سجلت أسعار حلوى المولد ارتفاعات تخطت 50% هذا الموسم، مسجلة أقل سعر للكيلو (المشكل) في الأحياء الشعبية ما بين 60 إلى 70 جنيهاً للكيلو، مقابل 35 إلى 45 جنيهاً الموسم الماضي. وارتفع سعر الكيلو المخصوص من 70 جنيهاً العام الماضي إلى أكثر من 100 جنيه هذا الموسم، ما أدى إلى تراجع المبيعات بنسب وصلت إلى 50%.
وأكد أحد التجار أن خلال فترة تسلّم الرواتب خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول الماضي حدثت انتعاشة في مبيعاته تخطت 60%، وأشار إلى أنه عند تسلّم أصحاب المعاشات معاشاتهم بداية من أول أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لم يجدوا كل متطلباتهم، ويخشى التجار شراء كميات إضافية خشية الركود، وخاصة أن الحلوى ليس لها مرتجع.
وعزا السيد شلبي، صاحب معرض موسمي لتجارة حلوى المولد، أسباب ارتفاع الأسعار من 40% إلى 50% هذا العام إلى ارتفاع الخامات من سكر ونشا وعسل ومكسرات، نتيجة ارتفاع سعر الدولار.
وأشار في تصريحات خاصة إلى تراجع مبيعاته مع بداية الموسم بنسبة 20%، مقارنةً بالفترة نفسها من الموسم الماضي، نتيجة ارتفاع الأسعار مع تراجع القوى الشرائية، بالإضافة إلى تزامن الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام مع موسم دخول المدارس، متوقعاً تحرك المبيعات مع تسلّم الموظفين لمرتبات شهر سبتمبر/أيلول، وكذلك في نهاية الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول (بداية الدراسة).
وأضاف: “بحكم خبرتي في تجارة حلوى المولد المتوارثة في العائلة لأكثر من 100 عام، بدأت خلال السنوات الأخيرة، مع تراجع القوة الشرائية، بخفض مشترياتي عاماً بعد آخر، وخاصة أن الحلوى ليس لديها مرتجع”، لافتاً إلى تراجع مشترياته من الحلوى هذا الموسم بنحو 40%.
وكشف مسؤول مبيعات في أحد متاجر الحلويات عن تراجع مبيعاته بنحو 50%، بسبب ارتفاع الأسعار، وضيق ذات اليد لدى غالبية المستهلكين بشكل عام، آملاً أن تتحرك الأسواق عقب انتهاء الأسر من متطلبات الموسم الدراسي.
ويشكو إبراهيم حسن، صاحب مصنع للحلويات من حركة ركود غير عادية لم يشهدها مصنعه في تاريخه، الذي تأسس عام 1952. فبالرغم من تراجع إنتاجه هذا الموسم بنحو 70%، إلا أن مبيعاته لم تتعد 10%.
وأرجع في تصريحات خاصة هذا الركود إلى ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع مستلزمات الإنتاج، إذ ارتفع سعر طن السكر من 10 آلاف إلى 15 ألف جنيه، وكيلو جوز الهند من 65 إلى 200 جنيه، والزبيب الإيراني من 35 إلى 80 جنيهاً، بخلاف المكسرات والحمص والفول السوداني التي زادت بنسبة تقترب من 100%، وكذلك نتيجة لتزامن الموسم مع بداية الموسم الدراسي.
وتابع: “ارتفاع أسعار الخامات هذا الموسم بشكل لم نعهده من قبل، يرجع إلى ارتفاع سعر الدولار وتناقص المعروض من الخامات المستوردة في الأسواق عقب تطبيق نظام الاعتماد المستندي عند الاستيراد، الذي قلص من قدرة التجار المالية تجاه مشترياتهم من السلع المستوردة”.
ومن جانبها، أعلنت وزارة التموين المصرية طرح عبوات حلوى المولد عبر المجمعات الاستهلاكية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، وعددها 1300 مجمع، بأسعار تبدأ من 65 جنيهاً للعبوة زنة كجم واحد و145 جنيهاً للعبوة زنة 2 كجم، و230 جنيهاً للعبوة زنة 3 كجم.
وسجل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية خلال أغسطس/آب الماضي، أعلى مستوياته في نحو 4 أعوام، مسجلاً، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في المدن 14.6% في أغسطس/ آب الماضي، ارتفاعاً من 13.6% في يوليو/تموز، لكنه سجل تراجعاً على أساس شهري بلغ 0.9% مقابل 1.3% في الشهر السابق.
وأفادت بيانات الجهاز بأن معدل التضخم السنوي في أنحاء البلاد سجل 15.3% في الشهر الماضي، فيما بلغت الزيادة الشهرية 0.5%.
ويأتي ارتفاع التضخم السنوي مدفوعاً بصعود أسعار مجموعة الطعام والمشروبات 24.3%، إذ زادت أسعار مجموعة الحبوب والخبز 50.2%، والزيوت والدهون 32.1%، وفقاً لتفاصيل نقلتها “الأناضول”. وارتفعت أسعار الألبان والجبن والبيض 26.9% على أساس سنوي في أغسطس/آب، واللحوم والدواجن 23%.
المصدر: العربي الجديد
موضوعات تهمك: