التقاليد البالية تعلم الخنوع و الذل
“الإلتزام بالتقاليد البالية من أهم أسباب الإخفاق الإخلاقي لدى أفراد المجتمع، وفي مقال د.محمد كمال الشريف التقاليد تعلم الخنوع والذل يضع فيه السبب السادس والذي يؤكد فيها استشاري الطب النفسي والمفكر الإسلامي إجابة سؤاله من سلسلة لماذا يجب علينا عدم الإلتزام بالتقاليد؟ في عدد من الأسباب بلغت ثمانية أسباب كاملة، وقد تم نشر في هذه السلسلة أربعة مقالات سابقة. لذلك فنحن ننصح الأهل بالاطلاع على كنز من المعلومات في قسم بنون حول تربية الاطفال والمراهقين في الرابط هنا
في مجتمع التقاليد تزر الوازرة وزر أخرى، أي: يحملك الناس ذنب أبيك، أو أخيك، أو أختك، أو أمك، أو غيرهم من أقربائك، بينما في دين الله: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} }الأنعام: 164{ ولعل مثالاً يوضح ذلك.
عندما يقتل رجل رجلاً من عائلة أخرى، فإن أي رجل يمت إلى القاتل بقرابة يصبح في خطر من أن يؤخذ بثأر القتيل منه، لقد كان هذا سائداً في جميع أرجاء العالم الإسلامي تقريباً، لكنه اليوم انحسر عن المدن، ومازالت الأرياف تعاني منه، حيث يعتبر كل فرد في عائلة القاتل مسؤولاً عن الجريمة. أما مبدأ {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} فقد غاب عن الأذهان، ولربما أقروه في أشياء كثيرة إلا الثأر؛ لأن الثأر في نظرهم إستعادة لكبريائهم التي ذهبت، وإنقاذاً لشرفهم ومكانتهم بين الناس التي ضاعت؛ عندما جرؤ أحد على قتل واحد منهم، فهم سيبقون موضع كلام الناس، ومحط ازدرائهم، وسخريتهم حتى يثبتوا للجميع أنهم رجال حقاً، ولن يكون لهم ذلك إلا إن هم قتلوا رجلاً برجل، وستبدو رجولتهم أعظم إن هم قتلوا عدة رجال برجل، وإن هم انتقوا لذلك خيرة شباب العائلة الأخرى، لتكون الضربة موجعة، وفي الصميم.
اقرأ/ي أيضا: كيف يهدم المجتمع كرامة أفراده بالرعب من كلام الناس؟
أوليست قصص الثأر، التي لا تنتهي في الريف الإسلامي، بمثابة داحس وغبراء جديدة، تشهدها كل قرية؟!
إنها الجاهلية العربية القديمة، قد عادت بعد القرون، تملأ الرؤوس بالحمية والكبر، فلا يعود في واقع الحياة فرق بينها وبين رؤوس عتاة قريش، إلا أن رجال اليوم مسلمون، لكنهم عندما يقتل واحد من عائلتهم يصبحون كلهم مثل أبي جهل، وتصبح نساؤهم في حقد هند زوجة أبي سفيان، التي لم يشف صدرها من حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن يقتل، وتستخرج كبده وتمضغها!.
اقرأ/ي أيضا: كيف نقيم سلوكيات أبنائنا بشكل صحيح؟
وفي عصر الجاهلية العربية العائدة من وراء القرون، يصبح العفو عن القاتل، مصدر ذل ومهانة للذي يعفو، ودلالة على الضعف والخنوع، وعلى أن رجال عائلة القتيل نساء.. بينما أعطى الله الحق لأولياء القتيل، في أن يطلبوا القصاص من القاتل نفسه، كي يقتل بأمر القاضي، جزاءً لقتله ولدهم، ثم شجع الإسلام على العفو، ومدح الذي يعفو؛ لأن المؤمنين كلهم إخوة، القاتل والمقتول.
إن مجرد الالتجاء إلى القضاء، والامتناع عن أخذ الثأر باليد، يعد مبرراً لازدراء أهل المقتول، ولاعتبار أنهم عجزوا، عن أن يأخذوا بثأر قتيلهم بأيديهم.
فلنتأمل كيف تنقلب الموازين، وكيف تتعارض التقاليد مع دين الله، تعارضاً جوهرياً.
موضوعات تهمك:
كيف نجعل أبناءنا كما نحب أن يكونوا؟
التقاليد البالية تعلم الخنوع والذل
هل تقاليدنا فعلا تقاليد اسلامية؟