تصدر اهتمام العالم حاليًا وينصب على تفجير جسر القرم الذي تم مساء أمس السبت، في أحدث تصعيد وتطور للحرب الروسية على أوكرانيا، وهو الجسر الوحيد والطريق الوحيد الرابط بين روسيا وبين شبه جزيرة القرم التي تحتلها منذ 2014.
تفجير جسر القرم فشل للجيش الروسي
وكانت أوكرانيا قد هددت أكثر من مرة باستهداف هذا الجسر المهم بالنسبة لروسيا في ظل الضغط الروسي على القوات الأوكرانية في أراضيها.
لكن مؤخرًا وبضرب هذا الجسر الحيوي فقد تم تعطيل خط الأمداد الأكثر أهمية للقوات الروسية التي تحارب في الجنوب الأوكراني، خاصة مع تركيزها على تلك المنطقة دون غيرها باعتبارها تحت سيطرتها بشكل كامل، مع فشلها في مزيد من التقدم في مناطق أخرى.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن التفجير يعتبر ضربة محرجة إلى الكرملين الذي يواجه خسائر متواصلة في أرض المعركة وزيادة في الانتقادات والضغوط الداخلية.
وتشير الصحيفة إلى أن التفجير يجسد الاضطرابات التي يواجهها الجيش الروسي حيث ان القوات لم تستطع حماية الجسر على الرغم من أهميتها الكبرى في جهود الحرب وأهميته الشخصية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورمزيته القوية باعتباره الصلة الوحيدة بين القرم وبر روسيا الرئيسي.
وبعد ساعات من تفجير جسر القرم عين الكرملين الجنرال سيرجي سوروفيكين قائدًا عسكريًا للإشراف على القوات في أوكرانيا ولم تتسبب التغييرات السابقة في القيادة في تصحيح أداء الجيش الروسي العسكري.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن أي تعطيل جاد في حركة المرور على الجسر يمكن أن يكون لها تداعيات عميقة على قدرة روسيا على شن الحرب في جنوب أوكرانيا حيث كانت القوات الأوكرانية تشن هجوماه المضاد بشكل فعال ومتزايد ويقول المحللون أنه بدون هذا الجسر فإن الجيش الروسي سيكون قاصرًا بشكل كبير في قدرته على توصيل الوقود والعتاد والذخيرة إلى الوحدات الروسية التي تقاتل في خيرسون وزابورجيا وهم اثنتان من المناطق الأوكرانية التي أعلن عنها بوتين ضمها لروسيا الشهر الماضي.
تفجير جسر القرم صفعة على وجه بوتين
وكما قالت الصحيفة الأمريكية أنه يمثل ضربة معنوية قوية للجيش، على خلفية عدم قدرتها على حمياتها لأهميته الاستراتيجية وأهميته المعنوية كواجهة لبوتين شخصيًا، فإن ذلك ما هو إلا صفعة على وجه الرئيس الروسي الذي يحاول أن يظهر بمظهر المتحكم في الأمور بأوكرانيا.
الرئيس الروسي الذي بدأ الحرب وراهن على كونها خاطفة جاءته الصفعات واحدة تلو الأخرى، بدءًا من إطالة أمد الحرب، ثم احتشاد الغرب لدعم الاوكرانيين في مواجهة قواته، بالإضافة إلى خسائره الاقتصادية ومعاناة بلاده من أثر العقوبات التي يفرضها الغرب عليه يظهر روسيا وكأنها دولة هشة معها أسلحة نووية وفقط، وهنا يكمن الخطر بالنسبة للعالم وليس لأن روسيا لها ثقل حقيقي.
موضوعات تهمك: