في ظل العقوبات روسيا تصدر نفطا أقل وتجني أموالا أكثر، لكن هناك طريقة لوقف ذلك.
تخطط إدارة بايدن لتأسيس كارتل مشترين، وهو اتفاق بين عملاء روسيا لوضع سقف لسعر النفط الروسي أقل بكثير من سعر السوق الحالي.
الدول التي تريد مساعدة أوكرانيا تصوب على الهدف الخطأ بخفض صادرات الطاقة الروسية بدل تقليص أرباح صادراتها فروسيا تصدر نفطا أقل بعوائد أكثر.
في مايو 2022، تلقت روسيا 883 مليون يورو يوميًا من صادرات النفط، ارتفاعًا من 633 مليون يورو يوميًا قبل عام والعقوبات قد ترفع سعر البرميل إلى 200 دولار.
يرجح أن تدفع العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على روسيا نهاية العام لارتفاع أسعار النفط وقد يتجاوز سعر البرميل 200 دولار دافعا اقتصادات الغرب للركود.
* * *
تحت نفس العنوان أكدت “نيويورك تايمز” في افتتاحية أن “روسيا تجني الكثير من الأموال من النفط، لكن هناك طريقة لوقف ذلك”. وكتبت الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة وحلفاءها اعتمدوا بشدة على فرض عقوبات اقتصادية لمعاقبة روسيا على غزوها لأوكرانيا. لكن يبدو أن أحد العناصر الرئيسية في تلك الإستراتيجية، وهو القيود المفروضة على صادرات النفط الروسية، تسبب في الغالب مصاعب وأضرارا للناس العاديين في البلدان الأخرى.
كما أن الدول الأوروبية، على وجه الخصوص، تسببت في إلحاق أضرار جسيمة باقتصاداتها دون تقليل عائدات النفط الروسية.
وقد شددت الصحيفة على أن الدول التي تسعى لمساعدة أوكرانيا تصوب على الهدف الخطأ، أي بالتركيز على خفض صادرات الطاقة الروسية بدلا من تقليص أرباح صادراتها، إذ تصدر روسيا نفطا أقل، ولكن بطريقة معكوسة، تكسب المزيد من المال، وفقا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف في فنلندا.
فقد رفعت العقوبات الأسعار أكثر من تعويض انخفاض الصادرات. في مايو 2022، كسبت روسيا 883 مليون يورو يوميًا من صادرات النفط، ارتفاعًا من 633 مليون يورو يوميًا في مايو 2021.
وحذرت الصحيفة من أن الوضع على وشك أن يأخذ منعطفا نحو الأسوأ، حيث من المرجح أن تدفع العقوبات الجديدة التي اتفق الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على فرضها على روسيا بحلول نهاية العام إلى ارتفاع أسعار النفط. ويحذر بعض المحللين من أن سعر برميل النفط قد يتجاوز 200 دولار، وهو ما يمكن أن يدفع بسهولة الاقتصادات الغربية إلى الركود.
غير أنها تشير إلى أن خطة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يمكن أن تتجنب هذه الأزمة تتمثل في تأسيس كارتل (تحالف) المشترين، وهو اتفاق بين عملاء روسيا لوضع سقف لسعر النفط الروسي، على أن يكون هذا السقف أقل بكثير من سعر السوق الحالي، مما يقلل بشكل حاد من دور المستهلكين الغربيين في تمويل الجيش الروسي.
ووصفت الصحيفة الخطة بأنها فكرة جريئة وغير مجربة، ويبدو أيضا أنها أفضل خيار متاح؛ وأنها إذا نجحت فقد تحرم روسيا من الإيرادات دون تدمير اقتصادات الدول التي تحاول دعم أوكرانيا.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن إنشاء كارتل ليس بالأمر السهل، لكن المسؤولين الأمريكيين يجادلون بأن الكارتل لا يزال بإمكانه زيادة الضغط على روسيا من خلال السماح للدول غير المشاركة بالحصول على خصومات أكبر أيضا.
وأضافت أنه من الصعب أيضا الحفاظ على الكارتل. ونظرا لأن المشاركين يمكن أن يستفيدوا من الغش في سقف السعر، فإن مراقبة اتفاقية تحديد الأسعار أمر صعب للغاية، ولكن في هذه الحالة قد تكون هناك آلية تنفيذ معقولة.
وشددت الصحيفة على أن الطريقة الدائمة والوحيدة لتقليل القوة الاقتصادية لروسيا كمصدر للطاقة هي تقليل الطلب على طاقتها، واعتبرت كارتل المشترين وسيلة مؤقتة.
واعتبرت أنه بعد عقود من الاعتماد على روسيا، تسعى الدول الأوروبية جاهدة لتبني خطط جديدة لتقليل استخدام الطاقة وتوسيع طاقة الرياح والطاقة الشمسية المستدامة.
وختمت افتتاحيتها بأن أوكرانيا تحتاج إلى الدعم المستمر من حلفائها فيما قد يكون صراعا طويل الأمد، وأن فرض ضغط غير ضروري يؤدي إلى نتائج عكسية.
المصدر: نيويورك تايمز
موضوعات تهمك: