وثائق تاريخية: بن غوريون أمر بتسميم الآبار الفلسطينية خلال النكبة

محمود زين الدين16 أكتوبر 2022آخر تحديث :
بن غوريون

وثائق تاريخية: بن غوريون أمر بعملية تسميم الآبار الفلسطينية خلال النكبة
تؤكد الدراسة استخدام السلاح البيولوجي خلال النكبة.
كانت عملية “أرسل خبزك” تشمل تسميم آبار المياه في عواصم عربية كالقاهرة وبيروت، لكن هذا الشق من العملية لم ينفَذ وظل على الورق.
كانت أول إشارة فعلية لعملية “أرسل خبزك” تتعلق بإعدام اثنين من عملاء عصابات البلماخ تسللا وراء خطوط القتال بغزة، وحاولا تسميم آبار المياه فيها.
أمر بن غوريون خلال معارك النكبة في 1948 بتنفيذ عملية سرية لتسميم آبار المياه بالقرى والبلدات الفلسطينية، لمنع عودة أهل هذه القرى أو الجيوش العربية إليها.
لم تكن الرقابة العسكرية انتبهت إلى أن اسم ملف الوثائق، وهو “أرسل خبزك”، يحوي معلومات عن الحرب البيولوجية التي استخدمتها العصابات الصهيونية خلال حرب النكبة.
* * *
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تقرير لها، جانباً من دراسة إسرائيلية موثقة قام بها المؤرخان بني موريس وبنيامين زئيف كيدار، أشارت إلى أن رئيس حكومة إسرائيل الأول ديفيد بن غوريون كان قد أمر، خلال معارك النكبة في العام 1948، بتنفيذ عملية سرية لتسميم آبار المياه في القرى والبلدات الفلسطينية، لمنع عودة أصحاب هذه القرى أو الجيوش العربية إليها، وأوعز بإدارتها لوزير الأمن آنذاك موشيه دايان، وقائد قوات البلماخ إيغال ألون، والرئيس الإسرائيلي الرابع إفرايم كاتسير، وأخيه أهرون كاتسير وحملت اسم “أرسل خبزك”.
ونُشرت الدراسة المذكورة أخيراً في المجلة العلمية “ميدل إيسترن ستاديز”، وتؤكد استخدام قوات الهاغاناه (البلماح) السلاح البيولوجي خلال حرب النكبة، وفقاً للعملية المذكورة، والتي وضعها بن غوريون، وكان قد لمّح إليها في سجل يومياته في الأول من إبريل/نيسان، عندما كتب عن “تطور العلم واستخدامه قريباً، ثم إشارته في كتاب يومياته بعد ذلك بشهر إلى شراء مواد بيولوجية بقيمة ألفي دولار.
وتشير الدراسة إلى محاولات بن غوريون تسميم آبار المياه في بلدات ومدن فلسطينية من عكا في أعالي الجليل، وحتى مدينة غزة جنوباً.
وتؤكد الوثائق التي عثر عليها معدا الدراسة في أرشيف جيش الاحتلال أن هذه العملية بدأت قبل شهر ونصف من إعلان بن غوريون إقامة “إسرائيل”، كما تؤكد أنه تم تسميم آبار في عكا، وغزة، وبئر السبع، وأريحا، وقرية عيلبون، في الجليل، وبيدو ووبيت سوريك القريبة من القدس، عبر وضع جراثيم فيها تسبّب مرضَي التيفوس والدوزنتاريا.
وهي قصة كانت قد ظهرت قبل عدة عقود بالاعتماد على إصابات في عكا، وروايات شفهية لضباط وقادة عسكريين سابقين شاركوا في حرب النكبة.
ووفقاً للدراسة، فقد كانت العملية تشمل أيضاً تسميم آبار المياه في عواصم عربية مثل القاهرة وبيروت، لكن هذا الشق من العملية لم ينفَذ وظل على الورق.
وكانت أول إشارة فعلية لهذه العملية تتعلق بإعدام وقتل اثنين من عملاء عصابات البلماخ تسللا وراء خطوط القتال إلى غزة، وحاولا تسميم آبار المياه فيها، وهما عزرا عفجين ودافيد مزراحي. وكان الاثنان ضمن وحدات المستعربين في عصابات البلماخ، وغادرا إلى غزة في 22 أغسطس/آب 1948.
ووفقاً لمقطع من أرشيف “هآرتس” يعود لسنوات الأربعين، فقد تم إلقاء القبض على الاثنين وتقديمهما لمحكمة عسكرية مصرية أقرت إعدامهما بعد إدانتهما بمحاولة تسميم آبار المياه في غزة.
وادعت إسرائيل يومها أن الاثنين أعدما دون ذنب، وأن الادعاءات المصرية لا تختلف عن الدعاية النازية التي قادها في ألمانيا النازية وزير الإعلام النازي جوزيف غوبلز.
وبحسب الصحيفة، فإن بني موريس عثر على وثائق كثيرة في أرشيف الجيش عن العملية، ولم تكن الرقابة العسكرية قد انتبهت إلى أن الاسم الذي حملته هذه الوثائق، وهو “أرسل خبزك”، يحوي معلومات عن أولى عمليات الحرب البيولوجية التي استخدمتها العصابات الصهيونية خلال حرب النكبة.

موضوعات تهمك:

عملية شعفاط: مشهد بطولي من “هوليوود”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة