القوة والبطش والقهر والمال وحدها لا تكفي لتحويل الباطل حقا، واللص شريفا، وقليل الأصل حسيبا.
إحياء ذكرى النكبة يعني أن هذا الكيان الصهيوني لا يمكن أن يصبح جزءا من المنطقة أو يصبح وجوده طبيعيا ولو بقي مئة عام.
إحياء ذكرى النكبة يبطل الاعترافات التي نالها الكيان الصهيوني في لحظات ضعف؛ من كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وانتهاء بـ”اتفاقات أبراهام” التطبيعية.
أكثر ما ينغص على اللصوص أن تُحيى الذكرى في قلب الكيان الصهيوني ذاته، وفي قلب جامعة تل أبيب، وأن تُحيى في لندن التي أعطت وعد بلفور ورعته حتى اشتد عوده.
* * *
بقلم: عبدالله المجالي
أسوأ أمر على اللص أن تذكّره بأنه لص، وهو الذي ظن أن الناس قد نسيت، وأسوأ أمر على قليل الأصل أن تذكره بأنه لا أصل ولا فصل له، وهو الذي ظن أنه بات محترما وذا شأن وقيمة بين الناس.
لذلك نرى اللص وقليل الأصل يتمنى أن يذهب كل من يذكّره بلصوصيته وقلة أصله إلى الجحيم، ويتمنى أن يصحوا ويجد كل تاريخه المشين قد محي، وهو الذي زور لنفسه تاريخا واخترع لنفسه أصلا من عدم.
القوة والبطش والقهر والمال وحدها لا تكفي لتحويل الباطل حقا، واللص شريفا، وقليل الأصل حسيبا.
عندما يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم التي يمر عليها الآن 74 عاما، إنما يمارسون طقوس إذلال اللصوص والسراق وشذاذ الآفاق الذين سطوا على أرضهم ومقدساتهم وتاريخهم وثقافتهم.
رغم أن الجيل الذي شهد النكبة قضى أو يكاد، ورغم أن الصهاينة اعتمدوا مقولة “سينسون بعد جيل أو جيلين”، إلا أن فعاليات إحياء ذكرى النكبة تتسع أفقيا وعاموديا عاما بعد عام؛ فيشارك في إحيائها الجيل الرابع الذي بعضه ربما لا يتقن اللغة العربية، ويمتد إحياؤها ليصل العالم الجديد.
أكثر ما ينغص على اللصوص هو أن تُحيى الذكرى في قلب الكيان ذاته، وفي قلب جامعة تل أبيب، وأن تُحيي في عاصمة الضباب التي أعطته الوعد ورعته حتى اشتد عوده.
إحياء ذكرى النكبة في جزء منها سحب لكل الاعترافات التي حظي بها الكيان الصهيوني في لحظات الضعف؛ بدءا من كامب ديفيد مرورا بأوسلو ووادي عربة وانتهاء بما يسمى “اتفاقات أبراهام” التطبيعية.
إحياء ذكرى النكبة في جزء منها أن هذا الكيان الصهيوني لا يمكن أن يصبح جزءا من المنطقة أو يصبح وجوده طبيعيا حتى لو بقي 100 عام أو يزيد.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر: السبيل – عمان
موضوعات تهمك: