يعد موسى مونتفيوري أول مؤسس للاستعمار اليهودي في القدس.
قدم لمحمد علي باشا عام 1838 خطة لتوطين اليهود في فلسطين تتضمن توفير وضع متميِّز لليهود.
نجح في إقناع السلطان العثماني بمنح الامتيازات التي كان يتمتع بها الأجانب لليهود في جميع أرجاء الإمبراطورية العثمانية.
في عام 1855 حصل مونتفيوري على فرمان (قرار) من السلطان العثماني آنذاك، يسمح له بشراء أول قطعة أرض في القدس.
****
بقلم: بكر أبوبكر
يعد مونتفيوري أول مؤسس للاستعمار اليهودي في القدس، وكان مونتفيوري (1784-1885م) يهوديًا بريطانيًا ثريًا جداً، امتلك عدة مصارف، وكان أحد أكبر المتبرعين اليهود لدعم نشاطات وفعاليات يهودية وصهيونية. ويعتبر أول من قاد حملة للاستيطان اليهودي، إذ تلقى الدعم من اليهود الأثرياء في أمريكا، وعمل على إيقاف حملات التبشير المسيحية في القدس.
زار فلسطين سبع مرات، وقدم لمحمد علي باشا عام 1838 خطة لتوطين اليهود في فلسطين تتضمن توفير وضع متميِّز لليهود وقدر كبير من الاستقلال الذاتي وتنمية المشاريع الزراعية والصناعية في فلسطين حتى يحقق اليهود الاعتماد على الذات. وفي المقابل، وكعامل إغراء للمصريين وخداع اقترح مونتفيوري تأسيس البنوك في المدن الرئيسية في المنطقة لتقدِّم التسهيلات الائتمانية للمنطقة بأكملها.
ساهم مونتفيوري في تأسيس بعض المستعمرات الزراعية في الجليل ويافا، وأسَّس أول حي يهودي خارج أسوار مدينة القدس القديمة، كما أسس بعض المشاريع الصناعية. وقد التقى بمحمد علي مرة أخرى في القاهرة عام 1840 لبحث قضية دمشق، إلا أن مشاريعه في فلسطين تعثرت بعد خروج محمد علي من فلسطين تحت ضغط القوى الاستعمارية الاوربية العظمى في تلك الفترة (مؤتمر لندن 1840). ومع ذلك، نجح في إقناع السلطان العثماني بمنح الامتيازات التي كان يتمتع بها الأجانب لليهود في جميع أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وهو ما ساهم بدون شك في تحويلهم إلى عنصر أجنبي منبتّ الصلة بالمنطقة وذي قابلية خاصة للتحول إلى جماعة وظيفية استيطانية .
قام مونتفيوري بزيارة روسيا مرتين، ونجح بمساعيه في التخفيف من الأحوال الصعبة التي كان المواطنين اليهود الروس يعانون منها في موطنهم روسيا.
وعالج سياسياً قضايا ملاحقات اليهود ومضايقات عدد منهم في أوطانهم مثل المغرب واليونان ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا وغيرها.
في عام 1855 حصل مونتفيوري على فرمان (قرار) من السلطان العثماني آنذاك، يسمح له بشراء أول قطعة أرض في القدس، فأقام عليها أول حي سكني، وتمكّن من تهجير عدد من يهود اليمن إلى القدس وأسكنهم في حي أسماه”حي موشيه اليمني”، كما تملّك أرضًا غربي القدس عام 1859، وأقام مستوطنة باسم «موتسا تحتيت» عام 1864.
ويقول فيه عبد الوهاب المسيري بموسوعته عن اليهود والصهيونية: “مونتفيوري كان زعيمًا للجماعة اليهودية في إنجلترا. انتزع من السلطان عبد المجيد الأول فرمان امتيازات مكنه من بناء البؤرة الصهيونية التي جلب إليها أول فوج من المهاجرين الأوروبيين الأشكناز إلى فلسطين”.
مصادر: مقال خالد أبوهريرة في موقع تركيا الآن المعنون : عبد الحميد الثاني والقدس، كيف أعان روتشيلد على توطين الصهاينة بفلسطين.
موضوعات تهمك: