انقسام المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بين متطرفين وأشد تطرفا لدرجة تكرار ظاهرة الاشتباك بالايدي بين الجنود الاسرائيليين.
فوضى النخب السياسية وانقسام جيش الاحتلال فرصة وتحد يمكن مواجهتها بالوحدة الفلسطينية وتفعيل المقاومة لتكريس فشل جيش الاحتلال ويعمق الفجوة داخل بنيته وهياكله.
* * *
بقلم: حازم عياد
حصار من نوع جديد يمارسه جيش الاحتلال على مدينة نابلس تشارك فيه ميليشيات المستوطنين الاجرامية؛ فبعد ان فشل في نزع سلاح المدينة ومقاومتها ممثلة بمجموعة عرين الأسود التي تضم في صفوفها كوادر ونشطاء من كافة التوجهات والفصائل الفلسطينية وفشل في تمزيق وحدتها لجأ الى سياسة الحصار والاغتيالات عن بعد.
المدينة قدمت نموذجا للوحدة الميدانية حالها كحال مدينة جنين التي باتت عصية على الاحتلال ومستوطنيه الذين تنامى خطرهم وازدهرت مليشياتهم الاجرامية بدعم من حكومة الاحتلال والمؤسسة العسكرية التي يمثل المستوطنون نصف تعداد منتسيبها .
وحدة الفلسطينيين الميدانية في نابلس قابلها انقسام في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تنامى خلال العامين الفائتين؛ بعصيان الضباط والجنود لأوامر قادتهم الأعلى رتبة، وتلقيهم الاوامر من قادة المليشيا والمستوطنين والقادة الدينيين والروحيين الذين عزز نتنياهو ومن بعده نفتالي بينت ويائير لبيد نفوذهم.
ظاهرة جسدها قائد “لواء السامرة” في جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس “روعي تسفايغ”؛ اذ عمل في قبر يوسف في مدينة نابلس، نيسان/ ابريل الماضي بشكل مناقض لأوامر قائد المنطقة الوسطى العسكري، يهودا فوكس، أثناء ترميم القبر.
حادثة تسفايغ مثلت سابقة لأنها تحولت بمرور الوقت الى روتين في جيش الاحتلال يعكس اتساع مساحة الانقسام داخل جيش الاحتلال لدرجة ان الاعلام الاسرائيلي حذر من انقسام الجيش بعد تعيين الجنرال هيرتس هليفي رئيسا للاركان بشكل مضاعف عما كان عله الحال في عهد الجنرال افيف كوخافي؛ بين مجموعة تتبع اوامر نتنياهو وقادة المستوطنين واخرى تتبع لرئيس الوزراء الذي عين هليفي يائير لبيد ورئيس الامن بيني غانتس.
الوحدة الميدانية الفلسطينية تقابل بانقسام داخل المؤسسة الامنية الاسرائيلية بين المتطرفين والاشد تطرفا لدرجة ان الاشتباك بالايدي بين الجنود الاسرائيليين بات ظاهرة متكررة في نابلس وعلى حدود غزة وفي الخليل وقراها.
ظاهرة تقلق قادة الاحتلال وتفاقم عجزهم، عجز عكسته تصريحات يائير لبيد اليوم الاحد في اجتماع حكومته للمصادقة على تعيين الجنرال هليفي؛ اذ أكد وحدة جيش الاحتلال الاسرائيلي ودعا لضرورة معاقبة المستوطنين والميليشيات التي اعتدت على الجنود في بلدة حوارة، دون ان يشير الى ان المواجهة كانت بدعم ومساعدة جنود من ذات الوحدة!! وهو الامر الذي تجاهل الاشارة اليه.
صمود نابلس امام حصار قوات الاحتلال ودعم الوحدة الوطنية وتأكيدها عبر تشكل جبهة موسعة وموحدة تتجاوز الاطر القيادية المعطلة بات ضرورة ملحة لكسر الحصار على المدينة؛ فالوحدة شريان حياة المدينة المحاصرة التي يحاول الاحتلال قطعه من خلال استهداف قادة المقاومة في مدينة نابلس وكان آخرهم تامر الكيالي، او من خلال الضغط والابتزاز لإجبار المدينة على تسليم سلاحها والاستسلام لميليشيا المستوطنين التي باتت قوة إجرامية ضاربة في الضفة الغربية.
المواجهة مع الاحتلال تزداد سخونة وتعقيدا وتحتاج الى ادارة ترقى الى مستوى التحدي والفعل الميداني في المدن الفلسطينية والتي اكدت وحدة الشعب الفلسطيني في مقابل غوغائية الاحتلال والفوضى التي تدب في صفوف قواته.
ختامًا..
فوضى النخب السياسية وانقسام جيش الاحتلال فرصة وتحد يمكن مواجهتها بمزيد من الوحدة الفلسطينية وتفعيل المقاومة بشكل يكرس الفشل لدى جيش الاحتلال ويعمق الفجوة داخل بنيته وهياكله التي تتجاذبها قيادة ميليشيات المستوطنين الإجرامية وقيادة الجيش المتصارع عليها بين القادة السياسيين.
*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: