تعرض الكاتب البريطاني المولود في الهند، سلمان رشدي لحادث طعن من خلاله قام المنفذ بطعنه عدة طعنات من بينها في الرقبة والبطن وتم نقلها إلى المستشفى من أجل إنقاذ حياته وهي الجريمة التي هزت العالم، خاصة وأن الطعنات جاءت إليه عندما كان يستعد لإلقاء محاضرة في معهد بولاية نيويورك.
الكاتب البريطاني هو روائي كبير حصل على البوكر أكثر من مرة، وكان له شهرة كبيرة لكن شهرته زادت بعد إصدار رواية تسمى “آيات شيطانية” في 1988 وهي التي أثارت جدلًا كبيرًا في العالم الإسلامي.
من هو سلمان رشدي ؟
الاسم الكامل هو سلمان أنيس أحمد رشدي حصل على لقب فارس بأمر من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عام 2007، وهو ما تسبب في احتجاجات ضد ذلك في دول أكبرها حشدًا كان في إيران وباكستان.
رشدي مولود في 19 يونيو عام 1947 بمدينة مومباي في الهند وتعلم في مدرسة كاتدرائية قبل أن ينتقل إلى مدرسة الرجبي الداخلية في إنجلترا، ثم أكمل تعليمه الجامعي في جامعة كامبريدج حيث درس التاريخ وعمل لدى اثنين وكالات الإعلان قبل أن يتفرغ للكتابة.
رشدي متزوج أربع مراته أولى زوجاته كانت كلارسيا لوارد بين 1976 و1987 وأنجب منه ابنه زافار، ثم زوجته الثانية ماريان ويجينز الروائية الأمريكية بين 1988 و1993، ثم زوجته الثالثة فكانت إليزابيث ويست والتي تزوجها بين 1997 إلى 2004 وأنجب ابنًا يسمى ميلان.
ثم المرة الرابعة كانت من الممثلة الهندئة الأمريكية بادما لاكشمي في عام 2004 وتم الطلاق بعد ثلاثة أعوام فقط.
لدى رشدي العديد من الأعمال الأدبية، بدأت كتابته برواية جريموس في عام 1975 تلاها رواية أطفال في 1980، عن استقلال الهند من الاستعمار البريطاني ورحلتها في ذلك وما تلاه.
فازت تلك الرواية بجائزة بوكر الأدبية عام 1981 حيث اعتبرت أفضل رواية لجميع الفائزين في مناسبتين منفصلتين احتفالًا بالذكرى الخامسة والعشرين لجائزة البوكر الأدبية.
بعد تلك الرواية أصدر سلمان رشدي روايته عام 1983 العار التي دارت حول الوضع السياسي في باكستان، وفازت بجائزة أفضل كتاب أجنبي الفرنسية وكان وصيفًا في جائزة البوكر.
ثم ألف كتابًا واقعيًا عن ميكاراجوا في عام 1987 تحت عنوان ابتسامة جاكوار استند فيها إلى تجاربه المباشرة وأبحاثه عن الجبهة الساندينية للتحرير الوطني بتلك البلاد.
لماذا يحاولون اغتيال سلمان رشدي ؟
أما روايته آيات شيطانية فقد صدرت عام 1988 والتي تسببت في جدلًا كبيرًا، واحتج الآلاف ضدها حول العالم وقاموا بحرق نسخ الرواية وتعرض على إثرها لتهديدات بالقتل، وتمت محاولة اغتياله عام 1989 قام بها عنصر من حزب الله اسمه مصطفى مازح، وفشلت العملية عندما انفجر الكتاب المفخخ مبكرًا مما أدى لمقتل المنقذ ودمرت فندق بادينجتون بشكل جزئي، واختفى عن الأنظار لعشر سنوات لأسباب أمنية وتم وضعه تحت حماية الشرطة في بريطانيا بشكل مشدد.
في عام 2007 أكد رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي أن فتوى هدر دم الكاتب سلمان رشدي لا تزال قائمة، وأنها غير قابلة للتعديل.
ثم نشر تنظيم القاعدة عام 2013 عدد جديد من مجلة تابعة له لائحة تحمل عنوان مطلوب حيًا أو ميتًا من بينهم رشدي.
لدى رشدي العديد من الروايات التي تلت آيات شيطانية مثل هارون وقصص البحر وأوطان تخيلية وهي مقالات نقدية ومشرد باختيار ثم رواية شرق وغرب وزفرة العربي الأخيرة، كما أن له روايات مثل الأرض تحت قدميها والغضب وخطورات تقطع الخط وشاليمار المهرج وعرافة فلورنسا وجوزيف أنطوان: مذكرات، وكانت آخر رواياته كيشوت عام 2019.
لكن رواية سلمان رشدي آيات شيطانية كانت هي التي تسببت في شهرته الواسعة وهدر دمه وتهديدات بقتله ومحاولات اغتياله الفاشلة، حيث ورد فيها حادثة أسطورية موجودة في التراث الإسلامي تم الزعم فيها أن الشيطان نزغ في أذن النبي آيات غير حقيقية وهو ما صححه له جبريل عليه السلام، ولكنه شكك في أن يكون جبريل قد أوحى إليه بها، واستخدمها في محاولة اقناع قريش برسالته وتقديم تنازلات في الدعوة.
واعتبرت تلك القصة مسيئة للنبي محمد وللإسلام ولحامل الرسالة من الله جبريل عليه السلام.
وكان أغلب من يريدون دمه هم إيرانيون أو تابعون لهم، والأمر لم يكن له علاقة بالإساءة للنبي محمد، ولكن متعلق بفصل نشره في كتابه سخر فيه من الخميني وصوره بشكل لم يعجبه لذلك أهدر دمه.
موضوعات تهمك: