متى تباح الغيبة بحسب الامام النووي
يحدد د. محمد كمال الشريف استشاري الطب النفس والمفكر الإسلامي في مقاله الأتي: كيف يهدم المجتمع كرامة أفراده؟ .. ثلاثة أساليب لا تتوافق مع القيم الإنسانية والدينية لدى الدين الإسلامي، يتعامل بها المجتمع مع أفراده لتوفيق اختياراتهم الحياتية وفق الرؤوية المجتمعية”. للاطلاع على الرابط التالي: السخرية والتعييب والاحتقار والازدراء
وقد استشهد الدكتور كما الشريف برأي الامام النووي والذي ميز به ستة انواع تباح فيها الغيبة
وقد بيّن النووي – رحمه الله – ما يباح من الغيبة فقال:
(اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب:
الأول: التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي، وغيرهما ممن له ولاية، أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول: ظلمني فلان بكذا.
الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر، وردّ العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا، فازجره عنه، ونحو ذلك، ويكون مقصده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حراماً.
الثالث: الاستفتاء، فيقول للمفتي: ظلمني أبي، أو أخي ، أو زوجي، أو فلان بكذا، فهل له بذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه، وتحصيل حقي، ودفع الظلم؟ ونحو ذلك، فهذا جائز للحاجة، ولكن الأحوط والأفضل أن يقول: ما تقول في رجل، أو شخص، أو زوج كان من أمره كذا؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين، ومع ذلك فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند إن شاء الله تعالى.
الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم، وذلك من وجوه: منها جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين، بل واجب للحاجة.
ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان، أو مشاركته، أو إيداعه، أو معاملته، أو غير ذلك، أو مجاورته. ويجب على المشاوَر ألا يخفي حاله، بل يذكر المساوىء التي فيه بنيّة النصيحة.
ومنها: إذا رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع، أو فاسق يأخذ العلم، وخاف أو يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته ببيان حاله، شريطة أن يقصد النصيحة، وهذا مما يغلط فيه. وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد، ويلبس عليه ذلك، ويخيل إليه أنه نصحه، فليتفطن لذلك.
ومنها: أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها: إما بأن لا يكون صالحاً لها، بأن يكون فاسقاً أو مغفلاً، ونحو ذلك فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله، ويولى من يصلُح، أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله، ولا يغتر به، وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة، أو يستبدل به.
الخامس: أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته، كالمجاهر الذي يشرب الخمر، ومضادة الناس، وأخذ المكس، وجباية الأموال ظلماً، وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب، إلا أن يكون لجوازه سبب آخر ذكرناه. للاطلاع على الرابط التالي: انكار المنكر وسيلة لبناء المجتمع السوي
السادس: التعريف، فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب، كالأعمش، والأعرج، والأصم، والأحول، وغيرهم، جاز تعريفه بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى.
فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء، وأكثرها مجمع عليه، ودلائلها من الأحاديث الصحيحة المشهورة)، (رياض الصالحين باب: ما يباح من الغيبة).
ولا نجد فيما ذكره النووي – رحمه الله- أي مجالٍ لما يُسمَّى كلام الناس في مجتمع التقاليد، فالتعييب على الناس غيبة محرمة أشد الحرمة في الإسلام، ولا تصلح وسيلة لضبط سلوك الناس أبداً، وقد استبدل الإسلام بكلام الناس وسيلة ضبط خاصة به تسمى: إنكار المنكر، وهي جزء من وسيلة شاملة هي (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} }آل عمران: 104{ .
وقال أيضاً: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}} آل عمران: 110{.
لديك كنز من المعلومات في قسم بنون، ويرتبط باساليب فهم و تربية الاطفال و المراهقين، اذا كان لديك ابن او ابنه في سن الطفولة أو المراهقة او قريب من سن المراهقة، فمن المهم ان تتطلع على هذا القسم و به الكثير من المقالات المكتوبة بقلم المفكر الاسلامي واستشاري الامراض النفسية الدكتور محمد كمال شريف الرابط هنا.
تنويه: الكلمات الملونة من كتابة محرر المقال وليس من نص مقال الكاتب..