أسعار القمح ترتفع باطراد، والدول تراقب منتوجاتها، لدرجة أن بعضها حظر التصدير؛ ما فاقم المشكلة.
قرار الهند، الأسبوع الماضي، حظر التصدير تسبب بارتفاع قياسي بأسعار القمح؛ ما يهدد بموجة جوع.
المشكلة الاقتصادية يمكن أن يكون لها تداعيات سياسية تغير خرائط دول وتحدد مصائر أنظمة، فبالتأكيد ستدس أمريكا أنفها فيها.
الأمن الغذائي من لوازم الأمن القومي، فلم يعد العالم ساحة مفتوحة تتوفر فيها السلع للشراء، بل سيكون شح السلع هو العنوان مترافقا مع زيادة الفاتورة، فهل نحن جاهزون؟
* * *
منذ بدء حرب أوكرانيا انطلقت التحذيرات من أزمة غذاء عالمية، ذلك أن البلدان المتحاربان يشكلان سلة قمح العالم، وغيابهما عن السوق يعني نقصا حادا في السلعة الاستراتيجية خصوصا للعالم الثالث الذي نحجز فيه مكانا.
أسعار القمح باتت ترتفع باطراد، والدول باتت تراقب منتوجاتها، لدرجة أن بعضها حظر التصدير؛ ما فاقم المشكلة.
ولأن المشكلة الاقتصادية يمكن أن يكون لها تداعيات سياسية قد تغير خرائط دول وتحدد مصائر أنظمة، فبالتأكيد ستدس واشنطن أنفها فيها.
ربما سيكون القمح سلعة استراتيجية تزاحم النفط، وستكون قرارات بعض الدول حيالها، قرارات تؤثر على مصير العالم، وها هي واشنطن تناشد نيودلهي الرجوع عن قرارها حظر تصدير القمح، الذي بررته بتراجع إنتاجها جرّاء موجات القيظ.
قرار الهند، الأسبوع الماضي، حظر التصدير تسبب بارتفاع قياسي بأسعار القمح؛ ما يهدد بموجة جوع.
أمريكا التي تترأس مجلس الأمن خلال شهر أيار الحالي، وضعت نصب عينيها مسألة الأمن الغذائي العالمي على ضوء أزمة القمح العالمية.
وستكون تلك الأزمة على جدول أعمال مجلس الأمن غدا، وهي الجلسة التي سيترأسها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
تقول مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة إن أوكرانيا كانت سلة الغذاء بالنسبة للعالم، “ولكن منذ أن تسببت روسيا بأكبر أزمة لجوء في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وسدّت المنافذ الهامة ودمّرت البنية التحتية المدنية وصوامع الحبوب، فإن حالة الجوع البائسة في أفريقيا والشرق الأوسط، تزداد خطورة”.
الأمن الغذائي لم يعد مجرد مصطلح يدرس، بل بات من لوازم الأمن القومي، خصوصا أن العالم مقبل على أن لا يكون ساحة مفتوحة تتوفر فيها السلع لمن يريد الشراء، بل سيكون شح ونقص السلع هو العنوان مترافقا مع زيادة الفاتورة، فهل نحن جاهزون؟
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: